اقتصاد

اسعار النفط بين التخمين والتحذير

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل عبدالله الحرمي :هذا ماحدث بالضبط نهاية الأسبوع الماضي عندما سجلت اسعار النفط معدلا قياسيا جديدا حيث وصل سعر النفط الخام الأميركي الي 50.57 دولار و معدل سعر نفط بحر الشمال "برنت" 53 دولار للبرميل الواحد.واتى هذا الارتفاع مباشرة عند اعلان احد البنوك الأميركية بأن اسعار النفط ستصل الي 105 دولار للبرميل خلال السنوات القادمة.
و تزامن هذا الإعلان مع التحذير الرسمي من وكالة الطاقة الدولية للدول المستهلكة للنفط حول كيفية تقنين الإستهلاك عند حدوث نقص في الإمدادات النفطية من الدول المنتجة للنفط مابين مليون الي مليونين برميل في اليوم. و لم يعرف سبب خلفية هذا التحذير من الوكالة وخاصة وان اسعار النفط كانت قد بدأت بالإنخفاض مع وفرة كبيرة من المخزون التجاري من النفط الخام و بنزين السيارات و الأعلى منذ اكثر من 5 سنوات.
و نتيجة مباشرة لهذين الحدثين في الوقت عينه ، عم التوتر الأسواق النفطية وهذا حتما سيؤدي علي المدى المتوسط الي عدم في استقرار في اسعار النفط وبالتالي تعرض دول منظمة " أوبك" لضغوط متتالية متسارعة من الدول المستهلكة و الأسواق النفطية للتحرك ومطالبتها بسرعةو بشكل فوري بزيادة انتاج المنظمة مع ان كميات العرض كافية و قد تكون فائضة عن معدل الطلب العالمي لهذه الفترة بالذات.
حقا الأسواق النفطية ستظل غير مستقرة و لم يعد هناك من يقود أو من يهدأ التوتر السائد في الأسواق بغياب طاقات انتاجية فائضة من النفط الخام أولا، و عدم وجود طاقات تكريرة في الدول المستهلكة مما ضاعف و ساهم في توتر أكبر في الأسواق دون وجود مؤشر ايجابي في الأفق علي المدي القصير. حيث و ان استطاعت منظمة " أوبك " توفير كميات اضافية من النفط الخام مع بداية الربع الأخير من العام الحالي هذا سيغطي فقط النمو و الطلب العالمي المتزايد علي النفط من دول آسيا و خاصة الصين و الهند. حيث يبلغ معدل استهلاك مواطني قارة آسيا من اجمالي الطاقة بمقدار 8 براميل من النفط مقابل 70 برميل في اليوم للمواطن الأميركي . فالفرق شاسع و كبير مما يؤكد ويثبت و يعزز استمرار النمو و الطلب على النفط من قارة آسيا مما ادى وسيؤدي الى الوضع الحالي الهش في الأسواق النفطية و تعرضها لتقلبات حادة وشديدة في الأسعار دون وجود اي بريق من الأمل على المدى القريب على هدوء الأسعار.
أسعار النفط أرتفعت لمعدلات قياسية نتيجة لافتراضات و تخمينات و لكن ماذا كان سيحدث لو ان اي عمل تخريبي ارهابي أو حريق او اضراب عمال ادى فعلا الى توقف في الأمدات النفطية ولو لفترة قصيرة.عند اي مستوي حقيقي ستصل اسعار النفط !

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف