الاستخبارات الباكستانية متهمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما يحاول مشرف تنمية علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل:
الاستخبارات الباكستانية في قفص الاتهام بدعم طالبان
مشرف في السعودية للمشاركة في الحل الشامل
مشرف يكمل جولته الشرق اوسطية ويلتقي مبارك اليوم
ديفيد ريتشاردز للغارديان: بامكاننا الفوز على طالبان
علي الحسن من الرياض: فيما يبدأ رئيس الوزراء الباكستاني برويز مشرّف جولته العربية، التي تحدثت مصادر متفرقة عن كونها خطوة أولى في طريق إنماء علاقات سياسية مع إسرائيل، فإن أحد أقوى أجهزة حكمه، ألا وهو جهاز الاستخبارات القوي داخل البلاد، يواجه اتهاما بتشجيع صعود حركة طالبان التي أسقطتها القوات الأميركية في سياق البحث عن بن لادن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ولكن هل تروج الاستخبارات الباكستانية لتمرد إسلاميّ فعلا ً كما تقول الاتهامات الغربية؟ سؤال بارز يطرح نفسه على خلفية الانتشار المفاجئ لعناصر من حركة طالبان على الحدود الباكستانية - الأفغانية، إذ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن دبلوماسيين غربيين ومعارضين باكستانيين اليوم ان اجهزة الاستخبارات الباكستانية تشجع صعود حركة طالبان مجددا في أفغانستان.وأكدت الصحيفة أن تشجيع الاستخبارات العسكرية نابع ليس فقط من اعتبارات دينية فقط، بل من الرغبة في حماية المنطقة الغربية الضعيفة في باكستان. وترفض الحكومة الباكستانية الاتهام المبطن الذي يحمله التساؤل، وتصر على التزامها التام بمساعدة الاميركيين وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتغلب على مقاتلي حركة طالبان الذين تم اقصاؤهم من السلطة في أفغانستان في العام 2001.
وتشير الصحيفة إلى أن عشرات المقابلات التي أجرتها على جانبي الحدود تدفع إلى الاعتقاد بأن مدينة كويتا تشكل قاعدة مهمة لطالبان وبان السلطات الباكستانية تشجع المتمردين. كما تقول إن معظم الباكستانيين كانوا خائفين من ان تصل تصريحاتهم الى الإستخبارات الباكستانية، وبالتالي طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، وكانت تصريحاتهم شديدة الحذر.
ويكشف احد قياديي طالبان السابقين لـ"نيويورك تايمز" ان الاستخبارات الباكستانية سجنته لانه رفض التوجه للقتال في افغانستان،موضحا ان السلطات الباكستانية بررت اعتقاله بالقول إنه جزء من مكافحة عناصر طالبان في باكستان، فيما يقول دبلوماسي غربي في كابول إن "الباكستانيين يدعمون فعلا حركة طالبان". يذكر ان اعضاء سابقين في ميليشيا الحركة الإسلامية اعتقلوا او قتلوا بسبب رفضهم بسبب رفضهم استئناف نشاطاتهم داخل طالبان، حسبما اضافت الصحيفة.
يقول دبلوماسيون في كلا البلدين وشخصيات معارضة باكستانية ان وكالة الاستخبارات الباكستانية - وتحديدا الاستخبارات الداخلية والعكسرية - تدعم عودة حركة طالبان، ويحفزها على ذلك ليس فقط الحماسة الإسلاماية، إنما ايضا النظرة القديمة بأن حركات الجهاد تتيح لهم الاستئثار بسلطة اكبر على الخاصرة الغربية الضعيفة لباكستان.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز التي قابلت بعض الدبلوماسيين الغربيين ومسؤولين اميركيين وسكان محليين في مناطق باكستانية إلى انه يتم تقديم الدلائل حول هذه المسالة بهمس حذر. ففي الجامعة الاسلامية - وهي مدرسة دينية في كويتا، يظهر بشكل واضح المتعاطفون مع طالبان، ويقول سكان المنطقة بأن التلامذة يتأثرون بتعاليم أساتذتهم الذين يشجعون على العمليات الانتحارية في افغانستان,
وتقول عوائل ثلاثة تلاميذ فجروا انفسهم في أفغانستان بانها تخشى الحديث عن مقتل ابنائهم بسبب الضغوطات التي تمارسها عناصر الاستخبارات الباكستانية. ويقول مقيمون في المنطقة ان عشرات العائلات فقدت أبناءها في أفغانستان كمقاتلين وانتحاريين.
