منع شيفرة دافنشي في بيروت يثير حفيظة المثقفين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت (رويترز) - اثار قرار الامن العام اللبناني بمنع النسخة العربية من كتاب "شيفرة دافنشي" للكاتب دان بروان موجة غضب واستنكار في لبنان لدى المثقفين الذين طالبوا بوقف تدخل السلطات القضائية في الاعمال الثقافية. وكان الامن العام اصدر قرار منع الكتاب بعد استشارة المركز الكاثوليكي للاعلام الذي نصح بعدم السماح بتداوله باعتبار انه يمس بالديانة المسيحية. ويتناول الكتاب بحسب ما يقول المسؤول عن المركز الكاثوليكي للاعلام سيرة السيد المسيح زاعما انه تزوج من مريم المجدلية وانجب منها اولادا مما يعتبره الكاثوليك هرقطة وتشويها للديانة المسيحية. الكتاب صدر في بيروت عن الدار العربية للعلوم وترجمه الى العربية محمد عبد ربه.
وقال رئيس القسم الثقافي في جريدة المستقبل بول شاوول لرويترز "ينبغي ان تكف المراكز الدينية عن التدخل في الاعمال الفنية والادبية لانها في العموم جاهلة اذ ان تفسير النصوص الدينية شيء ومقاربة الاعمال الابداعية شيء اخر." اضاف "كانما لا تكفينا الرقابات السلطوية عند الانظمة حتى تأتي الهيئات الاهلية خصوصا الدينية والطائفية."
وطالب شاوول بتحرير الثقافة "من التدخلات الخارجية واقصد بها السلطة السياسية والسلطة الدينية." كما طالب بتعديل الدستور الذي يخول للامن العام القيام بمهمة الرقابة على الاعمال الثقافية وقال "اذا كان ثمة رقابة ما يجب ان توكل الى وزارة الثقافة على الاقل او الى لجنة من المثقفين والتنويريين والابداعيين." واضاف "دائما هناك خوف على الحرية. ولكن المثقفين الذين تصدوا للارهاب الميلشياوي ابان الحرب هم الذين سيتصدون لاي ارهاب يتناول الحرية سواء جاء من عسكرة البلد او من عسكرة الدين."
اما الياس خوري من جريدة النهار فقال "هذه فضيحة مستمرة ان يسلم القانون المدني الى رجال الدين وان نجد انفسنا في ظلام القرون الوسطى. بصرف النظر عن اهمية الكتاب او عدم اهميته وهو كتاب رواية شعبية رائجة في اوروبا وامريكا فان التصرف الذي قام به الامن العام اللبناني يدل على ضيق افق وعلى ان المهمة العاجلة امام الثقافة اللبنانية هي رفع يد البوليس عن الثقافة."
لكن مصدرا في الامن العام اللبناني قال ان "المديرية العامة للامن العام قد اعتمدت منذ سنوات مبدأ العودة الى المرجعيات الدينية عندما يتعلق الامر بكتب مطلوب توزيعها في لبنان ويمكن ان تسبب حساسيات او فتنة." وتساءل المصدر عن سبب الضجة حول منع الكتاب لانها " ليست المرة الاولى التي يمنع فيها نشر كتاب فهناك منع لكتابين خلال الشهرين الماضيين ويبدو ان هذا يأتي ضمن حملة ترويجية للكتاب." واضاف المصدر لرويترز "الناشر له مصلحة ان يثير قصة ولكن لدينا مصلحة عامة في البلد تقتضي ان نمنع اي شيء يثير النعرات الطائفية ويسيء الى الديانات. الكتب التي تسيء الى الاديان لا تصبح قضية حرية رأي وحرية ادب فقط." واوضح ان الامن العام تلقى كتابا موقعا من مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسب جاء فيه "جوابا على كتابكم والذي تطلبون فيه رأينا حول كتاب دافنشي كود نفيدكم بان هذا الكتاب يتضمن معلومات مغلوطة عن الكنيسة ومؤسساتها وعليه فأننا نرى وجوب منع نشره."
واشار الامين العام للمركز الكاثوليكي للاعلام الاب يوسف مونس الى ان "هذا الكتاب ليس كتابا عقائديا وانما هو رواية خيالية لا تستند على العلم ولا على المعرفة ولا الحقائق العلمية التي ندرسها ونعرفها." واضاف لرويترز "اعطينا رأينا انه في مجتمع مثل المجتمع اللبناني فان هذه القضايا تثير الكثير من الحساسيات وتمس شعور اناس كثر ولكننا لا نطالب بمنعه بل نقول انه لا يتناسب ولا يتوافق مع تفكيرنا ومع طروحاتنا." واوضح ان "الرواية خيالية ولا اساس لها من الصحة لهذا السبب اعطينا رأينا بهذا الموضوع احتراما لشعور الناس ولمعتقداتهم واحتراما لوسطنا الشرقي وللصورة البهية التي نحملها ليسوع المسيح في القران والانجيل."
وكمعظم المثقفين طالب نقيب الناشرين اللبنانيين احمد فضل الله عاصي بأن تكون المرجعية هي وزارة الثقافة وقال ان "الكتاب صدر بالانجليزية وترجم الى نحو 50 لغة كما ورد على الغلاف ومن ضمنها ترجم الى الايطالية فلماذا لم يطالب بابا روما بمنعه." واضاف ان الكتاب يعتبر من الاكثر مبيعا في العالم وفي حين لم يبع في لبنان اكثر من مئتي نسخة فلقد بيع من الرواية في اصلها الانجليزي فقط ما يزيد على العشرة ملايين نسخة.
انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص
ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف