مسرح إيلاف

عمار نعمة جابر مشروع لكاتب مسرحي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هاهو رحم جماعة الناصرية للتمثيل الولود دائماً، يعود على خشبة ـ وكما في كل مرة ـ بشمعة تضيء عتمة الخشبة وترسم عليها تجربة أخرى تحفر في زواياها تاريخاً له طعم آخر مؤكداً في كل مرة، على خلود قضية المسرح أولاً، وعلى ثبات التجربة الكبيرة لجماعة الناصرية للتمثيل ثانياً.
تجربة بدأت من على مقاعد الجمهور، وشقت الطريق نحو الخشبة عام 1993م وبأدوار بسيطة لترتقي سلم المسرح درجة درجة، ترشف من ضرع الجماعة وتنمو شيئاً فشيئاً، حتى تفاعلت في كيان الجماعة، لتغدو جذراً حقيقياً يمد الجماعة بالجديد، من خلال التمثيل والتأليف والإدارة المسرحية، وحتى بعض الأمور الفنية أحياناً.
فلا يمكن لكل من واكب تجربة جماعة الناصرية للتمثيل في الاثني عشر سنة من عمرها، أن لا تستوقفه التجربة المثالية للمسرحي الشاب (عمار نعمة جابر) الذي استطاع وعلى مدى أحد عشر عاماً، أن يلفت أنظار الوسط المسرحي، ليثبت وبشكل لا يقبل الشك أو اللبس، أن التجربة الرائدة لجماعة الناصرية للتمثيل، وعلى رأسها مؤسسها الأستاذ ياسر البراك، تسير وبخطى ثابته نحو بلوغ الجمال والعقيدة المقدستين.
ولتسليط الضوء على بعض زوايا تجربة المسرحي (عمار نعمة جابر) كان لنا هذه الوقفة معه :

* مع تنوع نشاطك المسرحي في التأليف والتمثيل والأدارة المسرحية وباقي الأختصاصات المسرحية سنحاول أولاً البدء من تجربة التأليف : أغلب نصوصك عن التعزية المسرحية، هل تحدثنا عن السبب؟

- إن اطروحة المسرح الإسقاطي ( وهو الأسم الفني للمسرح الإسلامي ) والتي تبنتها جماعة الناصرية للتمثيل ضمن مشروعها الكبير، تفرض على القائمين على هكذا طرح أن يفتحوا آفاق التجربة والبحث في خضم المواضيع التي لها علاقة بموضوعة المسرح الإسلامي، وما على نمط ( مسرح التعزية ) محاولة حثيثة للتجربة والتأسيس لها ورفدها بالموضوعات المختلفة، أضف إلى ذلك فأن موضوع التعزية المسرحية موضوع جديد في المسرح يمكن للباحث عن أسرارها وامكانياتها الفنية أن يفتح من خلالها آفاق كثيرة للطرح الفكري. إنها منجم يحوي الكثير والمثير...

* كيف يمكن توظيف الحادثة التاريخية في النص المسرحي؟

- حين نطالع آباء المسرح في المسرح الإغريقي الخالد نلاحظ إن السمة الغالبة على ذلك النمط من مسرح أعياد ديونيسيوس المعروفة، هي الحادثة التاريخية النابعة من الأساطير بشكل صرف، إذن بدايات المسرح كانت توظيفاً للحادثة التاريخية، والمسرح الشكسبيري وظف الحادثة التاريخية أيضاً، فتوظيف الحادثة التاريخية ليس جديداً بل هو قديم قدم الالفين والخمسمائة من عمر المسرح، ولكن هذا التوظيف اتخذ أشكال متعددة كالتوظيف الواقعي لها أي طرح الحادثة بشكل واقعي يمكن للكاتب من خلالها بث مجموعة أفكاره الخاصة، ولكن الحداثة في التوظيف أعطت الكاتب أفاقاً جديدة، حيث يمكن أن يتجاوز الواقعية التي قد تقيده في عملية الطرح، وتعطيه الحرية الكاملة لتشكيل الحادثة التاريخية بالشكل الذي يخدم الموضوعة التي يحاول بثها من خلال النص المسرحي.
فحين تطلع على نص ( قتيل العبرات ) تجدني طرحت موضوعة الحسين ( عليه السلام ) من خلال توظيف حادثة ( بشر بن حذلم ) التاريخية، بشكل مكنني من الوصول إلى طرح ( ماذا لو أنتصر الحسين ـ عليه السلام ـ؟ ).

