القفطان رمز الجمال في عالم الأزياء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القفطان رمز الجمال في عالم الأزياء
في أعمال الفنانة الادريسي تلتقي نخوة البلغة "الجلابة"، بسحر القفطان، و المزهوة بعشق التاريخ، بالأساور ذات الجرس الموسيقي الأخاذ، ثمة يلتقي إبداع الصانع التقليدي، ب"البرشمان: نوع من الخياطة النسائية" المفعم، بنغم " "الجبادور": لباس رجالي تقليدي، تلتقي الألوان، والتصاميم، والأثواب المنسدلة على تضاريس أجساد تغري بالحلم، أثواب مشرقية وأخرى غربية ومحلية فتكون إبداعات الزي المغربي الأصيل نوعا من الحسن الطبيعي المزهو بلون الشمس.
بعقده المنمقة، و"الخميسات" الموضوعة بإتقان على الصدر للحفظ من العين كما يقول المثل الشعبي، في تلك الأزياء أطياف من فنون منوعة، أشكال وتعبيرات، وتقاسيم إبداع تقليدي يتجدد ويتطور، يأخذ من الموضة العصرية رقتها ومن عبق الحداثة مسحتها، لتبقى التيمة التقليدية جوهر تلك الأزياء القائمة على تمجيد الفن المغربي الأصيل.
هكذا تشكل أعمال الفنانة بنعمر الخاصة بالنساء والرجال حلقة فنية تمزج بين الحداثة والمعاصرة وصورة حقيقية للهوية المغربية، والصورة الأصيلة المعبرة عن خصوبة التقاليد المتجدرة في تاريخ اللباس المغربي الجميل، وغنى الموروث الحضاري الفني في مجال الأزياء.
القفطان، الجلابة، التكشيطة، " جبادور"... الخ كلها ألبسة تقليدية مغربية مهما غزتها مظاهر التحضر والموضة العصرية تبقى منافسة قوية ومؤثرة لما لها من ارتباط وثيق بعادات المغرب وتقاليده في القرية والمدينة، تقاليد توارثتها أجيال عن أجيال، لتبقى أحد أشكال الزينة الفاتنة في الأعياد والمناسبات، والارتباط بهما يدل بكل عمق عن اهتمام خالص بالتقاليد الوطنية وما تحمله من قيمة أصيلة ومكانة جمالية، تميز المغرب عن سائر بلدان العالم.
متعة فنية وجمالية
تقول الفنانة عن البدايات أنها دخلت المجال من باب الهواية لكنها لم تخف تأثير عائلتها فيها، يعني أنها ابنة عائلة كانت تعشق كل ما هو تقليدي وتمارسه حبا في كل ما هو أصيل وجميل، كان العمل والأولاد في البداية يشكل عائقا للممارسة، لكنها حين تقاعدت تفرغت له بشكل كلي، وطعمته بالتكوين حينا والدرس
وتضيف الفنانة في نفس السياق أنها لا تحب التقليد في مجال هو فضاء خصب للإبداع، فهي لا تحاكي ولا تقلد، ولكل واحد بصمته وإبداعه الذي يميزه عن باقي الفنانين الآخرين، بصمة تركز بالدرجة الأولى على إبداع ألبسة محتشمة، وتفيض أنوثة ومسحة تقليدية بالنسبة للنساء وللرجال تحافظ على الطابع التقليدي الأصيل وهذا هو الأساس.
صفاء الجلابة وطهارتها
بصمتها ـ كما تقول ـ هي خليط رقيق ومزج بين الحديث والقديم والمزج بينهما بطريقة إبداعية خيالية في بعض الأحيان، يعطي للعمل الإبداعي بهاء ناذرا، مع اختلاف في الأذواق، وهذا الاختلاف من وجهة نظرها هو الذي يعطي للأشكال التي تبدع نوعا من الخصوصية والتنوع الفني التقليدي، تنوع أثار العديد من المتتبعين من خلال معارضها خاصة في الخارج" بروكسيل، أمستردام، أبو دبي، نيويورك، فلوريدا، باريس... وفي المغرب كانت العديد من المهرجانات الفضاء الرحب الذي قدمت فيه الفنانة صورة المغرب عبر إبداعات خالصة حملتها بهجة القفاطين، وسحر التكشيطة، وصفاء الجلابة وطهارتها، ومن أبرزها مهرجان الرباط، ومعارض أخرى في أروقة متنوعة.... معارض تجد فيها الفنانة المناسبة الغالية التي تنفتح من خلالها مع الجمهور، الهدف نبيل في العمق، وإيصال فكرة أساسية للجمهور هي أن المغرب ولله الحمد غني بالإيقاعات والألوان والتقاليد، لتبقى التكشيطة المغربية حسب الفنانة اللوحة التقليدية التي تزهر بألوان التراث الشعبي الجميل.
خصوصية مغربية
بخصوص هواة هذا الفن الذين يقبلون عليه في الداخل والخارج أكدت الفنانة "أنهم مختلفون اختلاف الأذواق وطرق اللباس والموضة، لكنهم وهذا هو الأساس موجودين في هذا الميدان الذي يحضر فيه العمل الخيري والإنساني كثيرا ويتضح ذلك من خلال التعامل مع "الصنايعية"، هو عصب الموضوع، وتبقى المساهمة في الحفاظ على التراث المغربي والتقاليد الأصيلة كنه العمل الجماعي الهدف منه هو صيانة الفن المغربي الموجود في الأدب الموسيقى والتشكيل والأزياء والملابس والطبخ، ليشكل الفن المغربي برمته مرجعية حقيقية يجب الافتخار بها لأنها تشكل وجه البلد وميزته الخاصة.
حضور طيف الفنون التشكيلية
ومن أجل الحفاظ على المنافسة القوية في هذا المجال خاصة أمام الموضة العصرية قالت الفنانة "أن اللباس التقليدي محبب لدى الناس وله أوقاته ومناسباته، وأمام اختلاف الأذواق يمكن إبداع" الجلابة بالسروال" للمرأة مثلا، وإضفاء نوع من المسحة العصرية على التكشيطة والقفطان من خلال" الفتحات، والعقدات، والطرز، وشكل المضمة... الخ، كل ذلك من أجل مواكبة موجة العصرنة، لكن ذلك لا يغني عن التفريط في الأصالة و الجانب التقليدي الذي لا يمكنه أن يندثر لسبب بسيط هو أنه جميل ومقبول ومطلوب وخاص".
امرأة يضيئها القمر
وبالإضافة إلى الفن التشكيلي فهي تستحضر في أعمالها أيضا أطياف ألف ليلة وليلة، بالرغم من غياب اللون" القوقي، والخوخي، والزبيبي" لكن إبداعاتها مقامات تتولد عنها موسيقى دفينة ورقصات بهية وصور نساء حالمات وأعراس تضيئها شموع الشعر، في أزيائها تسكن امرأة يضيئها القمر ذات ليلة ربيعية تتفتح معها أزهار الفجر بمهس العشاق، في أزيائها شمس تضيء شموعا تشتعل في عيد الميلاد، ظلال أعراس تتهادي عند الظهيرة، عصافير تغني، روح طاهرة فردوسية تصلي، في أزيائها عطور باريسية، فوح مضمخ بعبير حناء جنوبية، في أزيائها كحل المراود على عيون عذارى ساحرات، أريج ورود، خفة فراشات، نخوة أميرات،
أما عن الصعوبات التي تعرقل عملها فتؤكد أنها تتمثل بالدرجة الأولى في الذين لا يريدون تأدية ما بحوزتهم، و بخصوص الأفاق المستقبلة، فإنها تركز على الانخراط في سكة الاهتمام بالتقليدي الأصيل هو في العمق نضال فني جميل لتقديم صورة المغرب الأصيلة في الخارج عبر موقع الإنترنيت " com. caftani.www " ومن الضروري ـ تؤكد ـ الانفتاح على الأجانب وذلك عبر تأسيس فروع في الخارج، الهدف الرئيسي من التجربة يبقى هو أن يصل الفن المغربي الأصيل الى الخارج في أحسن صورة، ولبيقى القفطان المغربي رمز من الرموز الجمالية في عالم الأزياء، والمغرب فضاء خصب بفنونه وتراثه وصناعته التقليدية، بلد حوار الحضارات والتسامح وقيم التعايش والسلم، وحوار الثقافات.