توقعات غربية متجهمة للبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أخطار اغتيالات وأعمال عنف وعمليات ل"القاعدة"
توقعات غربية متجهمة لمستقبل لبنان
إيلي الحاج من بيروت: عندما يتعلق الأمر بلبنان تغلب الشكوك وتعابير الحذر الشديد في التوقعات والتحليلات الغربية هذه الأيام.في الرؤية من واشنطن، ها هي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تصف وضع البلد المجرّح بآثار الحروب المضنية وتجاذبات الداخل والخارج بأنه "وضع دقيق"، ولا تستبعد حصول محاولات اغتيال "ضد رموز ١٤ آذار/ مارس والقوى المعتدلة"، لتستنتج أن "لا بد من السير قدما في التحقيق" الذي يتولاه رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، القاضي الألماني سيرج براميرتز، ولتأمل أن ينهي الرجل مهمته قبل أن تنتهي السنة. والأرجح أنها تقصد "تحييد سورية عن مشاكل لبنان"، بدليل قولها في ما بعد أن "من الضروري مواجهة واقع استخدام" حزب الله " أسلحة ايرانية متطورة ب "تحييد الخطر الايراني"، مشيرة الى سلسلة من الحلقات المركزية يجب العمل على تنفيذها، تبدأ بايجاد "بيئة مختلفة لا تستطيع فيها ايران التسبب بأي مشاكل، ثم تعبئة الدول المجاورة المتضررة من النفوذ الايراني"، مشددة على "أهمية دعم الحكومات التي تتجه بلدانها نحو الديمقراطية مثل رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي وفؤاد السنيورة في لبنان ومحمود عباس في الأراضي الفلسطينية".
أما رئيس أجهزة الاستخبارات الاميركية جون نغروبونتي فيقول ان الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد احتمال توسيع تنظيم "القاعدة" أنشطته لتصل الى لبنان، مستغلة الصراع هناك. وأضاف ان مثل هذه الخطوة والتي حث عليها علانية بالفعل زعماء" القاعدة "لا يمكن استبعادها رغم الهوة بين تنظيم "القاعدة" السني و"حزب الله " الشيعي . ولم يغفل نغروبونتي الإشارة إلى "بعض الأدلة على نشاط القاعدة في لبنان، وتركيز هذا التنظيم الضوء على الصراع في لبنان في رسائله الى أنصاره وإقدام أحد قادته البارزين أيمن الظواهري هذا الشهر على حضهم لقتال قوات الأمم المتحدة هناك بوصفها عدوا للاسلام".
ومن أنقرة لا يرى مصدر دبلوماسي تركي ان مهمة القوة الدولية في لبنان واضحة، ويصف الوضع في هذا البلد بأنه" خطر جدا وقد يضطرب في أي لحظة". لكنه يتوقع ان يمر لبنان بمرحلة هدوء "لأن "حزب الله" يحتاج اليها لاعادة البناء واستجماع قوته رغم انه نجح في الصمود". ويضيف ان" الوظيفة الأهم لقوة السلام الدولية هي منع وصول السلاح الى حزب الله، وهذا قد يخلق اشكالات، لكن اذا أراد حزب الله يوما اخراج القوة الدولية من جنوب لبنان فسيفعل ما فعله عام ١٩٨٣وعام ١٩٨٤ ضد المارينز الاميركيين والفرنسيين. لا أحد يعرف ما الذي سيحدث مستقبلا".
وترى مصادر دبلوماسية اوروبية ان "المنطقة برمتها دخلت منعطفات جديدة بعد حرب لبنان . ولا يمكن تصور أن المرحلة المقبلة ستكون محصورة بعقوبات على ايران واستمرار اغلاق الأبواب في وجه سورية واستمرار الضغط على حزب الله وحركة حماس، والتلويح بملف اغتيال الحريري. من دون أي رد فعل مقابل. فهذه ملفات من شأنها اغراق المنطقة في شد حبال جديد سيؤدي حتما الى تدهور أمني وأعمال عنف، ولبنان قد يكون في مقدم الضحايا".
لهذا كله "يبدو لبنان مقياسا لتحولات كثيرة مقبلة، وهو ما يدفع بعض المسؤولين الفرنسيين والعرب الى الحديث عن أشهر ثلاثة حاسمة، ذلك ان جزءا كبيرا من الملفات الآنفة الذكر مرشح للحسم او لتطورات مهمة في هذه الفترة. ولا يمكن فهم تصريحات السيد حسن نصرالله والردود السريعة والمناهضة ضدها سوى من منظور التجاذبات الكبيرة في المنطقة. وذوو الخبرة في تاريخ الصراعات اللبنانية ينصحون بالعودة الى لغة الحوار ، ذلك ان ما يرتسم منذ أيام على خط الخصومات الداخلية يكاد يذكر بما شهده لبنان في فترات حروبه المتقطعة، وينذر ربما بتجدد بعضها وان كان الجميع يحرصون على القول ان الحروب الداخلية لن تتكرر. فاستمرار انسداد الأفق ينذر عادة بعودة لغة التفجيرات".