* كيف ترون النص المسرحي المستقبلي؟

- النص المسرحي يمر بأزمة تماثل أزمة الأنواع الأدبية الأخرى كأزمة الشعر مثلاً. ولكنني أستطيع أن أقول أن النص المسرحي يملك الحظ الأوفر في الوصول إلى الشكل الفني المطلوب، وبلوغ الغاية في الشكل، يمكن له أن يخاطب الإنسان المعاصر بكل همومه ومعطياته العصرية. هذا الحظ لا يأتي عبثاً بل إنني أرى أنه يأتي من خلال المحاولات الحقيقية من قبل الشباب المسرحي لطرق باب التأليف بحيثياته الجديدة.

* نحاول الآن أن نمر على اختصاص آخر من اختصاصاتك ألا وهو التمثيل. فكلنا يعرف أنك بدأت بالتمثيل ولا زلت تمارس هذا الاختصاص المسرحي الصعب، أود أن أسألك على أي شيء يستند الممثل المسرحي الحديث؟

- منذ أن قام ثيسبيس بصنع الممثل الأول عام543ق م، مر بعدها الممثل بأطوار مختلفة، تنوعت معها كل الأسس التي يبني بها رسالته الإنسانية وبما يناسب المهمة التي نذر نفسه في خدمتها، فبدأ مقدساً عند الإغريق، ثم غدا زنديقاً في القرون الوسطى، إلى أن استقر نحوه الرأي بكونه راعياً لرسالة إنسانية كبيرة.
أرى إن الممثل اليوم يملك سر لعبة عصره الحاضر، فعالم القرية الكونية اليوم مفتقد حقيقي لمد الجمال الروحي، والممثل الذي يملك هذه الورقة اليوم، يقوم على أساس متين، يستطيع من خلاله أن يقول المؤثر والكبير في آن واحد.

* من من الممثلين الذين استطاعوا أن يحققوا حضوراً مسرحياً في مسرح مدينة الناصرية؟

- الناصرية مدينة كانت تعج بكم نوعي هائل على صعيد التمثيل، ولكن الموقف القاصر نحو هذه المهنة، وقلة الوعي المدرسي والثقافي جعل المدينة تشكو من شحة حقيقية في الممثلين، فرضت على العاملين في المسرح عدد ونوعية الأعمال التي تقدم في المدينة. وأساتذة مثل عبد الرزاق سكر، وعلي بصيص لا زالوا بعطائهم المميز يملئون الخشبة بألق الإبداع الذي لا ينضب.


* وأخيراً كيف وجدتم عملكم في جماعة الناصرية للتمثيل؟

- العمل المسرحي عموماً عمل شاق ويحتاج إلى مجهود استثنائي للعاملين فيه، ولكن جماعة مسرحية كجماعة الناصرية للتمثيل، وبوجود شخص كالأستاذ ياسر البراك، يجعل من العمل داخل الجماعة تدب فيه روح الإبداع والابتكار والبحث عن كل ما هو جديد. عموماً الجماعة كيان يدفعني دائماً إلى الإبداع وأن أكون فاعلاً في الحركة المسرحية.


هوامش:
ـ صدر للمؤلف ( عمار نعمة جابر) النصوص التالية :
1ـ مسرحية( قاع ) ضمن سلسلة كراريس مسرحية التي تصدرها جماعة الناصرية للتمثيل في العدد الأول حزيران 2003م.
2ـ مسرحية (مقامات نورانية) ضمن سلسلة من المسرح الإسلامي التي تصدرها جماعة الناصرية للتمثيل في العدد الثاني كانون الثاني 2004م.
3ـ قدمت له جماعة الناصرية للتمثيل مسرحية ( ليلة جرح الأمير ) إخراج ياسر البراك عام 2003م.
4ـ له مسرحيات مخطوطة مثل: قتيل العبرات، عرفان محمد، أولاد علي الوراق، وغيرها..

انقر على ما يهمك:


عالم الأدب ملف قصيدة النثر مسرح قص شعر الفن السابع مكتبة إيلاف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف