عالم الأدب

ندوتان عن سيرة وأعمال الطاهر الزاوي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مؤلف جهاد الابطال الذي اثار لغطا كثير وكذلك كتابه عن عمر المختار الذي وقعه باسم مستعار وكثير من التحقيقات والتأليف الطاهر الزاوي ابن مدينة الحرشة يجلس هناك في مركز جهاد الليبين ومن حوله بحاث ومؤرخون جاءوا كي يستشيروه او يقوموا خطأه وقد سبق لمركز جهاد الليبين أن أقام ندوتين هامتين في مشروع التدوين التاريخي الأولى كانت عن المؤرخ والكاتب أحمد النائب الأنصاري عام 1999ف والثانية عن المؤرخ والكاتب محمد مصطفى بازامة عام 2002 ف. اما هده الندوة فكانت عن الشيخ الطاهر الزاوي.

يعتبر الشيخ الطاهر الزاوي الذى ولد عام 1980ف ببلدة (الحرشا) التابعة لمدينة الزاوية الغربية - غرب طرابلس - واحداً من إعلام الحياة الثقافية المعاصرين في ليبيا، حيث تلقى مبادىء تعليمه بها، ثم شهد بداية الغزو الإيطالى سنة 1911 ف، وحضر معركة (الهاني) الشهيرة في أوائل سنة 1912 ف رحل إلى الأزهر لإتمام دراسته، فأخذ عن جماعة من العلماء ثم رجع إلى طرابلس سنة 1919، وعاصر حركة الجهاد الليبي في إقليم طرابلس حتى آخر سنة 1923، وأوفد خلال تلك السنوات في مهمات وطنية في الداخل.. سنة 1924 وبعد انتهاء عمليات المقاومة في إقليم طرابلس، خرج إلى مصر ثانية وألتحق بالأزهر من جديد، وأمتدت إقامته بها حتى سنة 1967، وأحرز خلال تلك الفترة إجازة (العالمية) سنة 1938، وتجنس بالجنسية المصرية، واشتغل بالتجارة حيناً، ثم بالتصحيح والتأليف والكتابة في الصحف، وموظفاً في وزارة الأوقاف، ومدرساً في المدينة المنورة في أحايين أخرى. وكان أحد الأعضاء العاملين (باللجنة الطرابلسية) في سبيل القضية الليبية، وتوطدت صلاته وعلائقه بعدد من رجال العلم والسياسة. وعاد إلى ليبيا سنة 1967.وكان - غالباً - ممنوعاً من العودة إليها. وبعد قيام الثورة عام 1969 أعطى إقامة دائمة وردت إليه جنسيته الليبية، وعين مفتيا للبلاد.. منح شهادة تقدير في عيد العلم الثانى (لمَاَ قام به من جهود في ميدان الدراسات التاريخية (1971) وتوفي عن عمر متقدم يوم الأربعاء (5/3/1986)

استهلت الندوة بجلسة الافتتاح على الساعة العاشرة والنصف، من صباح يوم الاثنين، إذ رأينا أن القاعة قد حظيت بحضور ملفت كبير للجمهور ولعدد من أدباء ليبيا وعلمائها ومؤرخيها المعاصرين أو فقهائها المعروفين على مستوى الوطن مثل الأستاذ المؤرخ والأديب علي مصطفى المصراتي، والدكتور المؤرخ والأديب خليفة التليسي، والدكتور الأديب واللغوي علي فهمي خشيم أمين عام رابطة الأدباء والكتّاب، والأستاذ الأديب أمين مازن، والدكتور الصيد أبوديب والدكتور حبيب وداعة الحسناوى والدكتور عبدالحميد الهرامة، والأديب محمد سالم الكبتى، والدكتور محمد الجرارى أمين مركز الجهاد، ويمكن القول بأن الجمهور الذى حضر في جلسات هذه الندوة لَمْ يشهد له المركز مثيلاً منذ مدة طويلة، وخاصة في جلسات الصباح - التى تميزت في العادة بحضور أقل من الجلسات المسائية - الأمر الذى يدل على المكانة الكبيرة التى يحظى بها الشيخ الفقيه المؤرخ الطاهر الزاوي رحمه اللَّه.

