باب العرش لمختار العجيمي يثير الجدل في ايام قرطاج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس (اف ب)- رغم الاقبال الجماهيرى الكبير على فيلم "باب العرش" للمخرج التونسي مختار العجيمي الذي عرض هذا الاسبوع في مهرجان ايام قرطاج السينمائية الا ان هذا الفيلم اثار رد فعل عنيف من قبل العديد من النقاد بسبب جرأته في تناول العلاقات الجنسية. يشارك الفيلم وهو انتاج تونسي فرنسي مشترك في المسابقة الرسمية للمهرجان للحصول على جائزة العمل الاول التي ينافسه عليها ايضا عشرة افلام روائية عربية وافريقية من بينها فيلم تونسي اخر بعنوان "كلمة رجال" لمعز كمون.
تدور احداث "باب العرش" حول صحفي مبتدىء ينحدر من عائلة تتنازعها رياح التغيير من جهة والتقاليد المحافظة من جهة اخرى. يعاني "حميد" من مجموعة من العقد النفسية والاجتماعية التي تجعله غير قادر على ممارسة علاقة جنسية طبيعية مما يدفعه الى الهرب من منزل الزوجية ليلة عرسه وتضطر عروسه ريم الى فض بكارتها بنفسها حفاظا على شرفها.
كما تثير علاقته بصديقه الياس وصعوبة اقامته علاقات حميمة مع النساء المتحررات اللواتي يلتقي بهن ويبادرن بمغازلته قلق اقاربه. وتبريرا للمشاهد الجنسية التي حفل بها الفيلم قال مختار العجيمي لوكالة فرنس برس ان "الفكرة الرئيسية للفيلم تدور حول حرية التعبير التي لن تتحقق ما لم يتحرر الانسان من مختلف العوائق التى تكبل جسده وعقله".
وتابع ان "موضوع الفيلم خطير وجريء وليس من النمط المعتاد فهو يفضح بشكل مباشر وغير مباشر المسكوت عنه في تونس وفي كل ارجاء العالم العربي". واعترف بان "هناك اطرافا لن تقبل بسهولة النقد الذاتي الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة للوصول الى بر الامان فى هذا الزمن، زمن العولمة والحروب".
واكد العجيمي ان الفيلم يدعو "في هذا الزمن الردىء الى رؤية الاشياء بوضوح وتقييمها بصدق بدون تزييف لان المجاملة لن تتقدم بنا... فبالنقد الذاتي فقط نصل الى بر الامان".
وتعليقا على ذلك قال السينمائي سالم بن يحي لوكالة فرنس برس "ان المخرج لم يقتصر على الغوص في مواضيع صارت بمثابة القوالب الجاهزة ولكنه قدمها باسلوب فظ اساء به للتونسي" وطالب المخرجين "بعدم ركوب موجة علاقة التونسي بجسده واعتبارها المشكل الرئيسي للعجز الفكري والثقافي فى تونس". كما اخذ الناقد عبد الرحمن عيد على المخرج "توظيف التراث من خلال مشاهد ازقة وحمام المدينة العتيقة وغيرها لاستقطاب جمهور اخر من غير التونسيين".
في المقابل اشاد حسن عليلش رئيس الجامعة التونسية لنوادي السينما بالفيلم ووصفه بانه "جريء وثري وواقعي بالرغم من انه مؤلم ومقلق لان لا مكان فيه للمجاملة". واضاف ان "نجاح الفيلم مرتبط اساسا بنوعية الصورة التى نريدها لانفسنا" معتبرا ان هذا الفيلم يشكل "ميلاد سينما جديدة جريئة مختلفة المواضيع".
ولد مختار العجيمي عام 1957 في تونس وهو متخرج من معهد الدراسات العليا للسينما بفرنسا حيث يقيم. وقد سبق ان اخرج ثلاثة افلام وثائقية هي "السينما الاستعمارية" و"الف رقصة ورقصة شرقية" و "شرق المقاهي". ويستعد العجيمي لاخراج فيلم روائي طويل اخر حول حرب الجزائر.