مسرح إيلاف

العوض بسلامتكو حجر في بركة الركود العربي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من عمان: لاقت المسرحيه الكوميديه الساخرة " العوض بسلامتكو" التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان الفحيص الرابع عشر "الاردن تاريخ وحضارة" رواجا كبيرا واستحسانا قل نظيره من الجمهور الذي تجاوز الفي مشاهد لما تحتوية من ماده غنيه تقدم ببساطة وجهة نظر الشارع الاردني للاحداث الجارية في منطقة الشرق الاوسط، بالاضافه للغطرسة الامريكية على دول العالم الثالث والشرق الاوسط، والمساحة الواسعة الممنوحة لاسرائيل في فرض شروطها مسرح الاحداث.
فالمسرحيه تخاطب العقل والعاطفه معا راصدة التحولات السياسية والاجتماعية التي تعصف بتقاليد راسخة نشأت عليها اجيال متعاقبة بفعل الدوافع الاستهلاكية الناتجة عن العولمة من جهة ومدى تغير امزجة الناس بواسطة ما تلقوا من تضمينات تبثها يوميا المحطات الفضائية ووسائل التكنولوجيا من جهة اخرى، كما يتناول العرض من خلال ابطاله حجم التغير الناتج عن تعامل بعض المؤسسات والافراد مع السياسية الامريكية من خلال المنح والمساعدات المقدمه لهم.
المسرحية من تأليف واخراج محمد الشوافقة وبطولة حسين طبيشات "المشهور بشخصية العم غافل " وسهير فهد وماجد زريقات وعبد المجيد ابو طالب ورنا سليمان وأخرون.. وتدور فكرتها حول فريق مسرحي يسعى لتقديم مسرحية تلامس هموم الناس وينقصهم التمويل والدعم، الى ان تأتي وسيطة امريكية تغريهم بالمال والشهرة مقابل تحويل فكرة المسرحية لوصف العرب بانهم دعاة ارهاب وما شابه ذلك، مما يشعل الصراع بين اعضاء الفريق المسرحي فمنهم من هو بحاجة لمال الوسيطة ومنهم من يرفض تماشيا مع رفض الغطرسة الامريكية وحال الشارع.
واتكأ المخرج اساسا على شخصية الرجل القروي البسط " العم غافل" ليعبر عن وجهة نظر الشارع الحقيقية تجاه الموقف الامريكي في الكثير من القضايا والتي تختلف بطبيعة الحال عن الموقف الرسمي، فهو يرفض وبشدة تحويل فكرة المسرحية بعدما اقتنعت الوسيطة بأهميتة في المسرحية المراد تقديمها رغم كونه بالاصل حارسا للمسرح. كما ان المسرحية تناولت عدة افكار سارت جنبا الى جنب مع محاولة تشويه الشارع العربي الغارق في التقليد الاعمى للغرب بكل شيء ومنه مسألتي البطالة والفقر والمبالغة الزائدة في قضية تحرير المرأة.
ومن هنا نستطيع القول ان اسرة العمل ساهمت لحد كبير في اخراج ما يختلج في صدور الناس باسلوب ساخر يكشف عن الحقيقية السائدة ويعريها،كما نجح العرض في انتقاد السلبية التي يحيها البعض تجاه المغريات ولو على حساب قضاياه.
وتخلص المسرحية التي تجاوز مدة عرضها الساعات الثلاث بحضور عدد كبير من المسؤوليين الاردنيين وعلى رأسهم رئيس مجلس الاعيان زيد الرفاعي الى ان الجيل الحالي المتأثر بالمظاهر الامريكية البراقة لا يستفيد شيئا من انجرارة وراء الغرب الا الخيبات والويلات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف