ما أشبه الليلة بالبارحة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد عبد المنعم : الألعاب النارية التى تضيء سماء العالم احتفالا برأس السنة الميلادية دائما ما تبعث في نفسي الشجن وتثير لدي أسئلة عدة ظللت أتجاهلها طيلة الشهور الماضية . فنهاية عام وبداية آخر عادة ما تذكرني بحالة الثبات اللارادية التى أعيشها ، ثلاثمائة وخمسة وستون يوما مرت على دون أن يحدث ما يبعث بالفرحة أو يدعو الى الحزن . فكرت يوما أن أفعل كما يفعل المشاهير والعظماء وأن أجلس لأدون يومياتي، وما أصعبها من مهمة ، فالحياة التى أعيشها عادية ليس فيها ما يستحق التسجيل أو الكتابة شأني فى ذلك شأن ملايين المصريين وربما الكثير من أبناء الدول العربية .فالانسان العربي أشبه بترس فى آلة كبيرة تدور الآلة ويدور معها الترس دون أن يعرف فى أي إتجاه ولأي غرض تدور .
لعلنى أبالغ بدرجة التشاؤم التى وصلت اليها، فحياتي ليست بهذا القدر من السوء وربما تكون قد شهدت أحداثا فاقت في أهميتها تلك الأحداث التى شهدتها الدولة بكافة أجهزتها وقياداتها . فعلى مدى عام كامل وربما أكثر من ذلك لم تشهد مصر حدثا يمكن أن يسجله التاريخ أو يبقى فى ذاكرة المواطنين بضعة أسابيع او أيام ، فبناء كوبري يربط بين ضفتي النهر بات مشروعا قوميا واقامة محطة للصرف الصحى يعد انجازا حضاريا يحتاج الى مسؤول كبير لقص شريط الافتتاح .. تلك هى الأحداث الجثام التى باتت تتصدر نشرات الأخبار وتتفرغ لها الحكومة بكامل أجهزتها .. حقا لقد كنت قاسيا على نفسي وحملتها ما لا تطيق . فاذا كان هذا هو حال الحكومة فماذا عساي أن افعل ؟!
حسنا ليس علي سوى أن أقبل بواقع انني ترس فى آلة كبيرة .. علي أن أعود لمشاهدة المسلسلات المملة وأتابع الأفلام السخيفة وأجلس مع رفاقي في المقهى وامتنع عن الحديث فى السياسة وأدعو لمنتخبنا فى كرة القدم بالتوفيق .