أخبار خاصة

إنتخابات نقابة الصحافيين بمصر... معركة تحسمها السياسة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بأحكام قضائية... زيادة عدد الطامحين لمنصب النقيب إلى 7
إنتخابات نقابة الصحافيين بمصر... معركة تحسمها السياسة

5 مرشحين لنقيب صحافيي مصر و81 للمجلس نبيل شرف الدين من القاهرة: بدت أجواء انتخابات نقابة الصحافيين في مصر مرآة صادقة، تعكس عمق حالة الاستقطاب الحادة التي يشهدها الشارع السياسي المصري بين جانبين: حكومي ومعارض يسعى كل منهما إلى "شيطنة" الآخر والنيل منه بكل وسيلة ممكنة، بينما تراجعت بوضوح العوامل المهنية، وذلك على الرغم من أن كلا الطرفين يرفعان راية استقلالية المهنة والسعي نحو الارتقاء بها ـ بعد اعتراف متأخر كالعادة ـ بتراجعها، وربما انزلاقها إلى دروب وعرة وملاسنات، تستلهم روح "الردح"، الذي تحول من طقس شعبي في حواري القاهرة إلى منهج تدار به المعارك والخلافات العامة، في كثير من الأحوال والمواقف .

ولعل جولة واحدة هذه الأيام في مقر النقابة الأنيق وسط القاهرة تكفي لرؤية مسرح سياسي مثير، وقد تحولت معه النقابة (المبنى والمعنى) إلى ساحة لتبادل الاتهامات، وإطلاق الشائعات وتوزيع المنشورات وصناعة المؤامرات، ولم ينسَ كل فريق منهما اللجوء إلى "الاستقواء بالخارج" أي خارج أطر المهنة وقواعدها وأوراقها، فالمحسوبون على "الموالاة" ـ إن كان ذلك حقيقة أو ادعاء ـ يجتهدون في حشد الدعم الحكومي، والحصول على أكبر قدر من الرشاوى الانتخابية المسماة ـ تأدبًا ـ بالوعود والمزايا الخاصة، وصولاً إلى الاستفادة من آليات السلطة على طريقة "سيف المعز وذهبه" .

معارضون وحكوميون
في الجانب الآخر من هذا المشهد الانتخابي المفعم بالدلالات والاحتقانات والتشنجات، يقف "صقور المعارضة"، وقد أشهروا كل ما حباهم الله به من قوة ومن رباط الخيل في وجوه كل من ليس معهم تمامًا، ولا يكفي أن يتحاشى المرء معاداتهم حتى يدعوه وحال سبيله لكنهم لا يقبلون بغير التبعية ـ التي طالما تشدقوا بمقاومتها ورفضها ـ لكن يبدو أنه حينما تكون تلك التبعية لهم، ولقناعاتهم وأفكارهم ومصالحهم، تنقلب المعايير، وتختل الموازين .

مجلس نقابة الصحافيين المنتهية ولايته، هو كلمة السر في المعركة المحتدمة حاليًا، فقد وجه فريق محسوب على النظام بدرجة أو أخرى، حزمة اتهامات لهذا المجلس وتركيبته بأنها نتيجة تنسيق ناصري ـ إخواني في انتخابات 2003 دعم التواجد القوى لكل من التيارين في مقاعد المجلس، وبالتالي جرت عملية "اختطاف" للنقابة من قبل تلك التيارات السياسية الراديكالية .

غير أن أعضاء في هذا المجلس المنهية ولايته ـ ومنهم إبراهيم منصور وجمال فهمي ويحيى قلاش ـ يرون أنه ليست هناك مشكلة في نجاح مرشحين محسوبين على المعارضة، سواء على مقعد النقيب أو على ضمن أعضاء المجلس، مؤكدين أن أعضاء المجلس المحسوبين على تيارات بعينها ليسوا أعضاء قياديين في هذه الأحزاب ولا توجد علاقة تنظيمية بينهم وبين حزبهم السياسي الذين ينتمون إليه .

أحكام قضائية
أما الجديد على صعيد المعركة الانتخابية الشرسة، فقد نظرت محكمة القضاء الإداري في مصر أربعة عشر طعناً، تتعلق جميعها بانتخابات نقابة الصحافيين، وقد فصلت المحكمة في ستة طعون منها وقضت فيهم لصالح الصحافيين الذين أقاموا تلك الدعاوى القضائية العاجلة .

ووفقا لتلك الأحكام القضائية الأخيرة فأنه سيزيد عدد المرشحين على منصب النقيب إلى سبعة مرشحين بإضافه كل من فايز زايد ويسرية ناصر الحاصلين على أحكام بإدراج اسمائهم في كشف المرشحين لمنصب النقيب .

ووفقًا للأحكام القضائية أيضًا، يزيد عدد المرشحين لعضوية مجلس النقابة إلى 79 مرشحًا بعد إضافه أحمد عز الدين، وخليل فتحي سيد، كما يزداد عدد أعضاء الجمعية العمومية إلى 4994 عضوًا بالنقابة، بعد إضافة أسماء خمسة آخرين حصلوا على أحكام بإدراج اسمائهم بجدول الناخبين وبعضهم بإدارجهم بكشوف المرشحين .

هذا ومن المقرر أن تجرى انتخابات نقابة الصحافيين بمصر يوم السبت المقبل، الموافق 17 تشرين الثاني (نوفمبر)، في 20 لجنة بمقر النقابة العامة بالقاهرة، إضافة إلى لجنة واحدة بالنقابة الفرعية بمدينة الإسكندرية شمال مصر، وسوف يتولى 21 عضوًا من الهيئات القضائية الإشراف على اللجان الانتخابية وعمليات الفرز، وإعلان النتائج .

ضجيج بلا طحن
وينشط المرشحون لخوض تلك الانتخابات في تكثيف دعاياتهم بأساليب شتى، تنوعت ما بين الجولات المكوكية داخل مقار الصحف وأوساط تجمعاتهم، وتوزيع البرامج وتعليق اللافتات ورفع الشعارات ورسائل الهاتف النقال والبريد الإلكتروني، وتركزت معظمها على الارتقاء بالمهنة، على الصعيدين الخدمي والنقابي، والمطالبة برفع سقف الحريات وتنقية التشريعات المنظمة للمهنة .

وتضمن التقرير الأول للجنة مراقبة انتخابات نقابة الصحافيين المصريين، وهي اللجنة التي سبق وأعلن عن تشكيلها مستهل الشهر الحالي، وتضم أربع منظمات حقوقية وهي: (المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، ومركز صحافيون متحدون، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، ومركز هشام مبارك) وجاء هذا التقرير نتيجة رصدها للعملية الانتخابية، ويتناول مرحلة الترشيح، وتعتزم اللجنة إصدار تقارير مرحلية أثناء كل مرحلة من مراحل العملية الانتخابية ترصد به أداء أطراف العملية الانتخابية المختلفة،كذلك إصدار بيانات خاصة ببعض المواقف .

وقالت اللجنة في تقريرها إنه "على الرغم من السخونة الشديدة التي تشهدها تلك الانتخابات ما بين محاولات محمومة من قبل عدد من المرشحين لعقد التحالفات الانتخابية وبين انشغال المرشحين بعقد لقاءات انتخابية مع أعضاء الجمعية العمومية، وتورط البعض في حروب كلاميه أبرزها في معركة النقيب، غير أن هذه السخونة لم تتجاوز صفحات الجرائد ومواقع الانترنت .

وأخيراً فقد رأى معدو التقرير أن هذه السخونة "زائفة"، وأن الأمر سينعكس بلا شك على مشاركة آلاف الصحافيين في الانتخابات القادمة، وأضاف "حتى الآن قام المرشحون باستخدام كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة من أجل تسخين المعركة وتصويرها على أنها معركة مصيرية للنقابة فكان الضجيج"، واختتم قائلاً إن "الموقف يشير إلى سخونة عالية على صفحات الجرائد وهدوء نسبي بين صفوف الصحافيين، فكان الضجيج بلا طحن"، وفق التعبير الذي استخدمه معدو التقرير .
Nabil@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف