ملحق شباب ألاسبوعي

بطل الحارة الأحمق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فراس سليم : لجأت شقيقتي إلى والدتي من أجل حلّ مشكلة تواجهها ، وبما أن أمي تعتبر نفسها " أخت الرجال" قررت التصرف من تلقاء نفسها ، وبما أنها "أخت الرجال" من الناحية النظرية فقط ، فمن المنطقي فشلها في تحقيق الهدف المنشود عمليًا . فلجأت والدتي لي لحل هذه المشكلة رافضة رفضا قاطعا عرضها على والدي والإعتراف بفشلها . المشكلة تكمن في جارنا ، فهذا الرجل يمضي نهاره على شرفته "يتلصلص" على النساء . حسنا ، المشكلة لا تطال نساء العائلة فقط وإنما تطال نساء العمارات المطلة على شرفته . لكننا ولسوء حظنا وحظ القسم الشرقي من البناية ، تطل غرف النوم على جارنا .. وتحديدا على غرفة نوم شقيقتي .
فما أن تخرج شقيقتي إلى شرفة غرفتها حتى يطل بوجهه البشوش محدقا بطريقة وقحة . حاولت والدتي محاربته عبر التحديق به بغضب فاتسعت ابتسامته وحول إصراره كاملا إلى منزلنا .
حينها اقترحت والدتي على شقيقتي عدم الخروج إلى شرفتها لفترة معينة علّ اليأس يتملكه ويتركنا وشأننا . حل مبدئي منطقي إلى حد ما ، لكن شقيقتي لم تلتزم به ، فعليها الخروج إلى شرفتها بين الحين والآخر للتدخين سرا .
حسنا، سأستلم زمام الأمور الآن وأضع خطة محكمة للتخلص من هذا العجوز المزعج . لن أطالب شقيقتي بالإقلاع عن التدخين سرا وبالتالي تفادي الخروج إلى شرفتها . لن أدع هذا العجوز الأرعن يحدد لنا طريقة حياتنا ويمنعنا من الخروج إلى شرفتنا . على العكس سأطلب منها تكثيف تدخينها السري وسأقتلع عينيه من مكانهما لو تجرأ ونظر إليها مرة أخرى.
خرجت إلى شرفتها فتوارى عن الأنظار ، كيف سألقنه درسا إن كان يختفي كلما ظهرت .سأستعمل أختي كطعم ، سأرسلها أولا حتى يظهر وسأوصيها أن تستفزه حتى "يبصبص" بشكل مكثف وحينها سأظهر وألقنه درسا. وهكذا نجحت الخطة فصرخت به غاضبا "لماذا تنظر أيها العجوز الأحمق" ؟ فلم يجب ، كررت سؤالي بحدة أكبر فعاد أدراجه ودلف إلى منزله .
ذهبت مسرعا إلى منزله وهددته بتهشيم وجهه لو نظر مرة أخرى باتجاه منزلنا . فأجاب بهدوء أنه لا ينظر ولامني لوقاحتي ومهاجمتي رجلا من عمر والدي .وبعد أن أعماني الغضب إنهلت عليه ضربا حتى سقط أرضا.
عدت إلى منزلنا سعيدا لأنني أنقذت نساء الحارة اللواتي كن عرضة لنظراته الوقحة . غدا سأكون بطل الحارة .
وفي صباح اليوم التالي حملت أوراقي وتوجهت إلى عملي .. قطعت الشارع جذلا سعيدا متوقعا إبتسامات وإمتنان . إلتفت نحو التجمع النسائي قرب بائع الخضار بانتظار الشكر وتتويجي بطلا للحي .." إنه هو .. ذلك الشاب الوقح الأحمق الذي ضرب ذلك العجوز المسكين ".

firas_sleem@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف