أصداء

هل ضاعت حقيقة ما يجري في المدائن؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

المتتبع لما جرى و يجري هذه الأيام في قضاء المدائن المتاخم للعاصمة بغداد، يخال له بأن هذه المنطقة تبعد آلاف الأميال عن مواقع مصدر القرار السياسي و العسكري، فلقد جرت كل هذه الأحداث من خطف و قتل و اغتصاب و ترويع لقلوب الآمنين من سكان تلك المنطقة لا لجرم سوى أنـّـهم أتباع منهج فكري معيـــّـن نعلمه جميعا.. جرى كل ذلك و رجالات السياسية الجدد و أجهزة الدولة الأمنية لم تعر لهم أي اهتمام، على الرغم من الصيحات المتوالية التي وصلتهم عبر وسائل الإعلام من قبل سكان تلك المناطق، و إن كنا منصفين نقول بأن المحطة الوحيدة التي ركزت على تلك المطاليب من سكان طريق الكوت بغداد، هي قناة الفيحاء.

قد سمعنا باستجابة قوات الأمن لتلك الصيحات و لكن التنفيذ كان في أمكنة أخرى، و كان الأجدر بالحكومة أن تقطع دابر الإرهاب من قبل أن يستشري و يصل الى هذه المرحلة منذ البداية.. و لكني أقول و أجزم صادقا بأن الأمر كان مدبرا و كانت وزارة الداخلية على علم بأمكنة تلك البؤر الإجرامية و المجاميع التكفيرية البعثية التي تستقي فكرة عملها من فكر مزدوج خطير، ألا و هو فكر البعثسلفي الذي نشط قبل سنين بعد انتفاضة آذار عام 1991، بعد أن اعتمد المجرم صدام على مجاميع تكفيرية بعضها قدم من خارج العراق كمقاتلين و بعضها كان من داخل العراق ممن تربّوا على الحقد و البغض لأبناء العراق الغيارى من أمثال ما يسمى الآن بجماعة علماء السنة و بعض الحركات السلفية ( البعثية ) و بعض بقايا الصداميين الحاقدين المجرمين... فاجتمع كل أولئك على منهج واحد و طريقة واحدة في العمل.. و هي قتل و ترويع كل من ينتمي الى التشيع بصلة..

و كيفية القضاء على هذه المجاميع من القتلة و المجرمين يكمن في عمل واحد سنفصله في مقالات آخرى إن شاء الله.

و ذلك العمل هو... بأن نتـّـبع منهج ( من فمك أدينك ) و نطبقه على كل عالم دين أو رجل سياسة أو إعلامي و صحفي أو هيئة أو منظمة، و ذلك من خلال تتبع كلماتهم التي تؤيد تلك الأعمال الإجرامية و تبرر أفعالهم.. و هذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار لو أردنا تعداد المصاديق... و أعطيكم مثالا واحدا.. على أن أترك بقية الأمثلة الى مقال خاص آخر

تصريح حارث الضاري قبل أسابيع في وسائل الإعلام، حينما قال... بأن المجاميع ( التي يسميها بالمقاومة ) ستوقف عملها لو طلبنا منها ذلك.. و هذا اعتراف منه واضح و جلي بأن تلك المجاميع تأتمر بأمره و بأمر من هم على شاكلته.. و من خلال محاصرة و لجم المنظرين لهم نتمكن من محاصرة كل أتباعهم، هذا إن أردنا عراقا آمنا ينعم أهله بالأمن و الاستقرار و الرخاء.

و لي عودة آخرى إن شاء الله لتبيان حقيقة ما يجري في المدائن و غيرها.

أمير علي الساعدي

السويد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف