اقتصاد

تكاليف إعمار البنية التحتية الفلسطينية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله زقوت من غزة

تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن تكاليف تطوير و إعادة تأهيل قطاع البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية على المدى القصير تبلغ ( 500 مليون دولار ) ، و في حال استمرار مأزق الوضع السياسي الراهن فإن هذا القطاع سيحتاج لنحو ( 900 مليون دولار لإعادة تأهيله .

و يريد البنك الدولي بلورة إستراتيجية مستدامة لتمويل قطاع البنية التحتية الفلسطينية ، كون التمويل الذاتي لهذا القطاع كان محدوداً ، و إن قامت الدول المانحة بتوفير معظم التمويل المستخدم في تأهيل و تطوير قطاع البنية التحتية ، حيث بلغ إجمالي ما تم تقديمه من دعم لهذا القطاع ما يزيد عن ( 1.3 مليار دولار ) ، منها (730 مليوناً ) استخدمت في دعم قطاع المياه ، و ( 473 مليوناً ) في دعم قطاع النقل ، و نحو ( 140 مليوناً ) في دعم قطاع الكهرباء .

و اعتبر البنك في تقرير أعده حديثاً حول واقع و احتياجات تطوير قطاع البنية التحتية ، أن الاستمرار في الاعتماد على تمويل المانحين من أجل تنفيذ استثمارات في قطاع البنية التحتية يعد إستراتيجية غير سليمة ، و تفتقر إلى متطلبات الحفاظ على استدامة تمويل هذا القطاع ، الأمر الذي يتطلب من السلطة الفلسطينية اتخاذ جملة من الإجراءات و منها تحسين كفاءة أنظمة الجباية ، و إعداد الفواتير ، و تبني الأساليب اللازمة لتفعيل مشاركة القطاع الخاص بما يكفل لمقدمي الخدمات تحقيق إيرادات ملائمة نظير ما يقدمونه من خدمات للمستهلكين.

و أوضح أن مرافق قطاع النقل يحتاج إلى أكثر من نصف قيمة الأموال اللازم توفرها لإصلاح البنية التحتية ، و ذلك نظراً لقيمة إعادة بناء الطرق التي تضررت نتيجة الأعمال العسكرية الاسرائيلية ، مشيراً إلى أن قيمة إصلاح الطرق المتضررة فقط يقدر بنحو ( 94 مليون دولار ) ، أما قيمة اصلاح الأضرار التي لحقت بمطار غزة الدولي فتقدر بنحو ( 22 مليون دولار ) .

و أشار البنك إلى أن إستراتيجية العمل التي تتبعها السلطة من أجل تطوير خدمات البنية التحتية و توسعة نطاقها ، و بناء هياكل تنظيمية ، و مؤسسات فاعلة كي يتسنى تحقيق أهداف هذه الإستراتيجية المتمثلة بإعادة تأهيل الشبكات القائمة ، و إنشاء مرافق خدمية تتمتع بالاستقلالية الذاتية ، و تكون موجهة لخدمة أهداف تجارية ، و ذلك عبر توحيد دوائر المرافق الخدمية في البلديات و القرى .

و تطرق البنك إلى ما تضمنته إستراتيجية السلطة الفلسطينية إلى أهمية تطوير مستوى مشاركة القطاع الخاص في عمليات البنى التحتية لرفع مستوى التمويل الخاص ، و تقوية خبراته الإدارية ، لافتاً إلى ما واجهته الجهود التنموية التي بذلتها السلطة على مدار السنوات العشر الماضية ، و خاصة الأربع الأخيرة منها من تحديات نتيجة القيود الإسرائيلية التي فرضتها حكومة إسرائيل على حرية الحركة ، و التنقل بين الضفة الغربية ، و قطاع غزة ، و بين المحافظات الفلسطينية و محدودية وصول الفلسطينيين إلى الموارد المهمة لتحسين خدمات البنية التحتية .

و بحسب البنك الدولي ، فإن السلطة الفلسطينية حققت تقدماً كبيراً في مجالي توفير خدمات البنى التحتية ، و نفذت أعداداً كبيرة من المشاريع المتعلقة بإعادة التأهيل ، و إن كانت إمكانات المؤسسات الفلسطينية ذات الاختصاص في هذا الشأن محدودة نسبياً ، فضلاً عن محدودية عدد هذه المؤسسات .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف