صدام: لم نقطع رؤوس العراقيين كما يجري الان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الاستماع لمصاب بالكيمياوي ومحامون ومتهمون يشككون
صدام: لم نقطع رؤوس العراقيين كما يجري الان
بدء الجلسة الثامنة لمحاكمة صدام في قضية
مرصد: 109 صحافيا معتقلون في العراق
القائمة العراقية : حملة اغتيالات تستهدف رموزنا
كما شكك في اقوال المشتكي حين اشار الى ان القنابل الكيمياوية سقطت على بعد مترين منه فقتل اخرون ولم يقتل هو .. وطلب عدم قبول اقواله لان القانون العراقي يعتبره ليس عراقيا لانه اكتسب جنسية اجنبية هي الهولندية . وسال عن سبب وجود اطفال ونساء في مناطق عسكرية ردا على قوله انه شاهد جثث نساء واطفال حرقوا بالاسلحة الكيمياوية العراقية .
وشكك محامي المتهمين بديع عارف بصحة اقوال المشتكي مبينا ان من يقدم جواز سفر مزور فان اقواله مزورة ايضا طالبا تحريك دعوى قضائية ضده لتزويره الجواز ودخوله العراق من دون تاشيرة طالبا اعتبار جميع اقواله باطلة . وجادل المحامي في قول المتهم ان الجيش العراقي ضرب القرى الكردية بغاز الخردل متسائلا كيف عرف ان السلاح كان بالخردل وليس بالكيمياوي فاوضح المتهم انه من خلال مواجهاته ضد الجيش العراقي اصبح يعرف نوع السلاح المستخدم .
كما فند اقوال المشتكي ايضا وزير الدفاع السابق سلطان هاشم موضحا ان مناطق اشار اليها بان الطائرت العراقية قد ضربتها بالاسلحة الكيمياوية مشيرا الى ان هذه المناطق كانت ساقطة بيد القوات الايرانية في حينها . اضافة لذلك شكك بها رئيس جهاز الاستخبارات السابق صابر الدوري الذي اشار ايضا الى ان عددا من شهود الدفاع عنه قد اغتيلوا فيما هرب اخرون الى خارج العراق (وهنا اغلق القاضي جميع الميكروفونات داخل قاعة المحكمة). ومن جهته اكد علي حسن المجيد وزير دفاع سابق ان ايران هي التي ضربت القرى الكردية بالكيمياوي ولذلك لم تمنحه تقارير طبية عن اصابته .
وبعد ذلك طلب رئيس هيئة الادعاء العام جعفر الموسوي من المحكمة تشكيل لجنة في وزارة الصحة العراقية لفحص المشتكين السابقين واللاحقين الذين لم يتمكنوا من جلب تقارير عن اصاباتهم وضمها الى اضبارة القضية .. ودعا الى انتداب خبراء لترجمة التقارير الطبية الصادرة عن مستشفيات اجنبية اضافة الى مفاتحة محكمة لاهاي لارسال نسخة من تقرير حكمها على المتهم النمساوي .
المشتكية الثانية في جلسة اليوم
وافادت المشتكية الثانية في جلسة اليوم وهي امراة مسنة بان القوات العراقية نقلتها وعوائل اخرى كانت تسكن منطقة دوكان الى معتقل نقرة السلمان الصحراوي مطلع عام 1988 حيث توفي هناك عدد من افراد عائلتها . واشارت الى ان احد ضباط المعتقل كان يستخدم ابنها يوميا لخدمته مقابل قطعة خبز واحدة . ثم تم فصل الشباب عن بقية المعتقلين وكان الضباط يمارسون التعذيب ضدهم .. وبعد اشهر نقل جميع المعتقلين في باصات الى مدينة السماوة ومنها الى السليمانية ثم الى دوكان مناطق سكنهم الاصلية . وقدمت شكوى ضد صدام حسين وتعويضا عن هدم منزلها .
المشتكي الاول
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم وهو العشرين منذ بدء محكمة الانفال في الحادي والعشرين من الشهر الماضي واسمه كروان عبد الله توفيق (مواليد 1960) متقاعد ويسكن مدينة السليمانية الشمالية انه في اواخر عام 1987 بدا هجوم واسع للقوات العراقية بمختلف الاسلحة واستمر لاربعة اشهر وكنا في مدينة حلبجة لكنا انسحبنا منها حفاظا على حياة المواطنين . وفي 22 اذار عام 1988 قامت الطائرات العراقية بقصف عدد من القرى بالاسلحة الكيمياوية مما ادى الى استشهاد كثيرين بينهم مقاتلين في البيشمركة واطفال ونساء اضافة الى اشلاء بشرية متناثرة .
واوضح انه كان ينتمي لتنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني فالتحق باحد قواعده هناك ثم بدات تظهر عليه اثار الغازات الكيمياوية السامة ثم فقد وعيه وتم نقله الى مستشفى الامام الخميني في مدينة اصفهان الايرانية للعلاج من اصابات خطيرة في عينيه لمدة ستة اشهر موضحا انه كان هناك 90 مصابا اخرين توفي 20 منهم . واشار الى انه غادر الى هولندا بعد ذلك لمواصلة العلاج فحصل على اللجوء السياسي بعد ان انتحل اسما اخر وقدم جواز سفر مزور فيها موضحا ان الاطباء في هولندا زودوه بتقارير عن عدم امكانية علاجه من الاصابة بالاسلحة الكيمياوية وقدم نسخا منها الى المحكمة مؤكدا انه مازال يعاني من اصاباته .
واضاف انه اشتكى في هولندا على شخص نمساوي زود النظام العراقي السابق بمئات الاطنان من الاسلحة الكيمياوية وقد اصدرت محكمة لاهاي حكما ضده بالسجن لمدة 15 عاما العام الماضي وهو مايؤكد استخدام النظام لهذه الاسلحة . وطلب تعويضا عما اصابه من اضرار لدفع نفقات علاجه الذي جرى له في روسيا واسبانيا والمانيا وقدم شكوى ضد صدام حسين وعلي حسن المجيد وضد كل من ساهم في عملية الانفال ضد الاكراد .
جدل حول قول القاضي لصدام "انت لست دكتاتورا"
وقد تميزت الجلسة السابعة من المحاكمة الخميس الماضي بتطور مثير كانت له ردود فعل واسعة خلال مناقشة الرئيس السابق للمشتكي الاول في الجلسة عبد الله محمد حسين الذي قال انه قابل صدام في مكتبه طالبا اطلاق سراح افراد عائلته المقبوض عليهم لكنه طرده غاضبا .. فسال صدام المشتكي قائلا "كيف قابلت صدام حسين وهو دكتاتور ومعاد للشعب الكردي كما تقولون؟ ".. لكن القاضي العامري رد عليه قائلا " انت لم تكن دكتاتورا .. المحيطون بك هم الذين يصنعون الدكتاتور" .. فرد صدام قائلا "اشكرك".
واثارت عبارات القاضي ردود شعبية وسياسية ومرجعية غاضبة خاصة بين الاكراد الامر الذي دفع القاضي رائد جوحي رئيس هيئة تحقيق المحكمة الجنائية العليا العراقية الخاصة بمحاكمة صدام حسين وأركان نظامه الى عقد مؤتمر صحافي قال فيه ان وصف قاضي محكمة الانفال ل صدام حسين بانه ليس دكتاتورا هو "سقطة كلام" لن يؤثر على السير القضائي المرموق للمحاكمة. وقد الح الصحافيون على جوحي بضرورة ابداء رايه بكلام العامري لصدام وعما اذا كان هذا يمثل انحيازا لصالح المتهم فقال ان المحاكمة تسير بشكل قانوني والقاضي حريص على عدم السماح بما يخل في مجرياتها التي تخرجها عن الاجراءات المطلوبة والتركيز على الشهادات والادلة والوثائق وفرض النظام داخل قاعة المحكمة .
واوضح ان القاضي انسان وان تركيز الاعلام على كلامه لصدام وحده واغفال الاشارة الى المستوى القضائي المرموق الي يسير به المحاكمة امر غير منصف . وقال ان سقوط كلمة من القاضي وتركيز التغطية الصحافية عليها امر غير محايد اعلاميا . وشدد على اهمية تحلي القاضي بالحيادية واهمال الكلام غير القانوني الذي لايؤثر على سير المحاكمة . واوضح ان القضاء الناجح والعادل يقوم على الدليل "وكل قاضي بما فيهم انا وعندما يجلس على منصة القضاء اذا وجد شكا في نفسه انه لن يكون عادلا في القضية التي ينظر فيها او انه سيصدر احكاما مسبقة فانه لايصلح ان يكون قاضيا".
وكان المشتكي الاول وهو عبد الله محمد حسين (مواليد 1949) ويعمل فلاحا قال انه من سكنة سيدا الشمالية عندما بدات الطائرات العراقية مطلع عام 1988 تقصف قريته التي هرب اهلها الى الكهوف ثم حاصرتها قوات الجيش من ثلاث جهات وقامت بالهجوم عليها وجمعت النساء والاطفال في مسجدها وقامت الاليات العسكرية بهدمها ثم اخذوا السكان بشاحنات عسكرية الى محتجز في مدينة اربيل . واشار الى من بين الهاربين كانت عائلته وبينهم زوجته واطفاله .
واشار الى انه بعد ستة اشهر من هذه الاحداث سمع ان عفوا رسميا اصدره صدام حسين عن الاكراد طالبا منهم العودة الى قراهم فعاد هو وسلم نفسه فارسل الى معسكر للجيش العراقي للتدريب لانه كان متخلفا عن اداء الخدمة العسكرية وبعد 40 يوما نسب للخدمة في معسكر بمحافظة العمارة الجنوبية. واشار الى انه علم من والدته المسنة التي اطلق سراحها انهم اخذوا الى نقرة السلمان الصحراوية وكانت اوضاعهم سيئة جدا ويموت يوميا عشرة منهم يدفنون في الرمال لكن الكلاب كانت تستخرج جثثهم وتلتهمها .
واكد انه لايعرف شيئا عن افراد عائلته منذ ذلك الوقت عندما رحلوا الى الصحراء وهم مسجلون حاليا في عداد مفقودي الانفال . لكنه اشار الى انه عندما كان في معسكر العمارة ذهب الى ديوان رئاسة الجمهورية في بغداد وقدم شكوى عن فقدان عائلته وعدد افرادها ثمانية فابلغوه بعد ثلاثة ايام ان موعدا حدد له مع صدام حسين وفعلا قابله وساله ماهي مشكلته فاجابه بان عائلته معتقلة ملتمسا اطلاق سراحهم .. فساله صام اين تم القاء القبض عليهم فاخبره في قريتهم لكنه طلب منه السكوت وقال له " لاتتحدث عن ذلك لان عائلتك فقدت في حملة الانفال" . واضاف انه لم يشعر بالخجل لحظتها فقال لصدام "عندما انزل الله اية الانقال على النبي محمد .. هل كانت عن الكفار ام عن المسلمين" فصرخ به "اسكت ولاتتكلم .. اخرج الى الخارج" فادى التحية العسكرية له وغادر .
وقد بدأت المحكمة اليوم بالاستماع الى مشتكين جدد فيما ينتظر ان يمثل امامها المزيد من المشتكين والشهود خلال الجلسات المقبلة بينهم مسؤولين رسميون اكراد في الحكومة العراقية الحالية اضافة الى عرض كميات ضخمة من الوثائق عليها . وكان الرئيس العراقي جلال طالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري وهما كرديان قد ابديا في وقت سابق استعداهما للادلاء بشهادتيهما في قضية الانفال .
وكان القاضي جوحي اشار في وقت سابق الى إن المحكمة قدمت للهيئة الثانية التي تنظر في قضية الانفال قائمة تضم اسماء 1000 من المشتكين والشهود وسيكون عليها أن تقرر العدد الذي يدلى بإقواله في القضية التي وصفها بالشائكة موضحا انها ستأخذ وقتا طويلا
المتهمون والتهم
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يواصل قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقررأن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل .
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".