شعر

قصيدة هاينريش هاينه: الآن إلى أين؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

Jetzt Wohin ؟


الآن إلى أين ؟ تأخذني القدمُ الغبـيّـةُ

بشغـفٍ إلى ألمـانيا ;

ولكنَّ عقلـي بفطنـته يـهُـزّ ُ رأسي

كمـنْ يقـول :

حقّـاً إنَّ الحـربَ قد انتـهتْ،

ولكـنَّ قوانيـنَ الطَّـوارئِ لا تزال قائمةً،

ويُـقال، إنَّ كثـيراً ممّـا كتبتَ من قبـلُ

يجـعلك هـدفاً للرمـي.

إنَّ هذا لصحيحٌ، وليس مُـريحـاً

أنْ أكـونَ هدفـاً للـرمـاة ;

إنني لستُ بطـلاً،

وتُـعـوِزنـي مظاهـرُ الشّـُموخ.

بشَـغَفٍ أ ُحبّ ُ أنْ أذهب إلى إنجلتـرا،

إنْ لم يكـنْ ثمَّـةَ دخانُ الفحم والإنجليـز-

إنَّ رائحتَهـْم تجلبُ لي

التقـيّـؤَ والتشنّـُجاتِ.

تـواتيني الفكـرة أحياناً

أنْ أبحـرَ إلى أميـركا،

إلى حظيـرة الحـريّة الكبيـرة،

التي يقطـنـها غلاظ قساة يؤمنـون بالمساواة.

ولكنْ تُـخيـفني أرضٌ،

حيث يمضغ التبـغَ أ ُناسُـها،

حيث يمارسون لعبةَ (البولينغ) من غير ملك،

حيث يبصـقـون من دون مِبصَـقةٍ.

روسيا، هذه الإمبراطوريـة الجميلـة،

ربمـا تجعلـني سعيـداً مُـنشرحـاً،

ولكنّـي في الشِّـتاء هنـاك

غيرُ قـادرٍ أنْ أتحمَّـلَ جلدَ السَّـوطَ.

أ ُحـدِّق ُحـزينـاً في السَّـماء،

حيث تومـئ آلاف كثـر ٌ من النّجـوم-

ولكنّـي لا أستطيـع أنْ أرى نجمتـي الخاصّة

في أيِّ مكـانٍ هنـاك.

فلـربَّمـا تكـون ضاعتْ في شبكة التّـيـه

الذَّهبيـة في السَّـماء،

مثـلـما تِـهتُ أنـا

في صخَب الدّ ُنيـا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف