2006عام هجرة القراء إلى سوق الإنترنت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الإعلام الإلكتروني: حين يصبح القارئ صحافيا متنقلا
2006عام هجرة القراء إلى "سوق" الإنترنت
بلقيس دارغوث: أن تقرا ldquo;ldquo;إيلافrdquo;rdquo; يعني أن تبقى متأهبا ومتابعا للتطورات والأخبار المتسارعة التي تدور حولك، أن تكبس "تحديث" أو "ريفرش" يعني نجاح ldquo;إيلافrdquo; في أن تستحوذ على اهتمامك وأن تستحث الترقب داخلك لتعرف ماذا تحمل الدقائق المقبلة.
كانت وسائل الإعلام في السابق تعد بتحديث ومتابعة صباح كل يوم (مطبوعة) ومساء كل يوم (مرئية)، ومع تجربة الفضائيات المتخصصة التي تقدم الخبر عند مطلع كل ساعة، تشكل حراك إعلامي زاخم داخل المجتمع العربي. إلا أن عالم الانترنت، الذي "بهر" الجميع بحجمه اللامتناهي واللا محدود، استطاع ان يثبت نفسه في ظل سنوات قليلة، ليشكل مصدرا جديدا للمعلومة ليس فقط للقارئ بل لأسلافه من وسائل الإعلام، فنجحت الصحافة الالكترونية في أن تجد لنفسها موقعا مهما جدا في خريطة الوسائل الإعلامية وأن تنافس الآخرين باجتذابها القراء الذين باستطاعتهم أن يتصفحوا ما يريدون في الوقت الذي يريدون. ومع كل قارئ جديد ونقرة جديدة نجحت ldquo;إيلافrdquo; أكثر وأكثر في أن تثبت مكانها كنسيج أساسي ضمن الشبكة العنكبوتية، وإستطاعت أن تصبح مصدرا للإعلاميين قبل القراء...فهي ليست مجرد موقع وهي ليست صحيفة بالمعنى التقليدي. ldquo;إيلافrdquo; صحيفة إلكترونية متجددة لا تتحدى الآخرين فحسب، بل هي تتحدى الوقت.
وهي بكل بساطة شبكة مراسلين منتشرين في بقاع العالم، وكالات أنباء تضخ الأخبار مع كل دقيقة، ومطبخ إخباري ترأسه إدارة ارتأت ان المصداقية والحرية والسرعة والتفاعل مع القارئ هو الهدف لا بل هو أنجح السبل.
لم تخلق ldquo;إيلافrdquo; من العدم بل اعتمدت على تراكمات خبرات من تجرأ على طرح فكرة إطلاقها عبر الانترنت ومن ساهم في تأسيسها ومن وضع خطوط عملها، رافعا سقف الحرية فيها لتصبح متنفسا للقارئ العربي الذي يصبح شيئا فشيئا جزءا من الخبر عبر تدخله صوتا وصورة بالمعلومة وأحيانا المساهمة في تقديمها.
فـ"إيلاف" التي كانت مغامرة منذ خمس سنوات أصبحت الآن تجربة رائدة في عالم الصحافة الإلكترونية الذي ما زال يخطو خطواته الأولى.
مستقبل الصحافة الإلكترونية
قد نستعيد السيناريو الذي تم حين ظهرت التلفزيونات ثم الفضائيات والحديث عن تطور وسائل الإتصالات، لكن موضوعنا لن يناقش التاريخ بل المستقبل... فبينما نقف على عتبة حقبة جديدة من وسائل الإعلام تختلف الآراء حول تنبؤ مستقبلها. ldquo;إيلافrdquo; استطلعت عددا من الأسماء اللامعة في صناعة الإعلام وعادت بالتالي:
غسان تويني: رأى النائب ورئيس تحرير صحيفة النهار اللبنانية أن الصحافة الإلكترونية لن تطيح أبدا بالصحافة التقليدية المكتوبة قائلا "هي مجرد أداة، لكنه اعتبر أنها وسيلة ناجحة جدا للتفاعل بين الصحيفة والقراء والتقرب أكثر من رغبة واهتمامات وحتى معلومات الجمهور".
وقال إن الإعلام الإلكتروني يخدم الصحافة المطبوعة وهو تكاملي، معتبرا أن الصحافة المكتوبة ليست في تنافس مع الإعلام الإلكتروني شرط تطبيق المعايير والقواعد المهنية نفسها.
عبد الرحمن الراشد مدير قناة العربية، رأى ان الإعلام الإلكتروني سيأخذ النصيب الأكبر من كعكة وسائل الإعلام معتبرا أن جميع وسائل الإعلام وحتى التلفزيون ستلجأ إلى النشر الإلكتروني بعد سنين قليلة من الآن... والأيام بيننا، على حد تعبيره.
