شعر

كانت تمطر ريشا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شعر
اسمع عويل ثكنات، من اجل صوتكِ، غفرتُ لها نفيرها.
من اجلكِ طردني البيت، ورفستني المدرسة ُ،
فانتظرتُ الهواء، الذي يحركه شعرُكِ.
هل ابيح اصابعي،
كي اثبت لكِ اني دون ذراع.
لقد انتخبتُ مياهكِ، فوجدتها قطرة.
وجدتُ أن الملكات، امام المرايا، يتركن بلادهن مفتوحة، كقلب الاعمى .

عن ماذا سألتُ الهواء،
حتى يتيه؟!

شعر

من مرآة الى مرآة، واصلتْ امرأة نقل بهائها ، عبر المرايا ، تاركة ًورائها،في كل مرآة، أثرا واحدا ، يختلف بين مرآة ومرآة: في قلب كل مرآة امرأة، تسير على ضوء شمعة ، حتى تنطفيء الشمعة، فيظهر اثرها رجلٌ، من مرآة الى مرآة، يجمع آثار امرأة، تناقلتْ خطواتها المرايا، ودائما، في لانهائيات رحلته، يعثر على امرأة اخرى ...

شعر

من الشاشة تخرج ُ امرأة ، ظلـّتْ طوال الفيلم ، تبحث عن رجلٍ ذهب الى الحرب ولم يعد. على زجاج نوافذ قطارات، أقلـّتْ فيما مضى جنودا، كتبتْ له رسائل حب، لم تصله قط ، ففي كل محطةٍ، كانت هناك امرأة تكتب رسائلها، على زجاج النوافذ ايضا، الى ان تعطلتْ الحرب، وتوقفت القطارات.

المخرج ُ والقدرُ تآمرا عليها ، فقد اعدا لها اناسا لايجيدون سوى تحريك رؤوسهم. هاهي تسيل، في صحن ذكرياتها، مثل دمعة.هاهي تدخن ذكرياتها، ثم تسعل فتريق
السراب. انها اكثر ارتجافا من الطفل، عندما يسمع، في المرآة، زقزقة المطر.انها اكثرنحولا من عود ثقاب ، مع ذلك فهي تشتعل.

هاهي تمشي في الشوارع ذاتها، رافعة صورته، وعندما يئست، التفتتْ الى الصالة،نحونا، نحن الذين كنا ننظر الى امرأة طردت الليل ومباهجه. تصفـّحتْ وجوهنا
واحدا واحدا، وعند وجهي توّقفت للحظة، ثم خرجت من الشاشة:أأنتَ هنا، وانا ابحث عن اسمكَ، بين قوائم القتلى؟!

شعر

نائمة ،
ولاصخب في الصورة، الا صخب عنقها، الذي عليه تسيل حسرتي:
امرأة،
مرسومة على حائط،
في صحراء،
في ثكنة مهجورة.

شعر

بثياب النوم،
امرأة،
على الزجاج،
يغسلها المطر.
وفيما يسطع برق المساء، على كتف القنديل، الذي نفد زيته،
تكون المرأة قد اختفت ..

شعر
ازحنا الممرات، نفضنا البراري، ثم سمعنا صراخ الديكة.
بين ذكرياتنا، على السرير، عثرنا على اغنية:

"كان هناك طائر
كان يمر فوق رؤؤسنا وهو يغرد
احيانا كان يمر دون ان يغرد
احيانا اخرى
كان يغرد دون ان يمر.."

غنيـّنا ولم نوقظ احدا، لأنا كنا نياما،
لكننا في المرآة، رأينا النار التى تعكس المرآة.
ضحكتِ، وسألتك: من اين لك هذا؟
كنت اقصد فمك، لانه كان بمرتبة القنديل، والدنيا حرب.
من أين لك هذا النهر؟
وكنت اقصد شعرك، وانا استحم بروحك..

كانت تمطر ريشا
عنما رقصتِ في آخر مرة،
لأنك تحولتِ، فجأة، الى حمامة، وطرتِ في العالم
.

الناصرية 1993- 2004
finjan_2002@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف