الكويت: بدء إجراءات التنحية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأزمة الحكومية أثرت سلبا على تعاملات البورصة
الكويت بدأت إجراءات تنحية الشيخ سعد
الكويت: يبدأ مجلس الوزراء الكويتي اليوم الإجراءات الفعلية لعزل أمير البلاد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح بسبب وضعه الصحي، عملاً بالمادة الثالثة من قانون توارث الامارة، وتعيين رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الصباح خلفا للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي توفي الأحد الفائت. تأتي هذه الخطوة وسط أجواء من عدم التوافق بين أقطاب الأسرة الكويتية الحاكمة، عززها تأييد رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم الصباح للأمير. وبايع عدد كبير من أفراد الأسرة الحاكمة الشيخ صباح الأحمد على تولي المنصب. غير أن الشيخ سعد العبد الله رفض التنحي طوعا وسارع بتقديم طلب بعقد جلسة خاصة في السادسة والنصف من مساء اليوم، يؤدي فيها اليمين الدستورية، وسط تساؤلات عن قدرته على القيام بذلك.
وقال مسؤول حكومي طلب عدم كشف هويته ان "الحكومة ستقوم اليوم الاحد بارسال رسالة مرفقة بتقارير طبية الى البرلمان وستطلب عقد جلسة خاصة لتطبيق الاجراءات الدستورية لتنحية الامير". واضاف المسؤول نفسه ان التقارير الطبية المرفقة تشير صراحة الى ان الامير الشيخ سعد (75 عاما) الذي خضع لعملية جراحية في القولون في 1997، في "حالة صحية متردية" تمنعه من القيام بوظائفه في الحكم.
خطوة غير مسبوقة
وكان مجلس الوزراء الكويتي قرر في اجتماع استثنائي أمس برئاسة رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح بدء الاجراءات الدستورية لتنحية الامير بسبب وضعه الصحي وذلك من خلال تفعيل احد بنود قانون توارث الامارة في الكويت الصادر في 1964.
وتنص هذه المادة على أنه يتعين على مجلس الوزراء أن يرفع طلبا لمجلس الأمة (البرلمان) إذا ثبت عدم استيفاء الأمير للصلاحيات الدستورية.
كما تنص على عقد جلسة خاصة وسرية للتصويت على الطلب الذي يصبح نافذا إذا وافق عليه ثلثا أعضاء المجلس. الا ان الحكومة الكويتية لم تقدم طلب عزل الأمير الى مجلس الأمة حتى الآن.
وقال مصدر برلماني انه من المتوقع ان يعلن رئيس البرلمان الكويتي جاسم الخرافي موعدا لجلسة خاصة لمجلس الامة بعد ان يتلقى طلب الحكومة بهذا الخصوص. ويتطلب عزل الامير موافقة ثلثي اعضاء البرلمان البالغ عددهم 65 بما في ذلك اعضاء الحكومة الـ16 فيه.
وسيفسح اتخاذ مثل هذا الاجراء المجال امام رئيس الوزراء الرجل القوي في الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي يسير الامور اليومية في الكويت منذ عدة سنوات، لتولي منصب الامير. ويحظى الشيخ صباح بدعم كبير من اغلب اعضاء الاسرة الحاكمة في الكويت ومن الصحف المحلية والحكومة.
تريث حكومي
وصرحت مصادر نيابية لبي بي سي بأن تريث الحكومة في تقديم الطلب جاء بهدف اتاحة الفرصة لمشاورات اللحظة الأخيرة بين قطبي الأسرة الحاكمة (آل الأحمد وآل سالم) لحل الأمور عن طريق توافق قيادات الأسرة الحاكمة قبل أن يصل الأمر الى مجلس الأمة.
غير ان المصادر توقعت ان يستمر مجلس الوزراء في اجراءاته لارسال طلب عقد الجلسة البرلمانية للتصويت على عزل الأمير في حال تعثر المشاورات بين اقطاب الاسرة.
وقال الدكتور وليد الطبطبائي أحد اعضاء مجلس الامة الكويتي ان المجلس لم يتلق حتى الآن اي طلب من مجلس الوزراء الكويتي للبدء بمشاورات عزل الشيخ سعد . غير ان الطبطبائي قال ان هذا الطلب سيصل الى المجلس يوم الاحد. واشار الطبطبائي الى ان مجلس الامة يواجه اشكالية بسبب تلقيه طلبين متناقضين الاول يطلب عزل الامير، والثاني من الشيخ سعد لتحديد جلسة لتمكينه من أداء اليمين الدستورية.
وكان لافتاً أمس أن وزير الداخلية السابق الشيخ محمد الخالد الصباح، وهو خارج التشكيلة الحكومية الحالية، تناول الفطور إلى مائدة الشيخ صباح الأحمد أمس، ما يشير الى أن الخالد انضم الى الأقطاب الأخرى التي بايعت الشيخ صباح، ومنهم وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح، الذي كان امس حاضراً في مجلس الوزراء. وكان الشيخ محمد الصباح، وهو نجل أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم، أحد الذين أقروا في مجلس الوزراء، بالاجماع، "تفعيل الاجراءات الدستورية المقررة في المادة الثالثة" من قانون توارث الامارة، المتعلقة بتنحية الأمير.
ثلاثة آراء
الشيخ صباح كان الحاكم الفعلي للكويت خلال السنوات الماضية. وردا على سؤال بشأن موقف المجلس إزاء هذا الطلب، أشار الطبطبائي الى أن رئيس مجلس الأمة استشار عددا من الخبراء القانونيين حول طلب الأمير تحديد موعد لأداء اليمين الدستورية. وقال الطبطبائي ان الخبراء قدموا ثلاثة آراء لرئيس المجلس حول الطلب اولها يعتبر ان هذا الطلب غير ذي معنى لأنه لم يأت عبر مجلس الوزراء.
بينما يقول الرأي الثاني بأن الأمير هو رأس السلطة وان بامكانه ان يخاطب مجلس الامة مباشرة، اما الرأي الثالث فهو وسط بين الرأيين.
وقال النائب الكويتي ان مجلس الأمة الذي يسعى لأن ينأى بنفسه عن الموضوع، قرر تعليق أعماله الأسبوع المقبل الا للاعمال الضرورية، تحاشيا لأي موقف يبدر من الاعضاء يحسب لصالح اتجاه او اتجاه اخر. وقال النائب ايضا ان المجلس يحترم الاسرة الكويتية الحاكمة وانه سيصادق على قرار يتم التوافق عليه داخلها، مشيرا الى ان الكويت تحملت عواقب سياسية ونفسية واقتصادية بسبب هذه الأزمة.
ونظريا، يملك مجلس الامة الكويتي الحق في تحديد كيفية اداء اليمين الدستورية لكن مصادر نيابية اشارت الى ان البرلمان يميل الى ترك المسألة لأقطاب الأسرة الحاكمة يحسمونها هم.
وكان الشيخ سعد طلب السبت من البرلمان عقد جلسة خاصة لاداء القسم لتولي مهامه اميرا على البلاد غير ان الخرافي قال انه لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن في انتظار مقابلته الامير. واشارت صحف كويتية اليوم الاحد الى ان طلب الخرافي مقابلة الامير رفض ما قد يؤدي الى تجاهل طلب الامير عقد جلسة للبرلمان لاداء القسم.
وكان الشيخ جابر الأحمد الصباح امير البلاد الراحل قد توفي في الخامس عشر من يناير(كانون الثاني) عن عمر يناهز السابعة والسبعين بعد فترة مرض دامت عدة سنوات.
انخفاص مؤشر البورصة
وعلى خلفية هذا السجال الحكومي، انخفض مؤشر سوق الكويت للاوراق المالية (البورصة) بنسبة 90ر83 نقطة عند الساعة التاسعة والربع من صباح اليوم ليصل الى مستوى 11353 نقطة مقارنة باغلاق يوم امس السبت والبالغ 11437 نقطة. وبلغت كمية الاسهم المتداولة خلال الفترة الصباحية نحو 9ر6 مليون سهم بقيمة نحو 8ر3 مليون دينار كويتي موزعة على 390 صفقة نقدية.
وكان المؤشر قد بدا عند الساعة التاسعة من صباح اليوم بانخفاض قدره 60ر60 نقطة ووصل الى 11376 نقطة. يذكر ان المؤشر كان قد اغلق يوم امس على تراجع بلغ 225 نقطة بعدما اسستقر عند مستوى 11437 نقطة.