اقتصاد

أوبك و قرار ال لاخيار

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قرار منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك" ليوم أمس في مدينة أصفهان الايرانية لم يكن قرارا سهلا و لا قرارا مريحا سواء للمنظمة أو للأسواق النفطية و لا حتي للأسعار الملتهبة بالرغم من قرار المنظمة بزيادة الأنتاج فورا و بحوالي 500 الف برميل في اليوم وبنسبة تقارب حوالي 2%. الا ان اسعار النفط أرتفعت وبنسبة 3% ولتسجل أعلي معدل لأسعار وفاقت معدلات شهر أكتوبر من العام الماضي وبدأت تقترب أكثر الي معدل ال60 دولار للبريمل الواحد.
وقرار ال " لا خيار " بسبب ضغوط الدول المستهلكة للنفط و الأسواق النفطية اجبرتا المنظمة بأصدار هذا القرار برغم علم و معرفة " أوبك " بأن اسعار النفط لن تهدأ و لن تستقر طالما ان الطلب العالمي أكثر من المعروض من النفط الخام .و ماذا ستفعل المنظمة اذا ما حدث اي نقص او عجز في الأمدادات النفطية من اية دولة منتجة للنفط .
" أوبك " بدأت تدرك و تعلم بأنها لم تعد قادرة من تهدئة الأسواق النفطية أو من توجيه الأسعار و لا في استقرار الأسعار. وأصبحت اسعار النفط أكثر عرضة للمضاربات اليومية و المضاربين في اسواق البورصات العالمية. جميع الدول النفطية لم تعد قادرة من عمل اي شي طالما لم تعد لديها كميات فائضة من النفط الخام . و دون وجود اي فائض في الطاقات الأنتاجية فأن اسعار ستتحكم بها الأسواق و الطلب العالمي المتزايد.
قرار المنظمة ليوم امس كان قرارا جماعيا الا ان توزيع حصة الزيادة شملت اقل من 5 دول اعضاء في المنظمة حيث معظم الأعضاء لم يعد في استطاعتهم زيادة انتاجهم و البعض الآخر لم يعد حتي يستطيع ان ينتج حصته الرسمية من النفط. و الدول التي تستطيع من زيادة انتاجهم هم دول منطقة الخليج العربي هي المملكة العربية السعودية و التي مازالت تمتلك فائض بحوالي 600 ر1 مليون برميل و الكويت و الأمارات العربية المتحدة بأقل من 300 الف برميل في اليوم.
معدلات الطلب العالمي علي النفط و الذي يقارب 85 مليون برميل في اليوم لم يتوقعه احد لدرجة اننا اصبحت منظمو " أوبك" بدون اية احتياطيات زائدة لمقابلة اي عجز أو نقص في الأمدادات النفطية لاي سبب من الأسباب و هذا هو سبب ارتفاع اسعار النفط واحتمال تزايد اسعار النفط و خاصة ابتداء من نهاية الربع الثالث من العام الحالي حيث من المتوقع ان يصل معدل الطلب العالمي علي النفط الي 86 مليون برميل في اليوم و بزيادة مليون برميل عن المعدل الحالي.
و الحل يكون فقط في خفض وضغط معدلات الأستهلاك العالمي والأسراع و السماح في البحث و التنقيب عن النفط في كل مناطق العالم. و حتي ذلك الوقت ستواصل اسعار النفط ارتفاعها وحتي عندما تصل الي ال 80 دولار للبرميل فأننا سنكون قد وصلنا الي معدل عام 1981 لترجمة الحقيقية لسعر النفط بقياس لهذا اليوم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف