قصة تجنيد الزرقاوي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أبو قتيبة الأردني يكشف في حديث لـ "إيلاف"( 1 /2 )
هكذا جنّدت أبو مصعب الزرقاوي في القاعدة
إيلاف، التقت أبو قتيبة الأردني، وهو أصولي كان انخرط لسنوات طويلة في صفوف المجاهدين الأفغان منذ ثمانينيات القرن الماضي ، و من ثم انتمى إلى مجموعات كانت تشكل العمود الفقري لشبكة القاعدة، التي أسسها بن لادن ما بين عامي 1986 و1988 حين كان أميرا للمجاهدين على فرقة "مأسدة الأنصار" التي كان قوامها 50 مقاتلا شكلوا النواة الأولى لإنطلاق القاعدة، و هي الشبكة الأصولية المتشددة التي غيرت وجه التاريخ ظهر الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، و فجرت الصراع على أشده بين الغرب و الشرق على أسس جديدة أكدت تداعياتها مقولة صدام الحضارات.
كانت بداية الحديث مع الأصولي الأردني، الذي ينتمي في الأصل إلى واحدة من أكبر القبائل الأردنية هي قبيلة آل المجالي المعروفة بولائها للعرش الهاشمي في الأردن. عن علاقاته مع مواطنه الأردني أحمد فضيل نزال الخلايلة الملقب (أبو مصعب الزرقاوي) الذي ينتمي إلى قبيلة بني حسن المعروفة في وسط الأردن.
و روى أبو قتيبة الأردني و اسمه عبد المجيد إبراهيم المجالي، وهو أربعيني العمر و صاحب لحية كثيفة ويشرف حاليا على جمعية إسلامية تتعلق بصندوق الزكاة ومبرة تعليمية للأطفال، قصة تجنيد أبو مصعب الزرقاوي في صفوف المجاهدين الأفغان، وقال " أحمد فضيل نزال الخلايلة شاب من عشائر بني حسن وهي من أكبر عشائر الأردن ولها الباع الطويل لموالاتها للنظام في الأردن، وهو يكنى أبو محمد اسم ابنه البكر.
و أضاف " أبو مصعب لم يحصل على هذه الحنكة العسكرية و العقلية الفذة من بلده الأردن، فهذا البلد تعود أن لا يعلم أبناءه الرجولة التي تحمي الأعراض والأوطان"، وقال " تعرف أبو مصعب على شخصي عام 1988 كوني كنت مديرا لمكتب خدمات المجاهدين الأفغان في الأردن، وكان وقتها مبتدئا في صلاته والتعرف على دينه، ومن هناك تم تسفير الأخ أبو مصعب إلى مصانع الرجال في أفغانستان حيث مقارعة قوات الغزو السوفياتي".
و تابع أبو قتيبة الأردني القول " كل منا كان يعتبر نفسه في أفغانستان في بلده، حيث نعتبر أنفسنا نقدم خدمة للإسلام والمسلمين، ولكن بالنسبة لأبي مصعب الزرقاوي كان الأمر مختلف، فهو لم يكن بالأهمية التي يتميز بها الآن، فهو كان آنذاك فردا من بين آلاف الأفراد الذين تم تسفيرهم من أجل دحر الشيوعية الحمراء التي قتلت و سفكت دماء المسلمين ، حيث قتلت خلال الحرب أكثر من مليون و نصف المليون مسلم أفغاني.
و يشير أبو قتيبة في حديثة إلى أن المحرض الوحيد للجهاد " الذي لا بواكي له " ضد السوفيات، كان " الإمام الشهيد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله، فهو كان عالما و مجاهدا ومحرضا، وعالم ثغر وليس عالم فضائيات أو عالم لدى سلطان يركب السيارات الفارهة والعيش المنعم، وهذا ما يطلبه ديننا وعقيدتنا السمحاء".
•ومتى كان أول لقاء لكم مع الشيخ عزام؟ ، يقول أبو قتيبة لقد كنت التقيت الدكتور عزام العام 1986 في إقليم بيشاور حيث هناك معسكرات للتدريب في منطقة اسمها صدى على الحدود الباكستانية الأفغانية، وشاركت مع الشيخ رحمه الله في جبهة حرب امتدت ثلاثة أشهر ضد السوفيات في منطقة لوجر.
ويتابع قائلا وبعد ذلك عدت للأردن، حيث كنت منتدبا لوظيفة مدير مكتب الخدمات من أجل جمع التبرعات، إضافة إلى مهمة إلقاء المحاضرات والتحريض على الجهاد، وفي تلك الأثناء كنت أقضي فترة تمتد ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر وأعود ثانية إلى أفغانستان حتى نهاية العام 1991 .
جيش محمد
و يقول أبو قتيبة الأردني، في أثناء عودتي إلى أفغانستان في ذلك العام من عمّان، حيث كنت في إجازة، تم اعتقالي أنا ومجموعة من الشباب في مطار عمان الدولي بواسطة جهاز المخابرات العامة الأردني، حيث وجهت لنا تهمة الانضمام لتنظيم (جيش محمد) ، وكانت فترة اعتقالنا في مبنى المخابرات ثلاثة أشهر، وهي كانت أياما وليال وساعات ودقائق لا تنسى، حتى أننا نسينا أهلنا فلم نعد نتعرف عليهم من شدة التعذيب المتواصل، حيث الجروح والكدمات وإزالة أظافر الأيدي والأرجل من جانب " الذين يدعون الحفاظ على أبناء البلد ويرددون على الدوام شعار (الإنسان أغلى ما نملك).
وقال أبو قتيبة ولقد وصل بنا الحد إننا لا نرى لا الشمس ولا الليل ولا النهار من شدة "الحرص الأمني لفهم الحقيقة عن تنظيم جيش محمد".
ولكن هل كان هناك تنظيم باسم جيش محمد؟
أنا لم أسمع بأن هناك تنظيم باسم جيش محمد ، إلا بعد اعتقالنا، وكانت تهمتي إنني أمول هذا الجيش وأدعمه بالسلاح والمال كذلك، علما بأنني إنسان فقير الحال،، ولكنه هنا يقول "نعم اعترف، أنه حين حصلت الحملة الشرسة ضد العراق في 1991 كنا مجموعات من الشباب نعد العدة لمناصرة إخوتنا في العراق ونقف إلى جانبهم.
هل ممكن الحديث عن لقائكم مع أسامة بن لادن؟
لقائي مع الشيخ أسامة بن لادن والمكوث معه في ساحات الوغى في منطقة جاجي على الحدود الباكستانية الأفغانية حين كان أميرا على مأسدة الأنصار في العامين 1986 و1988 وكان تحت إمرته 50 شابا من المجاهدين، و بفضل الله كان قائدا لعمليات الاقتحام ضد الكوماندوز الروس، وكان الشيخ أسامة مقاتلا شجاعا، في مقارعة السوفييات الذين كان مخططهم العسكري الشيوعي حرق الأرض الأفغانية الخضراء التي ألهبوها كجهنم، و كان الشيخ أسامة يقاتل صابرا محتسبا، حيث كان مريضا بهبوط ضغط الدم، فكان الماء والملح بيد والسلاح بيد أخرى، و كنا ننصحه بالذهاب إلى الطبيب فيأبى أن يترك ميادين القتال وإلى جانبه ابنه الفتى عبد الله (12 عاما) آنذاك يقاتل إلى جانبه يصول ويجول على حصانه مع المجاهدين في معركتهم مع أعداء الدين.
وأستطيع القول أن الشيخ أسامة بن لادن هو الجهاد نفسه، وليس كما يدعي علماء السلاطين وعلماء الفضائيات والمأجورون أنهم علماء هذه الأمة، وكما ثبت لي أن هؤلاء يأكلون الخبز بلا إله إلا الله، بينما الشيخ أسامة يدافع عن كلمة لا إله إلا الله، لأن التنظير في المساجد والجامعات والمدارس والمجتمعات أصبح مملاً للشعوب كون الأمر أصبح روتينيا لا شيء جديدا فيه.
لقد كان هدف الشيخ أسامة هو تجميع الشباب المسلم من جميع أنحاء المعمورة في معسكرات تدريب داخل أفغانستان لكي يعيد صناعة هؤلاء من مادة خام على مادة القنبلة الموقوتة ، وقد نجحت والحمد لله فكرته ، فها هي الثمرة تنجب كل يوم وكل ساعة حدثا يرعب الأعداء في عقر دارهم وهذا هو الثبات من الله.
بن لادن والإرهاب
ويقول عبد المجيد إبراهيم المجالي (أبو قتيبة الأردني) لنا أن نتدبر ماذا تفعل أميركا في العراق، وماذا فعلت روسيا في أفغانستان، والهند في كشمير وماذا تفعل الفلبين بالمسلمين وماذا كان يفعل الصرب في البوسنة والهرسك والآن يقال إن من يحرك الأمة للدفاع عن أعراضها ومقدساتها اصبح إرهابيا، ولقد أصبحنا نفقد كرامتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي تعودناها في زمن أجدادنا الشرفاء، ولقد آن الأوان استعادتها، وهي لن تستعاد إلا بالسيف. كما قال الله تعالي في آية السيف في سورة التوبة "قاتل المشركين كافة ، كما يقاتلونكم كافة".
السلاح الأميركي للمجاهدين
ولكن الأميركيين أمدوا المجاهدين بالسلاح خلال الحرب ضد السوفييت؟
أميركا لم تقدم سلاحا إلا بعض القطع الفردية لبعض الأحزاب الأفغانية الموالية لها كحزب جيلاني، كما كانت تقدم بعض الدواب كالبغال الأميركية، من أجل حمل الأمتعة، ولي ملاحظة أسوقها هنا أن تلك البغال كانت تمارس الانتحار وهي محملة بالأثقال فكان يغمى عليها حين توصل الأمتعة إلى رؤوس الجبال وتتدحرج من هناك إلى هاوية الأودية.
أما بالنسبة لصواريخ ستينغر المحمولة من الكتف، فالولايات الأميركية صنفت نوعين من هذه الصواريخ، منها ما كان مداه 5 . 5 كيلومترا ومنها ما كان 11 كلم، وكانت تعطي المجاهدين النوع الأول، وكان الثمن يدفع بالكامل بواقع 70 ألف دولار عن كل صاروخ، وكانت الأثمان تدفع من خلال الحكومة الباكستانية من أموال المسلمين، وأستطيع تأكيد هذه الحقائق بيقيني الشخصي.
ومن أين كانت تأتي تلك الأموال؟
يقول أبو قتيبة إن دولا إسلامية كثيرة كانت تقدم مساعدات وتبرعات، ومنها المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية، حيث كانت هذه الدول تبادر إلى تقديم المساعدات من خلال هيئات خيرية من أجل إغاثة المهاجرين والفقراء والأيتام الأفغان، أما إذا كانت هنالك أموال تصل إلى قادة الجهاد شخصيا عن طريق تلك الهيئات فهذا ما لا علم لي به.
دور عبد الله عزام
و هنا يمتدح أبو قتيبة الدور الكبير للداعية الإسلامي الدكتور عبد الله عزام، الذي قال إنه قاد مسيرة الجهاد في أفغانستان وحرض العالم بأكمله على القتال، فعلى سبيل المثال فإن دعوته جاءت بآلاف من الأميركيين السود للانضواء تحت راية الجهاد مع المجاهدين ضد الغزو السوفياتي.
لكن من قتل عبد الله عزم؟
لقد كانت هناك مؤامرة عالمية حيكت تفاصيلها في الكنيست الإسرائيلية لتصفية الدكتور الشيخ، ولقد نفذها رجل شيعي من أصل باكستاني، إذ حين كان الشيخ يخطب في مسجد سبع الليل بمدينة بيشاور ويحرض المسلمين على الجهاد، فإن كلامه كان يثير ردة فعل غاضبة مما أدى إلى تنفيذ اغتياله، وهنا لا بد أن مؤامرة اغتياله استمرت طويلا، حتى أنه قبل شهر من ذلك تم اكتشاف لغم تحت منبر المسجد الذي يخطب فيه، و ذلك قبل خطبة الجمعة بنصف ساعة فقط.
و هنا ينفي أبو قتيبة الأردني ما كان وُجّه من اتهامات لزعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن بأنه كان وراء اغتيال الدكتور عزام، و قال في وصفه لحادث الاغتيال :لقد وضعت متفجرات تحت جسر يؤدي إلى مسجد سبع الليل، وقدرت زنة العبوة الناسفة بحوالي 22 كيلوغراما ، و لدى مرور موكب الشيخ انفجرت وقتل في الحادث مع نجليه محمد و إبراهيم. و هنا لا بد لي من الإشارة إلى أن الدكتور عزام كان من أصحاب الكرامات من الله تعالى، فحين دمرت سيارته بالكامل وتمزقت إربا إربا، فإن جسد الشيخ ظل محافظا على حاله الطبيعي اللهم إلا من بعض النزيف من أذنيه وخدش بسيط في وجهه.
أما بالنسبة لما قيل عن تورط الشيخ أسامة فإنني اقول "حاشا وكلا أن يكون الشيخ أسامة جبانا ولنا أن ندرك أن الجسد ينفصل عن الرأس، ولم تكن هنالك خلافات بين الرجلين الشيخين فقواعد الشرع كانت واضحة وجليه وهما يحتكمان إليها، ولو كانت هناك خلافات بينهما لما وصل الجهاد إلى أقصى بقاع الأرض".
لكن يتعين هنا الإشارة إلى أن أسامة بن لادن كانت له نظرة خاصة في مسألة تجميع الشباب العرب في أماكن الجهاد، أما الشيخ عزام فكان يخالف ذلك حيث كان يرى توزيع الشباب العربي في جميع أنحاء أفغانستان مع مجموعات المجاهدين كي يستفيدوا كثيرا من تعلم القرآن الكريم والشرع الحنيف وان يشدوا الهمم في مقارعة الشيوعية الحمراء.
ويقول أبو قتيبة "لقد كان الدكتور عزام يصف الشيخ أسامة بأنه عثمان بن عفان العصر الحديث لشدة إنفاقه على الجهاد"، وهنا لا بد لي من تحذير من يستمر بتوجيه تلك التهم وأقول "احذروا وانتبهوا إن لحوم المجاهدين مسمومة".
** الحلقة الثانية
ـ أسامة بن لادن حي ينتظر الشهادة
ـ لا يوجد تنظيم اسمه بيعة الإمام
ـ لهذه الأسباب تأسس فيلق عمر بن الخطاب
ـ الشيعة أشد عداوة من اليهود
ـ خلافات بن لادن والزرقاوي قبل البيعة