وكالة الطاقة الدولية و تحذيرها المرعب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل عبدالله الحرمي
حذرت وكالة الطاقة الدولية International Energy Agency)) يوم الجمعة الماضي الدول المستهلكة للنفط الأسراع في اتخاذ خطوات وحلول سريعة و جدية في ايجاد طاقات بديلة عن النفط وذلك بسبب زيادة الطلب العالمي المستمر و المتجدد علي النفط. حيث لم تعد الدول المنتجة قادرة علي تلبية الطلبات العالمية المتزايدة و لم تعد لدي الدول المستهلكة للنفط طاقات تكريرة زائدة لمقابلة الطلبات المحلية المتزايدة علي المنتجات النفطية المكررة مثل وقود التدفئة وبنزين السيارات خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية و مستقبلا في الصين.
وتحذير و كالة الطاقة بدون ادني شك سيلهب اسعار النفط حاليا و مستقبلا و تفتح مجالا أكبر و أكثر للمضاربين علي اسعار النفط وهذا في نفس الوقت سيؤدي الي هيجان في الأسواق النفطية و ستضع منظمة " أوبك" تحت ضغوط عالمية متزايدة في حين لم تعد لدي المنظمة اية آلية جديدة لتهدئة استقرار الأسواق النفطية العالمية. وخاصة و ان الآستهلاك العالمي في تزايد و بلغ معدل 85 مليون برميل في اليوم وزادت اسعار النفط مابين 50الي 70% حيث وصل معدل سعر نفط الخام الأمريكي الي 54 دولار مقارنة ب 36 دولار في العام الماضي و معدل سقف سلة " أوبك " الي 48 دولار مقابل 28 دولار للبرميل الواحد.
و الغريب ان منظمة الطاقة العالمية كانت دائما تحاول من تهدئة الأسعار و الطلب من الدول المنتجة للنفط بأتخاذ ما تجده مناسبا لوقف تصاعد الأسعار. و لكن تحذير الوكالة و في هذا الوقت بالذات سيربك الأسواق النفطية و تؤذيها. و هذا بكل تأكيد عكس توجهاتها التاريخية الماضية ولايعرف السبب الرئيسي لهذا التحذير و في هذا الوقت تحديدا ليتزامن مع الأرتفاعات الحالية الحادة للاسعار.
و السؤال كيف تستطيع الدول المستهلكة الأستثمار و ايجاد بدائل جديدة عن النفط بسرعة و وقت قصير و لماذا التحذير و الكل علي يقين بأستحالة ايجاد بدائل أخري و خاصة في مجال المواصلات. حيث ان من المعروف بأن أكبر و أعلي نسبة من برميل النفط يذهب و يستهلك في قطاع المواصلات البرية و الجوية اي كوقود للسيارات مثل البنزين ووقود الطائرات. أما الأستعمالات الأخري لتوليد الكهرباء و الماء فأن ان هناك طاقات بديلة مثل الغاز الطبيعي والذرة لتوليد الكهرباء و الفحم .
فالمشكلة تكمن في مجال المواصلات و لابد من تطوير و ايجاد بدائل ، ولكن البدائل لايمكن ان تجد طريقها في هذه السرعة و في خلال ال10 سنوات القادمة. و لهذا نجد ان تحذير وكالة الطاقة لم يكن مناسبا أو موفقا فهذا سيزيد من قوة المضاربين في الاسواق و سيؤدي بالتالي الي عدم استقرار النفط و ستكون الأسعار و بنسب أكبر عرضة للمضاربة و المضاربيين.
وكنا نتمني ان تحذر وكالة الطاقة الدول المستهلكة بخفض معدلات الاستهلاك و الأستثمار المباشر في قطاع التكرير و التصنيع والمشاركة في بناء مصافي جديدة حتي لا تتعرض الدول المستهلكة الي شح في المنتجات النفطية المكررة وخاصة في بنزين السيارات خلال الصيف القادم. المطلوب هو الأستثمارالمناسب السريع و ليس التحذير والترعيب وزيادة في توتر الأسواق النفطية .