أخبار خاصة

سترو يفضل رؤية الوجوه وبلير يعتبره موقفا شخصيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إقرأ أيضا

دعوة سترو لخلع الحجاب تثير الجدل

شرطة بريطانيا... بين الولاء للقسم أو للمعتقد

سترو يدعو إلى إعادة النظر بالنقاب

عادل درويش من لندن : رأى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان موقف النائب جاك سترو وزير الخارجية السابق وزعيم مجلس العموم من النقاب ينحصر في دائرة التعبير الشخصي ، وليس موقفا حكوميا . في وقت تمسك سترو، بموقفه مما ردده بشأن النقاب اليوم قائلا ان ماترتديه اي امرأة، مسلمة او غير مسلمة هو شأنها الخاص، وليس شأن الحكومة، لكنه يفضل رؤية الوجوه عند بحث الأمور الجادة. واضاف سترو ان كل المسلمات المنقبات اللاتي جئن لمقابلته كشفن وجوههن اختياريا وكن مرتاحات لذلك، مضيفا ان الأمر يعود الى أكثر من عام ونصف ، لكن نشره مقالة في الصحيفة المحلية في دائرته في بلاكبيرن، هي الجديد في الأمر.

وكان سترو، الذي يمثل المسلمون 30% من الناخبين في دائرته، نشر مقالة له في الصحيفة المحلية في غرب مقاطعة يوركشير، قال فيها انه يطلب من النساء اللاتي يجئن الى " العيادة الساسية" التفكير في امكانية كشف النقاب عن وجوههن، لأنه يسهل التعامل مع البشر وجها لوجه، وايضا التفكير في المسألة من الناحية الرمزية " كازالة حاجز" بين طوائف المجتمع البريطاني المختلفة لتسهيل الاندماج والتكامل بين الجميع، وشدد على ان الأمر كان اختياريا ولم يجبر احد ابدا على خلع النقاب. و " العيادة السياسية" او weekly surgery هو تقليد متبع لجميع نواب البرلمان، وممثلي المجالس المحلية، حيث يستطيع اي شخص من الدائرة الانتخابية الحضور لمقابلة النائب وكأنه يزور طبيب في عيادته، لبحث اي مشاكل او امور او يطلب من النائب طرح سؤال شفهي او مكتوب في مجلس العموم.

وكرر سترو، والذي تفيد مصادر حزب العمال انه يسعى الى ترشيح نفسه نائبا لزعامة الحزب، وبالتالي يصبح نائبا لرئيس الوزراء بعد اعتزال توني بلير السياسة ،المتوقع في العام القادم، انه شخصيا يفضل عدم رؤية النقاب، لما في ذلك مما يبدو وكأنه تأكيد لعزلة المسلمة عن بقية البريطانيات والبريطانيين.
ويرى ان تعبيرات الوجه دائما ما تعطي اشارة لمن لايعرف الشخص، عما اذا كان صديقا، ام معاديا. وهي في رأيه اتفاق انساني بين البشر في مختلف الثقافات والقوميات، فمهما اختلف اللون او اللغة او الدين او الثقافة، فإن ابتسامة بسيطة او تعبيرات ترحيب عطوفة على الوجه، تعني الصداقة والاطمئنان في اي ثقافة واي لغة.
واضاف، ان فكرة وتقليد العيادة السياسية حيث يلتقي الناخب بممثله وجها لوجه ليحاسب الناخب النائب، يعني بالضبط " وجها لوجه" وليس عبر حاجز.

وكان نشر سترو للمقالة التي التقتطتها وكالات الانباء أثار حملة من الاعتراضات والتصريحات القوية من جانبين مختلفين. فقد اثار محترفو الاعتراض والراديكاليين الاسلاميين حملة تتهم سترو بمحاولة استمالة التيار اليميني من البيض العنصريين، لكن العقلاء، بما فيهم عدد كبير من المسلمين، ومنهم شاهد مالك، نائب دائرة ليدز، رحبوا باثارة هذه الجدل. ولوحظ ان غالبية الذين اتصلوا ببرامج اذاعية وتلفزيونية في محطات مخصصة للمسلمين البريطانين يديرها مذيعون مسلمون ، انقسموا مابين متشددين يتهمون سترو بالتضحية بمصالح المسلمين لارضاء البيض، ولوحظ ان معظمهم من الرجال، وبين مرحبين بتصريحات سترو. اما غالبية الذين رحبوا بتصريحات سترو، وبالجدل، فكن من النساء المسلمات، واثار بعضهن ان القرآن ليس فيه اية واحدة تفرض الحجاب او النقاب، وانما تتحدث عن الاحتشام، وهو امر يختلف من ثقافة لأخرى.

وفي الوقت نفسه قالت مصادر داوننج ستريت ان بلير يعتبر ماقاله سترو ينحصر في دائرة التعبير الشخصي الفردي لنائب في البرلمان في امر يخص دائرته والناخبين فيها، وليس موقفا حكوميا، وهو من التقاليد البريطانية المتفق عليها .وبرر سترو نفسه قرار نشره لمقالة تفصح عما يدور في عيادته السياسة لسنوات، كان خيارا منه بان يفتح باب المناقشة والجدل حول امور قد تراها قطاعات من المجتمع البريطاني غير مريحة، لكن ليس معنى ذلك انه لايجب مناقشتها وعلاجها، مثلما قالت هيزيل بليرز ، الوزيرة بلا حقيبة، ورئيسة مجلس الأدارة التنفيذي لحزب العمال.

واضافت المدام بليرز، في حديثها لـ"بي بي سي"، ان من حق سترو ان يثير الجدل الذي يهم المجتمع، ويجب الا ننسى ان ثلث الذين يمثلهم في دائرته هم من المسلمين، وانها تريد ان تسمع رأي النساء انفسهن في مسألة النقاب وغيرها، مشددة ان حرية اختيار الملابس والمظهر حق يكفله القانون البريطاني.

وكانت بليرز شغلت منصب وكلية وزارة الداخلية السابقة، وقالت ان كثير من النساء المسلمات اللاتي التقت بهن بحكم المنصب، اشتكوا من سيطرة رجال نصبوا انفسهم زعماءا للمسلمين. لكن في الأجواء السائدة، والحساسية المفرطة، التي يبديها من يسمون انفسهم بزعماء لمسلمي بريطانيا، فإن اي امر يتعلق بالمسلمين يصبح فورا خبرا مثيرا صحفيا، وبالتالي يستغله الساسة لتحسين موقفهم الانتخابي حسب نوعية الدوائر الي يمثلونها، سواء التي تخشي من تأثير المهاجرين على الثقافة القومية للبلاد، او التي يقطنها عدد كبير من الناخبين المسلمين، وهؤلاء بدورهم ينقسمون الى مسلمين من شرق اوروبا وتركيا وحوض المتوسط، ثقافتهم تتعامل مع الدين باعتدال، او من شبه القارة الهندية المتزمتين في التزامهم بالاسلام الذي يعتبرونه ثقافة واسلوب معيشة وهوية، تتجاوز دائرة الأيمان وممارسة شعائر الدين .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف