ملحق شباب ألاسبوعي

أنا والعذاب وهواك

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فراس سليم : لطالما تساءلت عن السبب الذي يدفع الفنان _ اي فنان _ الى الكلام . فهو حدد هويته ووظيفته منذ البداية .. مغنيًا او ملحنًا او راقصة او ممثلًا ، وفي هذه الحالة الاخيرة عليه التكلم وبكثرة وانما كل ما لا يمت له بصلة .
لست بصدد انتقاد ثقافة او قدرة الفنانين الكلامية وان كانت احدى الفنانات اللبنانيات في محاولة لجعل نكتها اكثر حيوية فقررت التشبيه الحي .."جلبوا لي منقوشة متر " ، واخدت تضحك معقبة"اد الاستديو " .. والمقطع الاخير ليس النكتة .
وبالعودة الى الاسباب التي تدفع الفنانين الى التكلم.. فيقوم الفنان الفلاني بسب اخر فيرد عليه اخر فيتدخل ثالث وتكتب الصحافة و تعم البلبلة .. يا للعجب . لماذا تكلم اصلا فوظيفته وما يريد منه المتسمع هو ان يغني.
ولعل القصة التي شدت انتباهي مؤخرا ، هي حكاية رامي عياش والسرطان .هذه القصة التي بدأت حين استيقظت امي منزعجة وهرعت تطلب مني الاتصال بشقيقي المهاجر والقلق يتآكلها ، فهي وعلى ما يبدو تابعت برنامج مايسترو ورأت رامي عياش يجهش بكاء على الهواء مباشرة والمذيع يحتضنه لانه صرح انه مصاب بالسرطان . فلم تتمكن والدتي من النوم وهي تفكر بوالدة هذا الشاب المسكين وما تعانيه .
وهكذا وجدت نفسي اخبر والدتي عن مساوئ الاعلام اللبناني وانه من الطبيعي ان يعلن الفنان عن مرضه ..ففي دول اميركا واوروبا يقومون بذلك طوال الوقت وانما بشكل متحفظ يحاول من خلاله الفنان الظهور بشكل متماسك وقوي . وبدل ان تصب امي جام غضبها على الاعلام اللبناني وجدتها توجه ذلك الغضب علي وعلى افكاري القاسية !
وهكذا مرت بضع ايام و تم الاعلان انه بخير ، حسنا لا بد ان القصة انتهت .. الا ان ذلك لم يتحقق فقاموا باستضافته في برنامج اخر وبدأت المواجهات والشهادات والاتهامات والشتائم تنهال من ناحية وصوب .. يا للهول ، المناظرات الرئاسية ليست بهذه الحماسة .
مصاب او غير مصاب .. صادق او كاذب .. من يصدق من، معمعة ادخلتني بها والدتي رغمًا عن انفي .. فانا اكره ان اسمع الفنان يتكلم .كل ما اريده من هذا الشخص الذي حدد لي منذ البداية وظيفته .. وهي الغناء ان يلتزم بها . وفي حال اصيب بمرض ما ، فلتكن كما رحل عبد الحليم . بلا معمعة او ضجة .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف