السعوديون ماضون في معركتهم ضد الدانمرك للنهاية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
السعوديون ماضون في معركتهم ضد الدانمرك للنهاية
سلطان القحطاني من الرياض: "إن لم ننتصر لرسول الله فباطن الأرض أحب إلينا".هكذا يقول رجل دين سعودي مصر على استمرار المعركة الشعبية الإسلامية ضد الدانمرك وحكومتها وصحافتها، مشيراً إلى أن الموت أحب إليه من أن يظل عاجزاً عن الانتصار للنبي محمد الذي نشرت له صحيفة دانمركية 12 رسماً تهكمياً.ويُعدُّ هذا الرأي الديني مرآة حيّة لطبيعة المزاج الشعبي السعودي العام الذي يعتبر أنه ماضٍ في هذه المعركة حتى النهاية.
وعلى الرغم من أن الصحيفة الدانمركية "يولاندز بوستن" قد وجهت رسالة إلى السعوديين فقط عبر رئيس تحريرها كارتسن بوستي تضمنت أسفاً لا تراجعاً عن نشر الرسوم الكاريكاتيرية،فإن ذلك لم يخفف من حدة المقاطعة الشعبية التي حمي وطيسها خلال الثلاثة أيام الماضية،ومازالت البضائع الدانمركية تُخلي مواقعها من رفوف التسوّق لصالح منتجات أخرى لا علاقة لها بالدانمرك،مسجلة بذلك خسائر مالية تجاوز المليار دولار،وهو رقم مرشح للتزايد من وقت لآخر.
وأعلن السفير الدانمركي في السعودية هانز كلينغنبيرغ أن رئيس وزراء بلاده قد أدان في خطابه بمناسبة العام الميلادي الجديد أي تصريح أو عمل أو تعبير عن الرأي يُقصد به تشويه صورة مجموعة من الناس بناءً على انتمائهم الديني أو العرقي،مشيراً إلى أن صحيفة "يولاندز بوستن" مستقلة ولا علاقة للحكومة الدانمركية بها،ولا تتبع أيضاً لأي حزب سياسي في مملكة الدانمرك. وكشف النقاب عن أن وزير الخارجية الدانمركي الدكتور بير ستيج قد وجه رسالتين في السادس من الشهر الجاري إلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي،وإلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عبر فيهم عن "تفهم" الحكومة الدانمركية للشعور بالألم والاستياء من جانب المسلمين نتيجة للرسومات التي نشرت في الصحيفة الدانمركية.
ولم يفلح هذا "الماكياج" الدبلوماسي الدانمركي في تخفيف حدة "الكره الشعبي" للدانمرك بالرغم من أن السفارة الدانمركية حاولت الإعلان في صحف سعودية لتوضيح وجهة نظرها حول المسألة،وهو ما نُشر في بعض الصحف السعودية،عبر إعلان شغر صفحة كاملة يحوي بياناً من السفير الدانمركي لدى الرياض يورد في العديد من النقاط التي لم تكن واضحة في وقت سابق.
إلا أن الرسالة التي وجهها رئيس تحرير الصحيفة للسعوديين دون غيرهم قد تؤجج أكثر فأكثر من حجم الغضب الشعبي في الدول الإسلامية جمعاء،إذ أنه وبالرغم من الرسالة "الانتقائية" لدولة دون أخرى ،فإن الصحيفة أكدت في بيان لها نُشر يوم أمس في ساعة متأخرة أنها "لن تعتذر عن عمل تعتبره جزءاً طبيعياً من حرية الإعلام"،مؤكدةً أيضاً أنها لن تقوم بسحب الرسوم المثيرة للجدل.
ووجه كارستن يوستي رئيس تحرير صحيفة "يولانس بوستن" الدنمركية رسالةً لـ"مواطني المملكة العربية السعودية"، أشار فيها إلى أن ثمة "سوء تفاهم" حصل حول "الرسومات للنبي محمد والتي أدت إلى مقاطعة المنتجات الدنمركية في بلدكم". وأشار إلى أن هذه الرسومات نشرت قبل 4 أشهر ضمن حوار دنمركي حول حرية التعبير وهو "حق نعتبره مهم جدا في الدنمرك".
وأضاف بأن هذه النشرة "صورت وكأنها حملة ضد المسلمين في الدنمرك والعالم الإسلامي، وهذا "ما أريد تصحيحه". وأكد بأنه "لم يكن بقصد الصحيفة أن تسيء لأحد في معتقداته الدينية ولكن للأسف هذا ما حدث فعلا. ولكن بدون قصد".
أضاف أيضاً:"قد تأسفنا عدة مرات في الأشهر الماضية في صحيفتنا، في الصحف الأخرى، في التلفزيون، في الراديو، ووسائل الإعلام العالمية.وختم بأنهم في "يولانس بوستن" يشعرون "بالأسف لأن الموضوع قد وصل إلى هذا الحد ولذلك عيد ونقول إنه لم بقصدنا أن نسيء لأحد، ونحن نعتقد مثل باقي المجتمع الدنمركي باحترام حرية الأديان".
وكانت صحيفة "يلاندز بوست" الدنمركية نشرت في 30 سبتمبر/أيلول 12 رسما كاريكاتوريا أثار غضب المسلمين في الدنمرك والخارج خصوصا وان النبي محمد يظهر في واحدة منها معتمرا عمامة على شكل قنبلة. وقامت صحيفة "مغازينات" النرويجية في 10 يناير/كانون الثاني الماضي بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية الـ12 للرسول, بدعوى "حرية التعبير".
وأعرب مجلس الوزراء السعودي في جلسته يوم الاثنين الماضي عن استنكار المملكة لما نشر من رسوم كاريكاتورية مست "ذات الرسول صلى الله عليه وسلم"، معبراً عن استيائة من عدم ملائمة ردود الفعل في الدنمرك مع الاحتجاجات الصادرة من العالم الإسلامي.