خرسيس نرسيس أدبسيس

يقولون فى مثل شعبى مصرى لاذع "أمها ساكتة ومرات أبوها مطينة". الشعوب التى استعبدت من الأتراك ساكتة وأغلبها يحن لأيام الضرب بالكرباج العثمانى (يسمونها دولة الخلافة)، ويلعنون كمال اتاتورك الذى قضى على الخلافة الإسلامية التى كانت تتعامل مع العرب معاملة سيد لـكلابه وليس حتى لخدامه، ولو أعلن الأتراك الخلافة الإسلامية غدا لأهتزت عروش ملاك الدول العربية... كتب التاريخ التى اعتاد الإعراب على تزويرها تمجد الأتراك وتسميهم الخلفاء مرة والمسلمين مرات ويحلمون أيام طرق الباب العالى أسوار فيينا بمظنة أن الإسلام هو الذى انتصر أيامها (ولكنه ليس الإسلام الذى إنهزم فى الحرب العالمية الأولى). ومن بعد أن تسكت الأم على فضيحتها وفضيحة أبنتها يريد البعض أن تتنيل مرات الأب (اميركا) وتحارب عن شرف أولاد ضرتها وإستعبادهم التاريخى! الفرق بين الصينيين الذين يغضبون لإنكار اليابان فى كتاب التاريخ جريمة، و الإسرائيليين الذين يحاكمون من ينكر المحرقة، والأرمن والكرد الذين يناضلون من أجل الإعتراف بما نالهم من ظلم... الفرق بين كل هؤلاء وبين العرب أن هؤلاء شعوب فاعلة ونحن شعوب خاملة نستمرىء كالحريم العربى ضرب الكرباج... ونحن لمن كان ينادينا بخرسيس نرسيس أدب سيس.
**

الشعبلاوى
لعبة الثلاث ورقات لعبة مشهورة فى العالم بذاتها أو بما يماثلها كلعبة الكستبان فى بلاد أخرى. وهى لعبة تستحدث نفسها وتتطور بأسرع مما ينتبه ضحاياها... لعبة الثلاث ورقات الرائجة منذ زمن هى لعبة الدعوة والإفتاء حسب الطلب... هل رأى أحدكم مفتى أو داعية فقيرا أو بدون نفوذ؟ على الأقل فى فترة الخمسين عاما الأخيرة... مجرد دهشة.
**

الدكتور كامل النجار يستعجب من جيوش المفتين الذين جعلوا الجنس شاغلهم الشاغل ويتسائل أما كان من الأفضل للأمة لو كانوا زرعوا... أفضل للأمة بالطبع، ولكن هل كان ذلك أفضل لهم؟ هل كان الشعبلاوى ينتفخ بالصحة ويظهر فى الفضائبات ويستثمر فى بنك التقوى لو كان مزارعا؟ هل قرأ أحد فى العالم التعيس ذكريات مزارع كما تتم قراءة ذكريات مفتى وداعية ومجاهد وإرهابى ومحامى إرهابيين؟؟؟ وهل يتظاهر آلاف المزارعين من أجل أن مزارع كتب عنه بصدق أو خلافه أنه "منافق"؟ ياعزيزى صناعة الثلاث ورقات والكستبان تطورت ولكن لاعبها هو هو وكل لاعبيها لايجيدون غيرها فكيف بالله عليك تتمنى عليهم لو كانوا قد اشتغلوا بالزراعة!!!
**

مصر

يمر من تحت بصرى بين الوقت والآخر ومنذ مدة نداء من كاتب يدعى محمد عبد المجيد (طائر الشمال) يكتب من النرويج. الرجل يدعو بإصرار عجيب لعصيان مدنى فى مصر يبدأ من يوم الثانى من مايو، وكتب لذلك أسباب وأسباب أغلبها منطقى ورزين. الذى يضايقنى هو التجاهل التام من الجميع للدعوة... لماذا لا تلقى دعوته حظها من المناقشة وترفض أو تقبل؟ وإن كان لصحف المحروسة –التى جميعها الآن صفراء- عذرها، فما عذر كل مدعى الحرية ومحترفى حقوق الإنسان فى نشر أفكاره... أم أن نشر دعوة مثل هذه سيأخذ ركنا مخصصا للعب الثلاث ورقات؟ فتاوى ودعاوى فى قول آخر...

عادل حزين
نيويورك