استهلت الندوة جلسة الإفتتاح بآيات من الذكر الحكيم، ثم بالنشيد الوطنى الليبى، حتى كان موعد الحضور مع الكلمة الأولى والتى ألقاها منسق القيادات الشعبية لشعبية الزاوية، العميد الركن المهدي العربي عن العلامَّة الشيخ الطاهر الزاوي وتاريخه العلمي والنضالي والتى حيا في مستهلها هذا الحشد الكبير، ومركز الجهاد وشعبية الزاوية وكل من أسهم في هذه التظاهرة الضخمة ثم ألقى الشاعر علي الديب الصديق المقرب للشيخ الزاوي كلمة بالمناسبة ذكر فيها مآثر الشيخ والعديد من ذكرياته معه، تبعتها كلمة الدكتور محمد الطاهر الجراري أمين عام مركز الجهاد الليبى، ثم كلمة الدكتور علي فهمي خشيم، أمين عام رابطة الأدباء والكتّاب، أمين مجمع اللغة العربية، تبعتها كلمة الدكتور حبيب وداعة الحسناوي، أمين الجمعية التاريخية الليبية العربية، ثم كلمة الأسرة التى ألقاها المستشار أحمد الطاهر الزاوى نجل المؤرخ الشيخ، موضوع الندوة، وكلمة الختام لهذه الجلسة كانت كلمة اللجنة التحضيرية التى ألقاها الأستاذ عمار جحيدر أمين اللجنة التحضيرية المكلفة بإعداد هذه الندوة.

المؤرخان الأديبان الأستاذ علي مصطفى المصراتى والدكتور خليفة محمد التليسى في الجلسة المسائية الأولى أول الكلمات في الجلسة المسائية الأولى التى بدأت على الساعة 5.30 وترأسها الدكتور عبدالحميد الهرامة، كانت كلمة الأستاذ الأديب والمؤرخ علي مصطفى المصراتي، بعنوان ملامح وجوانب عن حياة الشيخ الطاهر الزاوي وجهوده العلمية والنضالية، تناول فيها العديد من جوانب حياة الشيخ التى عرفها عن قرب من خلال علاقته معه ومعرفته به في مصر وفي ليبيا، ومتابعته للكثير من الجهود العلمية والأدبية واللغوية التى كان يعمل عليها الشيخ الطاهر، كذلك عن مشاركته في حركة الجهاد الليبى، وفي الدعوة للتصدى لجماعات التتريك والالحاد دفاعاً عن الدين الحنيف. الكلمة الثانية كانت للأستاذ الأديب خليفة التليسى بعنوان (بناة الوعى بالكيان) تحدث فيها عن الشيخ الطاهر الزاوى باعتباره واحداً من الذين وعوا مسألة بناء الكيان الوطنى والعمل على تأصيل الوعى والاعتزاز بالإنسان العربى الليبى المسلم، وباعتباره واحداً من الإعلام الليبيين الذين زرعوا بذور المعرفة والثقافة وتنوع مصادرهما داخل ليبيا. الورقة الثالثة كانت للدكتور صلاح الدين السورى بعنوان ذكريات وآراء حول الشيخ الطاهر أحمد الزاوي، ثم ورقة الدكتور محمد الطاهر الجرارى، أمين مركز الجهاد بعنوان، (هل يعُد الشيخ الطاهر الزاوي آخر رموز المدرسة التاريخية في ليبيا.. التى تناول فيها المنهج التاريخى الذى تميز بها الطاهر الزاوى معتمداً على مسألة الشك واللغة ?!!، وكيف تبنى التهميش في الدراسات التاريخية الحديثة ?!!، ثم مثل بنماذج من كتاباته التاريخة التى تناولت تاريخ ليبيا وكفاح الشعب الليبى.

الورقة التالية كانت للدكتور محمد مسعود جبران بعنوان (الشيخ الطاهر أحمد الزاوي داعَّية من دعَاة الإسلام) تناول فيها الجانب العقدي الإسلامى عند الشيخ الطاهر، من واقع كتابه (الفكر المعاصر في شمال أفريقيا) وقد أوضح المتحدث كيف أن الشيخ الزاوى قد صار داعية إسلامياً بارزاً من الدعاة في ذلك الوقت، بفضل ما استفاد به من علم أخذه من علماء الأزهر في مصر، وتناول جوانب كثيرة من حياته في مصر ونضاله العقدى والدينى منذ كان في مسقط رأسه الحرشة بمنطقة الزاوية، وعلى أيدى شيوخها وفقهائها مثل شيوخ أسرة البشتى وغيرهم، ومشاركته في الجهاد ضد الطليان منذ كان شاباً. كما ذكر عددا ًمن شيوخه في مصر مثل حسن مدكور، الشيخ محمود خطاب والشيخ الدسوقى العربى، وذكر أن الشيخ الطاهر الزاوى قد تخر من الأزهر عام 1938. كما تحدث عن تحدي الشيخ للكثير من الملاحدة والقاديانيين والكماليين (نسبة لكمال أتاتورك) الذين كانوا يستخفون بالدين الإسلامى ويتهمونه بالرجعية.

الجلسة المسائية الثانية

بعد هذه الورقة كانت الجلسة المسائية الثانية برئاسة الدكتور صلاح الدين السورى والورقة الأولى دراسة في مخطوطة (تاريخ الزاوية) للدكتور العربى الشريف، والدكتور الطيب الشريف، ألقاها الدكتور العربى الشريف، وأكد فيها على أهمية هذا الكتاب نظراً لما ذكر فيها الشيخ الطاهر من بعض ملامح الجهاد الليبى والمجاهدين مُركَزاً فيها على بعض الوقائع التاريخية الجهادية التى حدتث في الزاوية وما حولها، ثم أشار إلى لجوء المؤلف للأساليب الخطابية وتأثير وقعها على المتلقي، مشيراً في الوقت نفسه إلى بعض الهنات والثغرات في ذلك المخطوط وفي منهج الكتاب إجمالاً، وذلك أولاً - نظراً لكبر سن الشيخ الطاهر في ذلك الوقت، ثانياً لانشغاله لسنوات طويلة بوظيفة الافتاء.. إلخ.

الورقة التالية كانت بعنوان (الحركة التعليمية في مدينة الزاوية خلال لافترة التى درس بها الطاهر أحمد الزاوى) للكاتب علي الهازل، تناول فيها كيف جاءت تسمية (الزاوية) وتأسيس العديد من الزوايا الدينية على يد علي بن شعيب، وأولاد جربوعة وغيرهم، مشيراً إلى دور الزوايا في شيوع ظاهرة التعليم في ذلك الوقت.

ثم كانت ورقة أخرى مشتركة بعنوان (صفحات مطوية من حياة الطاهر أحمد الزاوي) للدكتور العربى الشريف والطيب الشريف تناولت جوانب من حياة وشخصية الشيخ الطاهر وشجاعته وكرمه وقتاله ضد الطليان والذى رويت عنه حكايات كثيرة ومآثر عديدة، وكرمه الذى قيل إنه رويت عنه حكايات أقرب إلى الخيال أيضاً. كما تناولت الورقة علاقات الشيخ الطاهر مع إعلام عصره ورسائله المتبادلة معهم، مثل محب الدين الخطيب وعبدالرحمن عزام وشكيب أرسلان وغيرهم. أما الورقة التالية فكانت بعنوان الطاهر أحمد الزاوي : جوانب من ترجمته وآثاره (للدكتور محمد الطوير، تناول فيه حياة الشخ ونسبه وقبيلته وتعليمه، مشيراً بأن الزاوي يعتبر موسوعة علمية، وله العديد من المؤلفات من قواميس ومعاجم وتراجم وكتب تاريخ مؤلفة ومحققة، وهو واحد من أهم الإعلام في السيرة العلمية للإعلام الليبيين والتى تضم 500 اسم.

الجدير بالإشارة هنا إن هذه الندوة قد رافقها معرض صور تاريخية وصور مراسلات الشيخ الطاهر الزاوي مع إعلام ليبيا والوطن العربى في بدايات القرن الماضى، والتى يمكن اعتبار الكثير منها وثائق تاريخية لها قيمتها الكبيرة. كما توفر على هامش الندوة معرض كتاب تضمن أهم مؤلفاته الشيخ الراحل في التاريخ والفقه واللغة والجهاد، علاوة على كتب أخرى لعدد من الأدباء والكتّاب الليبيين في تاريخ ليبيا سواء في الفتح الإسلامي، أو الاحتلال العثمانى، أو الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي، أو في تاريخ ليبيا القديم.

مؤلفات الشيخ وأثاره :

وتوزعت جهودالشيخ في مختلف الحقول المعرفية بين التأليف والتحقيق والترتيب والتحرير، كما أنقسمت أعماله إلى شقي التراث العربي الإسلامى من جهة، والمكتبة الليبية التى أستأثرت بمجمل أثاره التاريخية من جهة ثانية.

ونلاحظ أن مؤلفاته التاريخية قد تعددت عناوينها وأحقابها التاريخية فكانت على سبيل المثال لا الحصر :

1 - عمر المختار، القاهرة (د. ت) (أتَّم تأليفه سنة 1932) وصدرت طبعته الأولى باسم مستعار (أحمد محمود).

2 - جهاد الأبطال في طرابلس الغرب، القاهرة 1950.

3 - تاريخ الفتح العربى لليبيا، القاهرة 1954.

4 - إعلام ليبيا، طرابلس 1961.

5 - معجم البلدان الليبية، طرابلس 1968..

6 - ولاة طرابلس من بداية الفتح العربى إلى نهاية العهد التركى، بيروت 1970.

7 - جهاد الليبيين في ديار الهجرة (1343 - 1372 هـ / 1924 - 1952) طرابلس 1976.

.أما في مجال تحقيق النصوص والكتب فنذكر ما علمناه منها :-

1 - التذكار فيمن ملك طرابلس ومن كان بها من الأخيار لابن غلبون، القاهر 1349 هـ(1930).

2 - الجزء الثانى من : النهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب، لأحمد النائب الأنصارى، طرابلس 1961.

وفي جهة تحرير الوثائق السياسية له :

1 - نبذة عن أعمال إيطاليا في طرابلس الغرب، القاهرة (د. ت) صدر باسم مستعار (الشيخ عبدالحميد محمود).

2 - تقرير بشأن القضية الطرابلسية وما يتصل بها من أعمال الإنجليز في طرابلس : ترفعه اللجنة الطرابلسية بالقاهرة إلى جامعة الدول العربية والهيئات الإسلامية، أشترك في إعداده مع بقية أعضاء الهيئة التنفيذية للجنة القاهرة : اللجنة الطرابلسية 1946. (ضمه إلى كتابه : جهاد الليبيين في ديار الهجرة).

3 - الكتاب الأبيض في وحدة طرابلس وبرقة، القاهرة 1949. صدر باسم اللجنة الطرابلسية بالقاهرة، وهو مجموعة نصوص تتصل بحلقة من حلقات القضية الليبية، وهى الوحدة بين برقة وطرابلس (ضمه إلى كتابه : جهاد الليبيين في ديار الهجرة).

مؤلفاته في مجال اللغة والأدب :

أ - الترتيب :

- ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة، القاهرة 1959.

ب - الاختصار :

- مختار القاموس : مرتب على طريقة مختار الصحاح والمصباح المنير، القاهرة 1964.

ج - التحقيق :

1 - الكشكول، تأليف بهاء الدين العاملى، القاهرة 1961.

2 - النهاية في غريب الحديث والأثر، تأليف أبي السعادات مجد الدين المبارك ابن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري، تحقيق الزاوي وآخرين، القاهرة 1963 (5 أجزاء).

3 - من الأدب الليبى : ديوان البهلول، القاهرة 1966.

4 - مثلثات قطرب، نظم الأستاذ إبراهيم الأزهرى،بيروت 1984.

5 - منظومة الفروخى في الكلمات التى تنطق بالظاء والضاد، بيروت 19840

6 - الدرر المبثثة في الغرر المثلثة للفيروز آبادى، الدار العربية للكتاب 19870

ومؤلفاعه في الفقه : أ ) مجموعة فتاوى، بيروت 1973،

ب) التحقيق : 1) تحقيق مختصر خليل، للشيخ خليل بن إسحاق المالكى، القاهرة (د.ت).

2 - الضوء المنير المقتبس في مذهب الإمام مالك بن أنس، تأليف محمد الفطيسي، القاهرة - 1966.

kdarwes@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف