الجامعات الفلسطينية في مأزق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شبكات دعارة وحمل غير مشروع:
الإختلاط في الجامعات الفلسطينية من يسمح به ومن يمنعه
..وبعيدًا عن الوضع الأمني برزت مؤخرًا على الساحة قضية، لم تكن مطروحة على طاولة النقاش سابقًا، وهي الإختلاط في الجامعات بعد تردد الشائعات بين أوساط الطلبة عن حالات حمل غير مشروع وزواج عرفي وشبكات دعارة.
ونيتجة لاختلاف سياسات الجامعات فإن بعضها يمنع الإختلاط داخل الصفوف ويسمح به خارجها، أي في الحرم الجامعي،في الوقت الذي تمنعه بعض الجامعات الأخرى بشكل كلي .
الطلبة يقولون..
يبرز الفرق واضحا بين جامعتي الأزهر والإسلامية ، فالأولى تسمح بالإختلاط، وبالتالي تستقطب الطلاب الذين يؤيدون هذه المبدأ، والثانية تمنعه بشكل كلي فتستقطب كذلك الداعين إلى منع هذه الظاهرة .وهكذا فإن الصراع على أشده بين فئة ترى في الإختلاط "فتنة وفساد و انتشارا لظاهرة الميوعة والإنحلال الخلقي " وفئة تشدد على ضرورته من أجل كسر حدة الكبت و الحرمان ورفع الحواجز النفسية بين الجنسين ، فإنتفاؤه قد يؤدي الى أضرار نفسية جمة كالإنطواء والانعزال وقد يصل إلى حد الشذوذ.
لا تتردد نورة الجرجاوي طالبة في كلية التجارة في جامعة الأزهر عن تعداد "حسنات" الإختلاط الذي يساعد الفتاة بشكل خاص على مواجهة مصاعب الحياة ويمنحها الثقة بنفسها مادام في حدود الأخلاق والآداب المتعارف عليها ،وهو ما شجعني للإنضمام لجامعتي الازهر".
موقف مماثل لزميله باسل الدهدار الذي يدعم وجهة نظره ،" الإختلاط ليس من مصلحتنا كمسلمين وهو تقليد أعمى للحضارة الغربية، التي تحاول جامعاتها الحدّ منه منعا لانتشار الفساد والرذيلة وتزايد حوادث الإجهاض بين أوساط طالبات الجامعات الأوروبية والأميركية ".
من جهته لا يكتفي ناشد محمد الأخشم طالب في الجامعة الإسلامية بمعارضة الإختلاط وإنما يناشد جامعته للمحافظة على هويتها الإسلامية ورفض الإختلاط في كل أماكنها.
الأمر الذي تؤيده منى الجابر طالبة قسم العلوم التطبيقية والمهنية في الجامعة الإسلامية" الإختلاط يساعد على انتشار أمراض خبيثة في أواسط الشباب الفلسطيني ويشتت ذهن الطلاب عن تحصيله العلمي" .
وبين هذه الفئة أو تلك برزت فئة ثالثة تتهم بعض العناصر باللجوء إلى بث عوامل الهزيمة النفسية بين الطلاب ، معتبرين أن القضية الأبرز للشباب الفسطيني لا تقتصر على شاب وفتاة يجلسان سوية في مقهى الجامعة، وإنما مهمتهم هي أداء رسالتهم الوطنية بعيدا عن هذه الأجواء .يميل رامز التتري طالب كلية الحقوق في جامعة جامعة الأزهر الى الإستهزاء بهذا " التفريق" في وقت يفرض الإختلاط نفسه في جميع نواحي الحياة ،"فأينما يذهب الإنسان يتوجب عليه التعامل والحديث مع الجنس الآخر في أي وقت. وفي هذه الفترة العصيبة التي يعيشها شعبنا يتوجب علينا التعاون من زميلاتنا الطالبات وحتى التعامل معهن ".
ضرورة إجتماعية
وأحال الدكتور الطهرواي علاج هذه الظاهرة عن طريق "مصاريفها الشرعية" خاصة بعد أن ضبطت الشرطة الفلسطينية أكثر من 100 حالة إجهاض وأكثر من 250 حالة حمل غير مشروع بين الطالبات وتزايد حالات الزواج العرفي .
من جهته إعتبر الدكتور ماهر الحولي نائب عميد كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية الاختلاط في الجامعات ،"أمر غير جائز" ويتطلب وضع ضوابط له أينما كان، سواء في العمل أو الدراسة..أو السوق ".
هذه الضوابط التي حددها بضرورة عدم تبرج المرأة وإرتدائها الزي الشرعي ، "ويجوز هنا مشاركة المرأة للرجل في العمل. وغير ذلك يكون الاختلاط فتح لباب الشيطان".
ويبرر الدكتور حولي إصراره على رفض الاختلاط لتفادي وقوع الطلبة في "دائرة المحاذير الشرعية." .هذه الدائرة التي قد تؤدي الى علاقات مشبوهة بين الطلاب والطالبات وتدني المستوى العلمي الطلاب والطالبات، وزيادة الاهتمام بالمظهر الشخصي ، " إن الإسلام حرم اقتراف جريمة الزنا و الاختلاط قد يكون مقدمة لهذه الجريمة وهذا ما يشهد به الواقع المختلط".
وسواء أدى الإختلاط داخل الجامعات إلى حالات الحمل غير المشروع أو الزواج العرفي أو حتى شبكات الدعاة ، فإن منع الإختلاط قد لا يكون الحل في الوقت الذي تفرض جميع نواح الحياة احتكاكا يوميا بين الجنسين . فالمرأة متواجدة في العمل وفي الشارع وفي الأحزاب .. فما أهمية عزل الشبان عن الفتيات داخل الحرم الجامعي إذا كان سيتعامل معها خارجه .