ملوك السعودية لن يقوموا بحملات إنتخابية

حقا الترشيح والترجيح مغلقان داخل إطار الأسرة الحاكمة
ملوك المستقبل في السعودية لن يقوموا بأي حملات إنتخابية

إجتماع مجلس العائلة السعودية وهيئة البيعة سلطان القحطاني من الرياض: من المستبعد أن يقوم ملوك المستقبل في السعودية، وهم أعضاء هيئة البيعة الذين يحق لهم الترشح لتولي الحكم، بأي حملات إنتخابية لترجيح كفتهم أمام منافسيهم على الطريقة الغربية، وذلك لأن حقا الترشيح والترجيح مغلقان داخل إطار الأسرة الحاكمة المقدر عددها بالآلاف تحت رئاسة الكبير سناً الأمير مشعل بن عبد العزيز. وحسب مصادر "إيلاف" المطلعة فإن الإجتماع الذي إستمر زهاء الساعتين وتم فيه تسمية الأعضاء المرشحين لعضوية هيئة البيعة لم يحضرهخمسة من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود الأحياء، وهم الأمراء بندر ومساعد ونواف، الذين أنابوا أبناءهم لعضوية الهيئة، و والأمير هذلول ، الذي إحتفظ بحقه في العضوية، وذلك بسبب أوضاعهم الصحيّة. كما أن الأمير سطام تغيب بسبب قضائه إجازة خاصة خارج البلاد.

وتم في ذلك الاجتماع تداول أسماء المرشحين لعضوية هذه الهيئة التي تكفل انتقال الحكم داخل الأسرة الحاكمة، وكلما تم ترشيح أسم أحد الأمراء كان ذلك يثبت خطياً ويرفع لعاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحب هذه الفكرة التي أراد بها حماية أسرته من صراعات المستقبل على كرسي الحكم. ومن المقرر أن تعقد الهيئة وأعضاءها الجدد المثبتون حالياً اجتماعات متوالية لوضع تفاصيل اللوائح الداخلية.

الأمراء خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين لهم ولا يزال هنالك مقعدٌ خال ٍ في هيئة البيعة؛ وهو المقعد المخصص للراحل الأمير حمود بن عبد العزيز الذي لم ينجب ذكوراً بل ابنة وحيدة هي الأميرة غادة. ونظراً لأن المرأة لا يسمح لها بالترشح لنيل هذه العضوية الملكية، فقد سقط أسمه وذريته من قائمة عضوية مجلس البيعة إلى الأبد. كما أن أميراً آخراً هو الأمير فواز بن عبد العزيز الذي كان أميراً على مكة حين تم احتلالها على يد مجموعة من المتشددين الإسلاميين، سيواجه المصير ذاته كونه لم ينجب ذكوراً. وفي حال حرمت المرأة من عضوية الهيئة فإن أمراء كثر من الجيل الثاني سيجدون مواقعهم خاوية مستقبلاً، إذ إن عدداً كبيراً منهم لم ينجبوا ذكورا حتى الآن.

وخلال الاجتماع وأداء القسم أمام الملك عبد الله كان الوجه الأكثر ألفة هو وجه أخيه المقرب رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبد العزيز الذي أدى القسم بكل هدوء وثقة، وما لبث أن عاد بعدها كي يلقي القسم نيابة عن أخيه الأمير سطام، بينما ألقى الأمير عبدالاله القسم نيابة عن أخيه الأمير هذلول. كما أن الاجتماع لم يخلُ من لقطات مميزة، فقد ظهر أمير مكة خالد الفيصل وهو يلقي القسم بأسلوب صوتي لا يخلو من الشاعرية التي طالما أشتهر بها، بينما وقف الأمير خالد بن سلطان وقفة مارشيلات الحروب الأولى وهو ينصب قامته متريثاً في أداء القسم حتى ينتهي المُعلن الصوتي عن أسمه كاملاً.

ولم يستغرق الاجتماع الذي ضم أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية أكثر من ساعتين ليوافق خلالهما الملك عبد الله بن عبد العزيز على القائمة النهائية لأعضاء هيئة البيعة الموكول إليها ضمان سلاسة انتقال الحكم في ذرية مؤسس المملكة، وخصوصاً في عملية اختيار ولي العهد القادم الذي سيأتي بعد وفاة الملك الحالي.

ولوحظ منذ يومين قبيل الاجتماع توافد عدد من أمراء الأمراء الكبار في الأسرة الحاكمة، المقدر عددها بالآلاف، على عاصمة الحكم الرياض دون أن يتم الإعلان عن أسباب هذه الهجرة السعودية إلى الوسط بشكل رسمي في أي وسيلة إعلامية، إلى أن أشارت "إيلاف" في ساعة مبكرة مساء الأحد إلى أن هنالك اجتماعين مهمين للشأن المحلي هما اجتماعا مجلس العائلة وهيئة البيعة.

وإن كان قد عرف ما تمخض عنه اجتماع أفراد مجلس هيئة البيعة، الذي لا يحضره أحد ٌسوى أولئك الأمراء المتحدرين من سلالة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، فإن اجتماع مجلس العائلة الذي تحضره جميع أجنحة الأسرة الملكية لم تصدر عنه أية إعلانات رسمية كما هو معتاد من هذا الاجتماع الذي لا يلتزم بجدول أعمال معين.

وعين الملك عبد الله بن عبد العزيز أخاه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز في رئاسة رأس هيئة مجلس البيعة المكونة من 35 أميراً، بينما لا يزال يحتفظ برئاسته لمجلس العائلة ذو الإطار السياسي الأوسع. ويعتبر الأمير مشعل هو الثاني في التراتبية العمرية داخل الأسرة الحاكمة. وسبق له أن تولى وزارة الدفاع، وكان آخر منصب له في حياته السياسية هو أمارة منطقة مكة المكرمة. كما أنه يحظى بثقة قبائل المملكة الصحراوية التي أقترب منها أكثر فأكثر خلال العامين الأخيرين من خلال تبنيه لمهرجانات ملكات جمال الإبل التي بلغت تكلفتها مليارات الدولارات رغم أنها لم تغطِ كافة قبائل البلاد المترامية الأطراف.

ولم يخف على الملاحظ السياسي كيف تم تجاهل عملية السن في ما يتعلق باختيار أحفاد المؤسس من أعضاء هيئة البيعة إذ على سبيل التمثيل تم اختيار الأمراء خالد الفيصل، وعبد الله بن مساعد، وعبد العزيز بن نواف، كممثلين عن أسرهم رغم وجود أشقاء أكبر منهم. وفسّرت مصادر "إيلاف" المتابعة لتحركات عملية البيعة وأعضاءها منذ عامين أن ذلك تم بترشيح داخلي وافق عليه الملك عبد الله الذي يعتبر داخل الأوساط السعودية ملك الأسرة والمملكة. كما أنه تم تعيين الأميرين خالد بن عبد الله وخالد بن سلطان كعضوين ممثلين للملك وولي العهد كونهما أكبر أنجالهما.

ويعتبر نظام هيئة البيعة صمام أمان في هذه المملكة التي تختلف عن جميع الممالك العربية من جهة أن نظام انتقال الحكم فيها أفقي وليس عمودياً مما يجعل الباب مفتوحاً باستمرار أمام سيناريوهات عدم الاستقرار في المستقبل. ومن بين أعضاء مجلس هيئة البيعة هناك 16 من أبناء مؤسس المملكة، و19 من أحفاده حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية.

وبحسب اللائحة، يتمتع أعضاء الهيئة بعضوية مدتها أربع سنوات غير قابلة للتجديد، إلا إذا اتفق إخوة العضو المنتهية ولايته على ذلك، وبموافقة الملك. وبحسب نظام هيئة البيعة الذي صدر في أكتوبر/ تشرين الأول 2006، توكل الهيئة إلى لجنة طبية مهمة التأكد من أهلية الملك وولي عهده في إدارة الحكم. وبحسب اللائحة أيضا، يقترح الملك على "هيئة البيعة" اسما أو اسمين أو ثلاثة أسماء لمنصب ولي العهد.

ويمكن للجنة أن ترفض هذه الأسماء وتعين مرشحا لم يقترحه الملك. وفي حال لم يحظ مرشح الهيئة بموافقة الملك فان "هيئة البيعة" تحسم الأمر بأغلبية الأصوات من خلال عملية تصويت يشارك فيها مرشحها ومرشح يعينه الملك في غضون شهر. ويترك تعيين ولي عهد السعودية، التي تعتبر الدولة الأكبر من حيث إنتاج النفط في العالم، إلى لعائلة المالكة التي تقرر تولي المنصب بالتوافق بعد أن كان هذا التعيين مناطاً بالملك وحده استنادا إلى نظام الحاكم الصاد عام 1992.