جرائم حرب في تركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نظمت مظاهرات من قبل جمعيات الكوردستانية - الارمنية في محافظة كالمار وخرج آلاف إلى الشوارع في السويد بالأدانة نظام الفاشي في تركيا،بذكرئ الابادة الشعب الارمني في عام 1915 في تركيا الكمالية.وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للطغمة العسكرية في انقرة والحرب التي تعرضت لها الكورد والارمن كما رفع متظاهرون صورا للانتهاكات الابادة والمجازر والتعذيب الذي تعرض له الارمن على يد جنود الجيش العثماني البائد، مطالبين بمحاكمة المسئولين عن هذه الجرائم.وأحرق المتظاهرون العلم تركي،وقد وجه مثقفون الارمن والكورد وصحف مستقلة انتقادات لموقف للحكومة انقرة لعدم الاعترافها بذلك المذابح والمجازر الذي ذهب جرائها اكثر من مليون الارمني لغاية هذة ساعة.تركيا قادرة لو شاءت ان تعترف بحدوث المجازر وتتنصل من المسؤولية حيالها. فمؤسس تركيا الحديثة، كمال اتاتورك، ابدى رأيه عشرات المرات في المسألة واقر بحدوث الابادة الارمن.
ويمكن تركيا على ضؤ الاحداث ان تأسف للجرائم المرتكبة في حق الارمن والتوضيح بانها من فعل الدولة العثمانية وليس الجمهورية التركية.ان التمنع التركي عن مناقشة المسألة الارمنية نابع من الخوف من انهيار هذه الاقتناعات. اذ يخشى تفجير نماذج التصور الشائعة في تفسير تركيا والعالم. وقد يبرهن النقاش حول الابادة بأن الدولة ليست نتاج نضال معاد للامبريالية في الاساس بل نتيجة حرب شنت على الاقليتين الكوردية والارمنية،ربما لا يشك أحد بأن تركيا قامت بحرب إبادة بحق الأرمن في الأعوام 1915 - 1923، وبحق الأكراد والسريان. ولعل غالبية الوثائق الدولية وأرشيفات الصحف في ذلك الوقت تبقى شاهداً على ذلك. لكن الغريب في الأمر هو ان تركيا تريد دائماً ان تتملّص من هذا الأمر بالرغم من مرور قرن من الزمن تقريباً عليه، إذ ان المجزرة التي راح ضحيتها مليون ونصف أرمني أخذت معها أجيال قد رّحلت ودفنت مع مآسيها، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: "أليس من الأنفع لتركيا ان تبادر هي نفسها بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الأرمن وتقوم بتعويضهم عما خسروا في تلك المذابح؟ ما زال حال الأرمن الذين يقولون إن عددهم يقدّر بحوالى ثمانية ملايين نسمة
والذين أخذوا موقفاً متضامناً مع الأكراد بل لهم أفضال كثيرة على الأكراد جسّدها الوعي الارمني الحديث بالتضامن الانساني مع كل الشعوب التي كانت ضحية العقل العثماني والعنصري التركي، وكان الأرمن مساندين للانتفاضة الكردية في العام 1925 على الرغم من ان اتجاه الانتفاضة كان دينياً بحكم توجهات رئيسها الشيخ سعيد البيراني الذي كان عالماً دينياً مسلماً والأرمن يدينون بالدين المسيحي كما هو معروف.
وقد تحول هذا الدعم الى جعل بيوتهم ملجأ للثوار الأكراد ومأواهم الوحيد. علاقة الأرمن مع الاكراد كانت وطيدة واستمرت الى اليوم وشملت كل الجوانب. قديماً كانت الصحف الأرمنية الوحيدة (نوردار، غورتس، اوريزون، دروشاك وجامانك ومجلة "عناية" وقفت الى جانب الاكراد ونقلت معاناتهم كما ان مشاريع احياء اللغة الكردية رأت النور في ارمينيا (يريفان) حيث يسمي الاكراد "لازو"(هاكوب خازاريان) "آبو"، الذي علم الاكراد اللغة الكردية وفتحت جمهورية أرمينيا مدارس لهم. وفي الوقت الذي كان الاكراد ينتعشون ثقافياً في أرمينيا الحاضر، فبحكم التواصل الثقافي والاجتماعي الكردي الأرمني كانت النتيجة بأن الارمن غنوا باللغة الكردية التراث الفلكلوري مثل المغني الارمني آرام ديكران ومن قبيل التودد يتنادى الارمن والاكراد فيما بينهم بكلمة خالي. إن الأرمن يحتاجون اليوم مقابل خدماتهم النبيلة، الى تضامن الشعوب مع قضاياهم والضغط على تركيا للاعتراف بجريمتها وتقديم التعويضات المادية والمعنوية للارمن الذين شرّدوا في سائر بقاع العالم بسبب المجازر التي ارتكبت بحقهم.