غالوري الفنون

راي رُشِح لـ4 جوائز أوسكار

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سيقام حفل توزيع جوائز الاوسكار السابع والسبعين، برعاية اكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في الولايات المتحدة، في 27 شباط (فبراير) الجاري، على مسرح كوداك بهوليوود.
وقد رشح فيلم "راي" عن المغني راي تشارلز لأربع جوائز أوسكار، منها أفضل فيلم، وأفضل ممثل لبطله جيمي فوكس، وأفضل مخرج لتيلور هاكفورد.وفي عودة للمخرج الى ما رافق الفيلم من مواقف وأحداث، أثناء مراحل عملية تصويره، يتذكر تأثره الشديد بأغنية "أي هاف غود آ وومان" في الخمسينات، وكيف إقشعر بدنه وهو يستمع، ولأول مرة، الى راي تشارلز. و منذ ذلك الحين غدا هاكفرد يتابع كل ما يصدره، هذا الفنان، من ألبومات غنائية. و وضع نصب عينيه التغييرات الثقافية التي كانت لتطورات مسيرته الفنية، التأثير الواضح عليها. بحيث كان جلياً تأثيره في التغيير الجذري الذي طرأ على ثقافة أمريكا الوسطى، وهي تحمل بصماته. و قد انتبه، العديد من الفنانين الى ذلك، من أمثال الفيس بريسلي، وبي. بي. كنغ، وستيفي ووندر، و رولنغ ستونز، و حتى يومنا هذا، بفنانيه الحاليين، أمثال أوتكاست، و أليسيا كيس، و نورا جونز، و جاستين تيمبرليك. وتعد أهمية راي في بناء صرح الثقافة أمراً جوهرياً، حسب رأي هاكفرد. انطلقت شهرة تيلور هاكفرد في الثمانينات كمخرج لأفلام ناجحة، مثل "ضابط و رجل محترم"، و أيضاً كسينمائي شغوف بتأريخ الموسيقى الأمريكية، حيث بدأ مسيرته السينمائية بالفيلم الموسيقي "فورجادر" عن كبار النجوم، تلاه الفيلم الوثائقي، الذائع الصيت "جيك بيري هيل"، روك أند رول، وقام بإنتاج فيلم "لا بامبا"، و آ خر عن سيرة رائد موسيقى الروك ريتشي فالينز. و كانت رغبة تيلور هاكفرد صناعة فيلم عن المغني، الذي طالما ألهمه في العديد من مشاريعه الفنية، والذي لم يكن متأثراً بموسيقاه فقط، بل بتأريخ تطور مسيرته، وهو ينطلق الى عالم الشهرة، تلك المسيرة المشوبة بالمصائب ، والمآسي، والتمييز العنصري، و الادمان، الى جانب العبقرية، والحب، ورغبة جامحة في إجتياز العقبات.
يرى هاكفرد إننا إذا شئنا التعرف على راي تشارلز عن كثب، فلا يمكن تحديد الأمور في إطار موسيقاه فقط. بحيث، عندما إطّلع على قصة حياته، توقف مبهوراً أمامها، إذ كان يجهل تلك المعاناة التي مرّ بها الفنان، قبل أن يتحول الى الأشهر، والأكثر صيتاً في أميركا. وعليه، يجب أن لا تخرج عملية سرد قصته عن هذا الاطار.

جيمي فوكس في دور راي تشارلز

وأمام هذه الحالة، كان على السينمائيين أن يجدوا ردا ً على السؤال التالي: كيف يمكن العثور على ممثل قادر على تجسيد شخصية فريدة من نوعها، ومعروفة جداً على صعيد الثقافة الأمريكية، كشخصية راي تشارلز؟ و جاء الجواب بشكل غير متوقع، بعد أن قرر كل من هاكفرد و شريكه في الانتاج ستيوارت بنجامين المراهنة على جيمي فوكس، المعروف بأدواره الكوميدية، والمعروف أيضاً كنجم تلفزيوني، بعد أن كان قد أدهشهما بامكاناته التمثيليه في أفلام مثل "أي يوم أحد" للمخرج أوليفر ستون، و "علي" لمايكل مان. وكان هاكفرد قد قال لفوكس، بأن على الذي سيؤدي دور تشارلز، أن يكون على علاقة حميمة وحقيقية مع الموسيقى. وصادف أن فوكس كان بدأ تعلم العزف على آلة البيانو، وهو في السنة الثالثة من عمره، كما هو شأن راي، وقاد حينذاك فرقة موسيقية في تكساس، وحصل ، أيضاً، على منحة لدراسة البيانو في الجامعة. وأما هاكفرد، فما زال يردد هذه الواقعة، كضربة حظ.
بعدها، كان على هاكفرد أن يجمع كل من تشارلز وفوكس مع بعض، وقد تحقق ذلك، فعلاً، عندما إلتقيا وجهاً لوجه، وقد جلس كل منهما أمام آلة بيانو. وخلال ذلك اللقاء الموسيقي، توصل تشارلز، المعروف بعبقريته الموسيقية، الى استنتاج مفاده أن فوكس، على الأقل، يجيد العزف. و كان أن شرع راي في العزف، ولحقه فوكس وهو يعزف موسيقى متنوعة من نوع "الفانك"، و"غوسبل"، وفجأة إنتقل راي الى عزف موسيقى "الجاز"، وتحديداً، مقطوعة للفنان ثيلونيوس مونك. وبينما كان هاكفرد يتابع عزفهما، فكر مع نفسه، أوه.. سوف لن يكون بمستطاع فوكس مرافقة راي في هذه المقطوعة، وإذ كان راي يتنقل من كورد موسيقي الى آخر، الخاصة بمقطوعة مونك، كان يحاول تشجيع فوكس على أن يرافقه، إلاّ أن الأخير لم يكن يستطيع التوصل الى طريقة عزف المقطوعة. فما كان من راي إلاّ أن رفع نبرة صوته قليلاً، قائلاً: أين أنت يا رجل، إنك على وشك أن تعزفها. في تلك اللحظة، بدا الوضع لهاكفرد أنه على وشك الانفجار. غير أن فوكس، تمكن، في اللحظة الأخيرة، و هو يواجه موقفاً لا يحسد عليه، من التوصل الى عزف المقطوعة، بحيث قال له راي، بعد نفاد صبره، هكذا يكون العزف. أنه متمكن من العزف، وهوالشخص المناسب. بذلك، كان راي قد أعطى الضوء الأخضر للإستمرار، ومنذ تلك اللحظة ، في العمل. وأما فوكس، فلم يستطع إخفاء سعادته بتلك النتيجة، أو بمعنى آخر، كان قد نال رضى راي تشارلز، حالاً، وحصل على موافقة تجسيد الدور.
وقبل أن يحصل جيمي فوكس على دوره الجديد، لم تكن لديه معلومات كافية عن راي تشارلز، مما وجب عليه الغوص في أعماق حياة هذا الفنان الكبير. إذ يقول هاكفرد، أنه عندما قرأ السيناريو وجده يعالج قصة غير عادية. و لم يكن الأمر يتعلق بالموسيقى فحسب، بل بقصة حياة إنسان استطاع القفز فوق كل أنواع المصاعب، مستثمراً، بعد ذلك، كل تجاربه الحياتية في موسيقاه العظيمة، حتى أضحى رمزاً ثقافياً يشار إاليه أينما حلً. في حين بدأ فوكس محاولاته الدؤوبة لسبر أغوارشخصية راي، ومحاكاته في الكثير من حركاته الجسدية، و في شعره القصير، وتعابير وجهه، المتأتية من عدم قدرته على الرؤية، ومن أحاسيسه ومشاعره تجاه الموسيقى. وكان عليه الإستماع الى مختلف صنوف الموسيقى، مثل "السول"، و"الجاز"، و"البلوز"، و الالتحاق بأحد المعاهد الموسيقية. وقد أمضى، أيضاً، أسابيع عدة، أثناء التدريب على الدور، في المشي معصوب العينين، و لأكثر من 12 ساعة يومياً، بغية إعطاء مصداقية أكثر لحياة وواقع الإنسان، عندما يكون ضريراً. والغريب، في نهاية هذه التجربة، أن فوكس كان يستشيط غضباً، بسبب من عدم قدرته على الرؤية، وهو معصوب العينين. كان الأمر بالنسبة له مخيباً للآمال. وفي المقابل، إنتبه إلى أن حاسة السمع عنده قد إشتدت، بحيث كان بوسعه أن يميز ويسمع الأصوات قبل غيره. ويرى فوكس أيضاً، أنه لم يشأ أن يقلد راي، أو أن يكون البديل له، وإنما، ببساطة شديدة، الدنو، ولو قليلاً من روحه، ليس إلاّ..

العودة الى زمن راي

أن من بين أكبر التحديات التي واجهت عملية تصوير الفيلم، هو العودة الى عالم راي، والوسط الذي كان يحيط به، كعالم البؤس الذي عاش المغني فيه، وأجواء النوادي الموحشة التي جالها في شبابه، أو ستوديو التسجيل الحديث جداً، الذي تم تأسيسه في عقد الستينات بلوس أنجلوس، ومن ثم ليتحول الى الأساس الذي إرتكز عليه هذا الفنان الكبير، في السنوات اللاحقة من حياته. ولأن راي تشارلز واكب العديد من فصول التأريخ الأمريكي، وظهرت خلال هذه الفصول مجموعة كبيرة من الرموز التي تمثل الثقافة الامريكية الحالية، يرى هاكفرد وجوب بلوغ أفضل تجسيد لتلك الحقبة الزمنية، و في أصدق صورة ممكنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف