قدرة أوبك على توجيه الأسعار
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل عبدالله الحرمي من الكويت : المتابعون لنتائج اجتماع " أوبك " ليوم الأحد الماضي في فينيا و قرار
وزراء دول المنظمة بعدم وقف التعامل في النطاق التسعيري الحالي لسلة نفوط " أوبك " ، سيخرجون بنتيجة حتمية واحدة وهي ان المنظمة لم تعد قادرة على تثبيت اطار تسعيري للنفط الخام و انها تركت ادارة اسعار النفط للأسواق العالمية حسب العرض و الطلب العالمي. لكن السؤال المطروح هل هذا " القرار" من مصلحة المنظمة، وهل وقف العمل في النطاق التسعير فعلا لصالح المنظمة طالما معدل اسعارالنفط اعلى من 25 دولارا و بنسبة اكثر من 60% للبرميل الواحد عن متوسط معدل الإطار التسعيري و المعمول به منذ ابريل سنة 2000، أم ان المنظمة فعلا و بصريح العبارة مرتاحة جدا من المعدلات الحالية العالية مادام الإقتصاد العالمي لم يتأثر و من الممكن ان يتعامل العالم بمعدل اعلى من المستويات الحالية وفي حدود الـ50 دولارا للبرميل الواحد مادام سعر صرف الدولار الأميركي متقلب وغير ثابت و مستمر في تراجعه مقابل العملات العالمية الاخرى.
اجتماع "أوبك " الأحد الماضي كان اجتماعا مميزا ، ويمكن القول انه كان أكثرمن تشاوري وان كان لم يخرج بأي قرارات حاسمة لجس نبض الأسواق و معرفة ردود فعل الدول المستهلكة. الا ان الإجتماع كان صريحا وواضحا في توجهاته و قراراته التشاورية و التفاهم بين الوزراء حول كيفية مراجعة وادارة اسعار النفط، حيث اتفق الوزراء علي عدم خفض الأنتاج و الحفاظ على سقف الإنتاج الحالي و البالغ 27 مليون برميل وكذلك الإبقاء علي زيادة الإنتاج و بمقدار مليون برميل عن السقف الحالي للإنتاج كي لا تتعرض المنظمة لأية انتقادات خارجية و خاصة من الدول المستهلكة للنفط. لكنه وفي نفس الوقت قرر الوزراء فيما بينهم تخيفض الإنتاج " الزيادات" فوق سقف الإنتاج في حالة تراجع اسعار النفط و بحدة في الشهر القادم و قبل موعد اجتماع المنظمة في مدينة اصفهان في شهر مارس القادم، وقبل قبول شحنات النفط للتصديرالخارجي .
قرارات مهمة و ذكية اتخذها وزراء دول منظمة " أوبك " بكل هدوء ودون ازعاج للأسواق النفطية حيث ستعمل المنظمة بكل طاقاتها للحد من الارتفاعات الحادة في الاسعار و ستعمل في نفس الوقت على منع الإنخفاض الحاد في الاسعار و ستحاول تثيبت اسعار النفط في اطار مقبول معقول مابين الـ30 الى 40 دولارا للبرميل اي 35 دولارا لمعدل سلة نفوط " أوبك " لكن دون الإفصاح و الإعلان الرسمي عنه و خاصة و ان معدل الأطار التسعيري الحالي في الأسواق العالمية في حدود الـ42 دولارا للبرميل الواحد.
و بهذه الطريقة تكون المنظمة تفاعلت وتعاملت مع الأسواق النفطية بخبرة و حنكة نفطية وسياسية. فعلا تطورت " أوبك " وعرفت كيف ترضي المستهلكيين وبطريقة ان " المستهلك دائما على حق" و تجنبت الخوض في التفاصيل الأخرى.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف