أربعون قصيدة لجويس منصور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ولدت جويس منصور في بريطانيا من عائلة مصرية سنة 1928 انضمت إلى الحركة السوريالية ما إن رحّب السورياليون بعملها الأول "صرخات" سنة 1953. ومذّ، بقيت جويس التي انجبت من سمير منصور ولدين، وفيّة للمشروع السوريالي كتابة وسلوكاً حتى وافاها الأجل في باريس في 28 آب (اغسطس) 1986، اثر مرض السرطان.
تعرفتُ عليها إبّان السبعينات القرن الماضي، عندما كانت السوريالية في أوج تطشّرها الحركي، فأختلفنا اختلافاً حادا؟ إذ كنت أكثر ميلاً في انتمائي السوريالي إلى خط جان شوستر الذي حلّ الحركة في بيان "النشيد الرابع" (1969) يميز فيه بين السوريالية التاريخية التي اكملت مهمتها والسوريالية الأبدية التي "سوف تساعد على فهم كل ملكات الحلم والتمتع بها، وتفسح المجال لقيام الحلم حقيقة تنظّم مصائر البشر في سياق حياتهم" بينما كانت جويس تحافظ على علاقة جد متينة مع التيار الذي كنت أبغضه تيار فنسان بونور الذي كان يريد عبر نشرته "الارتباط السوريالي"، أن يعبر عن السوريالية حركياً غير واع بأن القطيعة خير ارتباط. على أننا تصالحنا قبل موتها بعام واحد. وقد كتبتْ في اهدائها كتابها المشترك مع الشاعر الافرو اميركي تد جونز الاهداء التالي: "إلى الجنابي بسبب كل هذا الرمل الذي يجمعنا"
في لغتها، ينبض جسد المرأة كائناً بشرياً يتمتع بكل حقوقه حتى الاستفزازية منها في اجتراح الانتشاء وتنفس هواء الـلّـذة الطلق، ملاكاً انقطع بكل مخيلته إلى رفض التاريخ المعطى للجسد، وهاهو الشعر يتجلى بين شراشف الكلام صوراً شرسة ترتقي ذروة الرهزة الصادمة للأخلاق السائدة.
هنا، اربعون قصيدة (سبق ان نشرت في كراس300 نسخة في باريس 1994) اخترتها من طبعة Actes Sud (باريس 1991) لأعمال جويس منصور الشعرية والنثرية. إلا اني وجدت في هذه الطبعة أخطاء مطبعية وجملاً محذوفة من بعض القصائد، ما اضطرني إلى اعتماد الطبعات الأولى. توخيت في ترجمتي هذه الدقة المتناهية، لكن بصياغة ترئـّـي هذه القصائد كما لو انها كتبت بالعربية مباشرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الصوت الشعري هنا هو صوت انثوي جد خاص وجد صريح في إعرابه اللغوي عن شتى المشاعر والنزوات التي تتنازعه سادو¬ مازوشياً حيث يتبادل الموضوع والذات دوريهما المعطيين! وأشكر السيد سمير منصور لإعطائي حق ترجمتها ونشرها بالعربية.
1
وأنا مضطجعة فوق فراشي
أرى وجهَك منعكساً في الجدار
جسدَكَ البلا ظل الذي يبّث الرعبَ في جسدي
تـَتابعَ رهْزِكَ المسعور والايقاعيّ
تقطيباتَ وجهك التي يفرّ منها كل أثاث الغرفة
إلا الفراش المثبّت بعَـرَقي الكذوب
وأنا التي تتحسّب بلا غطاء بلا أمل
الغَصّة!
2
حمّى عضوُك سـَلطَعون
حمّى القطط تتغذى من اثدائك الخضراء
حمّى سرعةُ حركات كُلْيتيكَ
سرعةُ قـبلاتك المُـنْـفِـرة وتقطيباتِ وجهك
تفتحُ اذْنَي وتدعَ
هيجانَكِ
يَلِجُهما.
3
الذباب على الفراش
على السقف في فمك على عينيك
نائماً فوقهم الشرشفُ حتى الرقبة
يأَيُّها العاجزُ الماكرُ الأمّيّ
اترك لي حياتي
لا تفرغ بطني
4
ظلُّكَ بلا فم
غرفتُكَ بلا باب
عيناكَ بلا نظرة
بلا رأفة بلا لون
خَطـَواتَك التي تتوجه
دون أن تـترك أثراً
صوب النور ذي الاصوات اللجوجة
الذي هو جحيمي!
5
رأيتك بعيني المغلقة
تتسلق حائطَ أحلامك المذعور
زلّت قدماك بالطحلب النائم
عيناك تشبّثتا بالمسامير المتدلية
بينما كنتُ أنا أصيح دون أن افتح فمي
من أجل أن يبوح رأسُك لليل!
6
تقبـّل صلواتي
اِبلع أفكاري الـدنسة
طَهّـِرني! لعلّ عيني تـُفـتحان
لعلهما يـشوفان ابتسامةَ السفاحين الباطنة
وعندما يتمّ تطهيري
اصلبني يا يهوذا!
7
فتحتُ رأسكَ
حتى أقرأ أفكارَكَ
قضمت عينيكَ
حتى اذوق نظرتَكَ
شربت دمَكَ
حتى اتعرّف على رغبتكَ
ومن جسدك المُقـْشعر
عملتُ غذائي.
8
امرأةٌ واقفةٌ في منظرٍ عار
النورُ الفجّ على بطنها المقـبّـب
امرأةٌ وحيدة امرأةٌ ثرية بلا فجور ولا صدر
امرأة تـُصيّتُ احتقارَها في احلام بلا ضـجة
سيكون الفراشُ جحيمَها.
9
فوق رأسي الفراغ
في فمي الدّوَام
وأنت فوق ظهري
القطُ على السطح
يقرض عيناً وديعةً
عينَ حاجٍ يبحث عن ربّه.
10
أنّى تذهب
أذهب
الرأس مُجلـْبَبٌ بالدموع
أنّى تـُصلّ
أصلّ
يا ليأس هذه الجدران النائمة
شعبُك سيكون شعبي
فراشُك أملي الوحيد
إلهك سيكون إلهي
وسرّتـُك
مَجْثمي
لأن جلدَكَ وحده اسود.
11- الظل المحمول
احياة فاترةٌ في عين الشائخين
مؤلمةٌ في عين الموتى
ومحتلـّو الغد الذين لا جدوى منهم
يرتسم ظلّهم سلفاً في الضباب المؤخـّر النـَّبـْر
أي برج أن ندافع
أي رواق أن نتجنّب
أرى رماحاً منتصبة فوق قبري
سيولاً حجرية
رماداً يجرؤ على الأنين
لهيبٌ شرّيرٌ يـَلـْعَجُ على السجادة يديك اليمنى
ثمّة فواتُ أوان على الدوام في عين اليائسين
سيّما أنّ الأمر يتعلق بالانتظار.
12 لـسان الحرباء
سآتي عندك في اليوم الأربعين
لأنّ أعضائي يبيّضُها غيابُك
أنا مُتضوّرةٌ لأعدائك
يَـشِينُني ضعفي إزاء حركات تمارُجٍ
متفعونٍ افعواناً شرهاً
لكنت على قاب قوسين من الانتشاء
لو لم يكن لي خوف من التقاط الرماد
في بطن أمـّي
في تجاويف تلاطم الموج
في بُوز الكنيسة
المتلألئ!
13
أطلبُ خبزا
مجبولاً من الـشفقة!
خمراً أطلبُ!
فإني لم أعد أتحمل ألمي
خلـّصني من شَوْط عَطالة
يضغطُ على عنقي
يتلكأ بين فخذي
ويذوب!
انلـْني مخْمل العـسل والنحاس الأصفر
معبوداً سأُفبـّرك
وقد أصلـّي
غداً!
14
أنا عارية
والمَنـُونُ تغرّد
عارية تحت شعري المنتشر
وعيناك الـشهوانيتان
المحاطتان بطلي المِـينا
تكتـشفاني!
أنا عارية
وغـَيْهَبُ ناصفةِ اللـّيلِ اللامحدود
يفزعني
لأن احلامي المرصّعة
فـي رأسي البدين
تتخلى
والمَنـُونُ تغرّد!
15
الثمانية حول نهدي
يرسمون
البَيْضُ ينشقُ
عندما أجلسُ
القطنُ الابيض
المنقّع بالدم
هذا هو سرّي
يتفتح ويبكي
يتفتح ويموت
بينما الظلال تُصْفَرُّ أسفل الاشجار
والأعوام تغرق في مَدْمس الليل.
16 - وداعاً أيّتها الأراضي البائدة
رمادي هو الفجر
تحت اهداب حبيبي
رمادي هو العقل
عندما يسدّ
الأسلُ الأسود الملتف
المدخلَ
وسخٌ وغيابٌ
اللهيب المتحدّر ادراج الريح
كامد هو النهر
الاطلنطي مُمتـَص
الصمت ينوب عن الصمت
إنّها ساعة زوال الوهْم!
17 - وحش جميل
المرض ذو الشوارب العائمة
يترصّدني
كلّما تتلاقى عيناي اسفل المائدة
يده الموسيقيّة الطويلة
تختبئ بين نهدي
وتخنق الدُمّلة
في البيضة
انفي يسيل وكأنه مجرى
شعري يتساقط حزناً
ونـَتانة الإذلال الطوعي
تعذّبني
أفخاذي تطير عالياً
محارٌ مفتوح، فراء أملس
داعياً الثغورَ الطرية
المقصّاتَ وأحصنةَ البحر ذات المخالب النهمة
ليتقاسموا ملذّاتَهم
ابتساماتَهم، اقفاءَ اكمامِهم
وازرارَ شبابِهم
المُتقيّحة!
إنّها تـَثْلج يا قناعاً جميلاً
والسجّاد الذي لا يُسْبَر، صمتُه الساخر
يغلق عـينيكَ الحجريتين
ذا أنا أبكي لكن ما الفائدة
امرأة شائخة في الثلاثين
دوامة النعاس تثبّت شعري على عنقي
الثلج يتساقط مريضاً والعطش يسـيّر
أصابعَهُ الطويلة المزيّنة بالريـش
فوق جسدي
أصرّ أسناناً هـائجةً مِن أن يُعرَفَ امري
لم يبق سوى جدار بيني والداء
سوى حجر مغطى بأخر الأوراق!
18
على الرمل الأبيض زنجيّةٌ ميّتةٌ
بلا أفكار ولا رائحة ولا ثياب
بين فخذيها يتسلّل الريحُ
تضغط الشمس شفاهاً حارقة
فوق خاصرتها المرضوضة
فوق عينيها المفتوحتين
جيئةً وذهاباً يترصّد الموجُ الخبيثُ
لذّتَها!
19
اِفتح أبوابَ الليل
تر قلبي معلّقاً
في الصِوان الذكيّ برائحة الحـب
معلّقاً بين ملابس الفجر الوردية
مقروضاً بالعثّ، الأوساخ والسنوات
معلقاً بلا ثياب، سلخه الأملُ سلخاً!
قلبي ذو الأحلام الغرامية
لا يزال حيّاً!
20
أريد أن أتعرى أمام عينيك المغردتين
أريد أن تراني أصرخ لذةً
أن تتلوى أطرافي تحت وزن جد ثقيل،
أن تدفعك إلى أعمال كافرة
أن يتعلّق شَعري الأملسُ،
شَعرُ رأسي المُهْدى
بأظافرك المقوّسة غيظاً
أن تقفَ أعمى ومؤمناً
ناظراً من فوق إلى جسدي المنتوف الريش!
21
فليستفزك نهداي
رغبةً في غضبك
أريد أن أرى عينيك تتثاقلان
ووجنتيك تبيضان والوهن يعتريهما
فإني أبتغي ارتعاشاتك?
أريدك أنْ تنفجر بين فخذي
أنْ تُلبَّى رغباتي على الأرض الخصبة
لجسدك البلا حياء
22 - الدِرْع
لو أمطرت الحرب فوق تلاطم الموج والسواحل
لذهبتُ لملاقاتها مسلّحةً بوجهي
معتمرةً نحيباً جـسيماً
لتمددتُ منبطحةً
فوق جناح قاذفة القنابل
ولأنتظرتُ
لو احترق الأسمنت على الأرصفة
لأتّبعتُ مسارات القنابل بين تكشيرات الجموع
ولألتزقتُ بالأنقاض
مثل خصلة شَعر على عارٍ
لحرستْ عيناي نطاقات الدمار الممدّدة
لسكتتْ إلى جانبي جثثٌ
لها بصيصُ شمسٍ ودمٍ
لخُضْنَ سائلَ الحياة الـبشرية الحلو
ممرضات في قفّازات من الجلد
ولاشتعل المحتضرون
وكأنهم قصور من القش
لغطستْ الأعـمدةُ
وثغا النَجْمُ
بل لأُبْـتِلعت سراويلُ الصوف
في الفضاء الفسيح؛ فضاء الخوف
ولضحكتُ حتى تبدو نواجذي بنفسجيةً
من الانتشاء الحماسي الهستيري الخصب
لو أمطرت الحرب فوق تلاطم الموج والسواحل
لذهبتُ لملاقاتها مسلّحة بوجهي
معتمرةً نحيباً جسيماً!
23
عاريةً
أطوف بين الحطام ذات الشوارب الفولاذية
الصدئة بـأحلام يقطعها عليها
نعيبُ البحر الرخيم
عاريةً
أقتفي أمواجَ الضوء
الراكضة فوق رمل مفوَّف بجماجم بيضاء
صامتةً أحوّم فوق الهاوية
الصقيع الثقيل الذي حمّل به البحر جسدي
وحوشٌ أسطورية لها ثغور آلة البيانو
تـتكئ على المهاوي مرتاحة في الظل
عاريةً أنام!
24
لأنك شائخ وبلا أوراق رابحة
لأنك تفحفح في الظلمة وتتصبب عرقاً
لأن يديك تـبحثان عن زاوية رطبة حتى تموت
سـأوخز بدنك المأساوي بإبر رهيفة
مبلّـلة بالعسل
فتضحك يا قـاطنَ جزيرةِ الليل
ملءَ شَدقـَيك الشائكتين
بكل ذعرك
لأنك أخرسٌ وأيامُك معدودة
لأنك بلا أفخاذ!
25
التلفون يرنُّ
وقضيبُكَ يجيب!
صوته الخشن الذي كأنـّه لمغنّ
يجعل سأمي
وقلبي المقلي، البيضة المسلوقة،
يرتعـشان.
26
دعني أحبك
فإني أحبُّ طعمَ دمِكَ الكثيف
أحتفظ به لوقت طويل في فمي الأدرد
حرارته تحرقُ بلعومي
أحبُّ عَـرَقَـكَ
أحبُّ مداعبة إبطيك المتصببتين بهجةً
دعني أحبّك
دعني ألعق عينيك المغلقتين
دعني أفقأهما بلساني المدبب
مالئةً بلعابي المُظفّر تجويفيهما
دعني أعميك!
27
الشرشف الأحمر الملطّخ بالدم
يتدلى من كفي التمثال البرونزي!
فئران الرغبة تأكلُ القـضيب النيئ
الذي تحجبه يدُ نحات مجنون!
28
هناك دمٌ على صفار البيض
هناك ماء على جرح القمر
هناك منيٌّ على مدقة الوردة
هناك إلهٌ في الكنيسة يغنّي ويتضجّر!
29
ما من كلمات غـير زغب العانة
في عالم بلا أعشاب
حيث ثدياي عاهلان
ما من حركة سوى جلدي
والنمل الذي يعجّ بين فخذي الطريين
يـلـبـس قـنـاع الـصـمـت أثناء العمل
تعال ليلاً ونشوتك
وجسدي الشاسع هذا الاخطبوط البلا فكرة
يبلعُ قضيبَك الفائِر وهو يـولد!
30
بين أصابعك فمي
بين أسنانك عـيناي
في رحمي إيقاعك الضّار يقشّرُ جسدي
المصنوع من أحاسيس نيئة!
31
يا قرداً يريد زوجة بيضاء
قرداً يشتهي أثداء صغيرة
قرداً يحب فراش النساء
قرداً قبيحاً قرداً بائساً بلا دماغ
ما من امرأة بين يديك تستطيع الابتسام
اختر إذن يا قرد
أنثاكَ بشكل جيّد!
32
رذائل الرجال مـُلكي
جُرْحـُهم كعكتي الحلوة
أحبّ أن أمضغَ أفكارهم الرذلة
لأنّ قُبْحَهم ينجز جمالي!
33
ادعني لقضاء الليل في فمك
حدّثني عن شباب الأنهار
اضغط على عينيك الزجاجيتين لساني
اعطني فخذك وكأنني مرضعة
ولننم يا أخ أخي
فقبلاتنا تموت أسرع من الليل!
34
بَيْضةٌ على السطح
روت قصصَ غرامياتها
إلى نهدي الليل الطريين النتنين?
عينُ بقرة في ثقبٍ
قضت الشتاء ستراً بين الدببة
وأنا أُحِـيكُ بلا صوف ولا صنانير
مـلابـسَ الـلا واقع الداخلية
بانتظار المهدي المنتظر!
35
في الليل شحّـاذة أنا في وطن الدماغ
نفسي متمددة فوق قمرٍ من الأسمنت
تتنفسُ وقد روّضتها الريحُ
وموسيقى أنصاف المجانين
الذين يمضغون شعير المعدن القمري
الذين يطيرون ويطيرون ثم يسقطون على رأسي
بكلّ قواهم
ذا أنا أرقص رقصة الفراغ
أرقص فوق ثلوج التعاظم البيضاء
وأنت خلف نافذتك المحلاة بـسكر الغيظ
تلطـّخ فراشك بالأحلام انتظاراً لي!
36
لا تأكلوا أطفال الآخرين
لأن لحومهم ستجيف في حلوقكم الممتلئة
لا تأكلوا أزهار الصيف الحمراء
لأن نسغها دم أطفال مصلوبين
لا تأكلوا خبز الفقراء الأسود
لأنه خصّب بدموعهم الحامضة
وقد يتأصل في أجسامكم المتمددة
لا تأكلوا علّ أجسامكم تذبل ثم تموت
خالقة على الأرض حداداً الخريف!
37
عـشُّ أحشاءٍ
على شجرة يابسة هو قضيبك
سرْو أسودٌ واقف في الأبدية
يحرسُ الموتى الذين يغذون جذوره
لصّان مصلوبان على ضلع خروف
يسخران من الثالث الذي، لإكمال المهمة،
يأكل صليبَه؛ صليبَ اللحم الـمشوي!
38
لقد رميتَ في البحر عيني
انتشلتَ أحلامي من كلتا يدي
مزّقتَ سُرّتي الضاربة إلى زرقةٍ
وبين طحالب شعري المسترسل الخضراء
أغرَقـْتَ الجنين!
39
زنجيات مُنـْهكات
بحّارة شِـباع
غذاء، زفتٌ، ريحٌ وبصاق
البحر يروّح عن نفسه ويتسلـّى
مع السماء وكأنها غطاء سرير!
40 - ذكر ومومياءات
تعقّبتُ الطريق الموازية
خلف قماش الظلمات الشفّاف
بين أفخاذ أجدادي
يرشق اللسان العبري
الفن يبدأ حيث تنتهي الرغبة
كامداً ونجساً
بلا نَفَس
شريطاً فضـّيـّاً على رقع من الأفواه? *
كتورّم ضارب إلى زرقة في الطين
تفقّعتُ في جلدي
يستخدم زُحَل شوْكـَهُ
ليقوّي شهيته
قد يكون الموت للآخرين
ضرورياً
إنـّي أكره الراضين
العقيمين، المتنعّمين
ميتٌ يتبع آخرَ دون أن يَعرفَ وجهَهُ
امرأة تعبر سكك الحديد
مدمّاة مدمّاة مضرجة بالدم
لا أحد يراها لا أحد في
المصعد
صفرةُ صوتٍ كناريٍّ لا تطاق
خليطاً من الزرنيخ والغِراء
تربط الأضلع بالقضبان دون أن تترك للطير
أي مجال
فلنكسّر كل شيء
فلنحطم صورة القضيب الأبوي
الملتف على نفسه كأفعى في وعاء زجاجي
فلنسحق رأسه تحت عقب فولاذي
"إحساسٌ مبهم بالعودة
يَسْتهِلُّ وليداً في الوهاد
فلنتجاوزه"
ينبغي أن نضحك عند صعود درجات البيت القديـم
أن نبقر الممثلين فاركي سبحة تظاهرهم بالتقوى
أن نمقت العصبيين أن نذبح المـُستقرّين
أن نجتث الموتى الخامدين في غائطهم
أن نبلع أن نبصقَ
أن ننسى أن نلعنَ
اللحمَ الذي يثغو
الزيتيّ كفراش مُخربَطـٍ
ينبغي أن نمضغَ أن نقذفَ
أن نسدَّ الثقوبَ
أن نعيد تجصيص غشاء البكارة
فالموت باب دائريّ
بيضة صابونية، عُصعصٌ
ينبغي أن نفشّ القرحة على وجه الرب
أن نحطمه
بُـلـْنَ يأَيـُّتها النافورات
حياةُ الانهارِ الجليديةِ المُسبتةُ
تنفخُ جزّاتك الحجرية
أبـْظارُكِ تتقشّر
مثل تماسيح مغروزة في الرمل الـبَليل
الموت للخَـرعين
الموت للمثاقب
الموت للمعتادين على الأرحام
الموت للمنعزلين واقفين
ثمة لـَصُوقٌ فوق جرح الدالية
وطريقٌ موازية لهذه
التي لم يعد لها
آثار!
التعليقات
عجيب
احمد حسني -قصائد لا قيمة لها . لم تؤت موهبة ولم ترزق ادبا ولا بلاغة وانما وجدت مجموعة من الاغبياء كانوا مستعدين ان يكونوا اوعية لسخافاتها التي تصبها دون ادنى حس ادبي