جهاد الخازن رئيس التحرير السابق لصحيفة الحياة اللندنية توقع انتشارا واسعا للصحافة الإلكترونية لكنه رأى أنها لن تحل مكان الصحافة المكتوبة أو تطيح بها، مستشهدا بالتجربة الأوروبية والأميركية في هذا المجال، لكنه شدد في الوقت نفسه على تنامي انتشار الإعلام الإلكتروني.
محمد التونسي، مدير محطة "الإخبارية"، رأى أن تجارب بعض الصحف التقليدية الأجنبية أثبتت حاجتها للتواجد في العالم الإلكتروني وذلك جراء خسارتها بعض قراء النسخة الورقية مقابل نسختها الإلكترونية. وقال التونسي "إن لم تلجأ الصحف والمجلات إلى التقنيات والطروحات الجديدة فهي ستواجه مشكلة من دون أدنى شك".
تركي الدخيل، كاتب وإعلامي سعودي : "لا توجد وسيلة تنهي الأخرى، قد تؤثر عليها ولكن لا تلغيها"، واعتبر الدخيل أن الصحف تبقى وتتطور لأن المهنة بحد ذاتها تتطور سواء تقنيا وتكنولوجيا او عبر التقرب أكثر إلى الجمهور المتلقي ومعرفة ماذا يرد تحديدا وعندها تقابل الصحف فضوله وتثيرها في الوقت نفسه.
إلا أن تقريرا صدر أخيرا في واشنطن بعنوان"The State of the News Media 2006" حالة وسائل الإعلام الإخبارية عام 2006" شارك في إعداده عدد من معاهد ومراكز الأبحاث المعنية بشؤون الإعلام في الولايات المتحدة، اعتبر ان العام 2005 شهد بداية موت الصحافة المكتوبة خصوصا أن الأخبار غير السارة والخاصة بالصحف الكبرى جعلت الكثير من المتابعين يتساءلون إذا كان هذا حال الصحف الكبرى فماذا سيكون حال الصحف الصغرى؟
واستشهد التقرير بقرار صحيفة "نيويورك تايمز" الاستغناء عن 60 من محرريها. وكذلك صحيفة لوس أنجلوس تايمز التي استغنت عن 85 من محرريها، ناهيك بمعاناة مجموعة نايت ريدر الصحافية (التي تنشر أكثر من 30 صحيفة أميركية) ماديا.
واعتبر التقرير أن "هذا القلق لم يقتصر على الصحف بل امتد إلى المجلات الكبرى ( تايم و نيوزويك ويواس نيوز) إذ قررت "تايم" الاستغناء عن 205 من العاملين بها ووعدت بأنها سوف تغير نفسها من شركة "ناشرة لمجلة "إلى "شركة إعلامية متعددة الوسائل" ldquo;multiplatform media company ". وحسب ما تم شرحه في توصيف هذا المفهوم هو أن تقوم "تايم" بتقديم خدماتها الإخبارية في أكثر من شكل ووسيلة ـ مكتوبة ومرئية ومسموعة و .. الكترونية".
الإنترنت وانخفاض توزيع الصحف
وأظهر التقرير أنه مع نهاية شهر أيلول (سبتمبر) 2005 فان توزيع الصحف الأميركية - خلال أيام الأسبوع ويوم الأحد "العدد الأسبوعي"- انخفض بنسبة 3 في المئة من العام السابق. وإن ما بين عامي 1990 و2004 فإن الصحف خسرت نحو 12 في المئة من توزيعها اليومي (7.7 ملايين نسخة) و8 في المئة من توزيعها لعدد الأحد الأسبوعي (4.9 ملايين نسخة).
الصحافة الإلكترونية ... إقتصاديا
ورصد التقرير تنامي موارد الصحف الإلكترونية الأميركية ما يعادل 33% سنويا واعتبر أنه إذا استمرت هذه النسبة كما هي سنويا، فمن المتوقع أن تتساوى مواردها الإلكترونية مع مواردها من النسخة المطبوعة عام 2017.
ميردوخ
وكان الإمبراطور الإعلامي البريطاني روبرت ميردوخ أعلن الشهر الماضي أنه يقف أمام فجر العصر الذهبي للمعلومات لا بل إمبراطورية المعلومات الجديدة، وقال "إن الشركات الاعلامية التي تتوقع من ماضيها المزدهر ان يحميها من التيار الالكتروني الجارف ستندثر وتختفي عما قريب".
واعتبر انه يقرأ المستقبل وينظر إلى الأمام لا الخلف حين يقول "من الصعب لا بل من الخطورة الاستخفاف بالتغيرات الضخمة التي تقودها هذه الثورة التكنولوجية وقدرتها على بناء او تدمير دول بأكملها وليس شركات فقط". وفيما وصف الانترنت بأنها ثاني أهم اختراع في العصر، أكد ان السلطة تنسحب تدريجيا من تحت بساط عتاة "العهد القديم" من الصحافة، وان جيلا جديدا ينشأ ويطالب بالحصول على المعلومة بالوقت الذي يريده وبالشكل الذي يريده...
غيتس
وكان بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت قال في تصريحات سابقة انه "خلال خمس سنوات سيقرأ 40 الى 50% من الناس الصحف على الانترنت" واعتبر ان نوعية المواقع الالكترونية "امر اساسي" بالنسبة الى الصحف.
وقال غيتس "حفاظا على قرائها على الصحف ان تحسن مواقعها الالكترونية" مشيرا الى ان "نوعية الموقع الالكتروني باتت اساسية للمؤسسات الصحافية".
ويلجأ غيتس الى الانترنت للاطلاع على "اكثر من نصف" قراءاته وفي مقدمها "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" و"ذي ايكونومست" كما انه يقرأ جميع الصحف المتعلقة بمجال المعلوماتية على الانترنت. واوضح انه "احيانا يقرأ كتبا على جهاز الكومبيوتر" لكنه اقر بان "الكومبيوتر مناسب اكثر للاطلاع على الموسوعات وادوات التعليم والوثائق المهنية".
وعمدت المؤسسات الإعلامية التقليدية في أوروبا والولايات المتحدة في الفترة الأخيرة إلى رفع مستوى الاستثمار في الانترنت لاستعادة نسبة المشاهدين و"الدولارات" التي هاجرت إلى الشبكة العنكبوتية، إذ أنفق ميردوخ ما يعادل 400 مليون دولار ضمن استراتيجيته الجديدة للاستثمار إعلاميا في الانترنت.
كما أعلنت شركة DMGT "The Daily Mail and General Trust " وهي من أضخم الشركات الإعلامية البريطانية عن استثمار 46.5 مليون جنيه استرليني في سوق الانترنت في خطوة اعتبرتها الشركة وفق البيان الإعلامي الصادر عنها، جزءا من استراتيجيتها المستمرة لدخول أسواق الإعلانات على الانترنت سواء عبر الصحافة أو التوظيف أو العقارات والأسهم.
وتأتي هذه الخطوة غداة صفقة عقدتها DMGT الشهر الماضي بقيمة 106 ملايين جنيه استرليني مع موقع خدماتي على شبكة الانترنت يؤمن معلومات فورية ومحدثة عن مصادر الطاقة.
وفيسابقة من نوعها، اعتبرها البعض رهانا ومقامرة على قدرة المواقع الالكترونية على التفاعل مع المتصفحين، وقعت شركة "ياهو" صفقة مع الفيفا للمشاركة في تغطية أحداث كأس العالم المرتقب، إلكترونيا، لإعادة بث اللقطات صورا ثابتة وفيديو. وأعلنت الشركة في بيان صادر عنها أنها تأمل من هذه الصفقة استقطاب الملايين من سوق الإعلان نظرا إلى التطور التقني في النشر الالكتروني الذي لم يعد يقتصر على الكلمات بل تعداها إلى الصوت والصورة. وتوقعت ياهو مردودا إعلانيا يفوق الصفقة التي قدرها البعض بما لا يقل عن 60 مليون دولار وذلك في فترة المونديال فقط.
وفيما تتوسع سوق الصحافة الالكترونية والاستثمار فيها بخجل وحذر شديدين، تسعى رؤوس الأموال الأجنبية المغامرة والتي انضوت تحت لواء "الجمعية الوطنية إلى رأس المال المغامر" بالتوجه نحو مغامرة إلكترونية جديدة تفتح آفاق تبادل المعلومات من باب اكثر اتساعا من الإعلام الذي نعهده، حيث تؤمن وسائل الاتصالات الحديثة من تلفونات مجهزة بكاميرات والكاميرات الرقمية لنشر صور ومعلومات يتشارك بكتابتها الصحافيون مع القراء مع المدونين "bloggers" مع القيمين على الموقع لتأمين مادة إعلامية كاملة مع صورها تنافس المعلومة التي تؤمنها الوسائل الإعلامية التقليدية ليصبح القارئ المعتاد صحافيا متنقلا!!