من جانبه، أعلن المستشار السابق لعدد من رؤساء الوزارة الباكستانيين ومؤلف كتاب يتحدث عن العلاقات بين الإسلاميين والسلطات الباكستانية حسين حقاني في اتصال هاتفي من واشنطن، قال ان السلطات العسكرية والاستخباراتية الباكستانية وظفت لعقود سابقة الأحزاب الدينية كآدوات ملائمة للإبقاء على المعارضة السياسية المحلية وللمغامرة بها في السياسة الخارجية.
أضاف حقاني إن الاحزاب الدينية وظفت المجاهدين في كشمير وافغانستان منذ الثمانينات، حين كانت وكالات الاستخبارات الباكستانية تقود المقاومة عبر المجاهدين والأموال المحولة اليهم من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لمقاتلة الاتحاد السوفياتي في افغانستان. في المقابل، كانت وكالات الاستخبارات تتلاعب بالاصوات لصالح الأحزاب الدينية وتتيح لهم حرية التحرك للمساعدة في كشمير وأفغانستان.
كانت الاحزاب الدينية تزودهم بالأشخاص والتغطية وقال حقاني ان وكالة الاستخبارات الداخلية كان لديها مرة جناح كامل مكرس لتدريب الجهاديين, اليوم تملك ما يكفي من الأشخاص ليقوموا بالتدريبات بأنفسهم لكن وكالة الاستخبارات الداخلية راقبت الاتصالات الهاتفية وحركة الأشخاص ومن شبه المستحيل لاي حزب ديني ان يقيم مخيم للتدريب من دون علمها.
وفي اعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة، تعهد الرئيس بيريز مشرف تحت ضغط أميركي كبير بالمساعدة على استئصال التطرف الغسلامي، كونه رئيس البلاد ورئيس السلطات العسكرية، منحه سلطة وسيطرة اكبر على وكالات الاستخبارات من سلفه رئيس الوزراء المدني. لكن وفقا للعديد من المحللين، فان قيادات في الاستخبارات الباكستانية يعتقدون بانه من الأفضل ان يباشروا بالتجهيز لليوم الذي تغادر فيه القوات الأجنبية أفغانستان.
ويعول مشرف على حزب جامعة علماء الاسلام التي تسيطر على ولاية بالوشيستان كشريك مهم في البرلمانات المحلية وفي المنطقة. وقد وجهت قوات حلف شمال الأطلسي والدبلوماسين الغربيين في افغانستان انتقادات كثيرة للسلطات الباكستانية لسماحها لقادة طالبان وعناصر من الحركة في شن العمليات من بلدهم. مع ذلك تصر السلطات الباكستانية على ان القيادات في حركة طالبان لا تتمكز في كويتا. وقال وزير المعلومات والاعلام طارق عزيم خان صرح "ان وجد طالبان في كويتا فعددهم قليل ويمكنك عدهم على الأصابع (عددهم لا يتخطى أصابع اليد).
ويلاحظ دبلوماسيون في الغرب وقادة اميركيون انه بعد الضغط على باكستان، تعاونت. الا ان ذلك يعزز النظرية القائلة بان وكالات الاستخبارات الباكستانية على اتطلاع أوسع على ما يدور في حركة طالبان اكثر مما تسمح الدولة بالاعلان عنه. واستشهد قائد عسكري اميركي في افغانستان بمقتل قائد بارز في طالبان اسمه الملا اخطر محمد عصماني في التاسع عشر من شهر ديسمبر (كانون الاول) 2006 بعد ان تعاونت باكستان في تعقبه.
في الوقت ذاته، تنشب نوع من الحرب القذرة بين وكالات الاستخبارات الأفغانية والباكستانية. واعلن مسؤول بارز في الاستخبارات الأفغانية أن أحد المخبرين في باكتسان قتل مؤخرا وتم تقطيعه ورميه في بيشاور(منطقة حدودية) .
الاستخبارات الأفغانية اعتقلت ايضا مرخرا جينيرالين افغانيين احدهما متقاعد تم اتهامهم بالتجسس لصالح باكستان اضافة الى باكستاني يشبته بأنه من عناصر الاستخبارات.