إعترافات 2-9: من مأمن الأخبار يأتي الحذر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف على كرسي الاعتراف 2-9
من مأمن الاخبار يأتي الحذر!
عبد الرحمن الماجدي*: في السابع من أكتوبر الماضي، هاتفني الزميل نزار جاف من بون طالبًا بضرورة نشر الخبر الذي ارسله توًا لبريدي في ايلاف حول مقتل 11 عنصرًا من الحرس الثوري الإيراني في منطقة حاج عمران في اقليم كردستان العراق، حسب مصادره داخل الإقليم. ولأن اخبار الزميل نزار جاف دائمًا صحيحة ومصادره موثوقة لعلاقته بعدد من المستشارين والقريبن من صناعة القرار في اقليم كردستان؛ نشرت الخبر بالتنسيق مع الزميلة المناوبة مساء في ديسك التحرير في ايلاف. لكننا نشرناه في احد المربعات ريثما تكتمل لدي دائرة اليقين حول الخبر لنرفعه وقتها للرئيس بعد تطعيمه بالاضافات المستجدة مع الوقت. لكن بعد ساعة من جولتي على الوكالات خاصة الوكالات الايرانية وفرانس بريس ورويترز لم يرد أي خبر حول مقتل عناصر من الحرس الثوري في إقليم كردستان، بل اجمعت هذه الوكالات بعد وقت على مقتل ذات العدد من قبل حزب العمال الكردستاني BKK لجنود اتراك في المنطقة الجغرافية ذاتها.
حينها اتصلت بالزميل نزار معاتبًا، وقد رفعنا الخبر من الواجهة فوعد بالاتصال بمصادره في كردستان للتأكد من صحة الخبر. فعاد الزميل نزار منكسرًا خجلاً من الفخ غير المقصود الذي وقع فيه وأوقع ايلاف فيه لساعة من الزمن، واعتزل ايامًا مؤنبًا نفسه دون ان يكون ارسال نشر الخبر مغلوطًا اذ كان مصدره وهو قيادي كردي اشتبه عليه الخبر اثناء وصوله اليه وسارع لايصاله لايلاف التي تحظى بعدد كبير من القراء في اقليم كردستان، ولم يكلف هذا القيادي نفسه تصحيح الخبر للزميل نزار جاف وبقي مكابرًا مؤكدًا صحة الخبر وان اختلفت التفاصيل!!!
هذا احد الاخطاء التي ساهمت بارتكابها وسارعت بتصحيحها، ونشرنا الخبر الصحيح وهو مقتل عناصر من الجيش التركي من قبل مقاتلي حزب العمال الكردستاني، تلك الحادثة التي ما زالت تبعاتها تتواصل فصولاً قصفًا وتوغلاً من الجيش التركي لمناطق في اقليم كردستان لتعقب عناصر حزب العمال الذي يتخذ من سلسلة جبال قنديل العالية ملاذًا لمقاتليه.
الخطأ الثاني الذي وقع خلال العام 2007 كان خبرًا ورد لي من مصدر صديق هو مستشار احد قادة الكتل السياسية العراقية الذي نشرنا اعتمادًا على تسريباته لـ "ايلاف" عدة تقارير موثوقة. الخبر كان في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حين ابلغني المصدر ان الدكتور احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي سيشكل حكومة انقاذ بتنسيق مع الاميركيين، واكد المصدر لي ان احد قادة الكتل وكان قريب الصلة بالجلبي عرض عليه المشاركة في حكومة الانقاذ هذه لكنه رفض. الخبر كان خاصًا وحديثًا جدًا ولم يصل لأي وسيلة اعلام بعد ويغري بنشره فعمدت للتورية عليه مع ابرازه، لكن ليظهر بطريقة قابلة للتأكيد وللنفي فجعلت العنوان ان الاميركيين يدعمون حكومة انقاذ عراقية من دون المالكي. وهو كلام صحيح تحليلاً ومعلومات. لكن اشرت في تفاصيل الخبر الى ما اورده مصدري من بغداد حول تكليف الجلبي بتشكيل حكومة انقاذ مع اضافة وجود مرشح لهذه الحكومة هو اياد علاوي رئيس الوزراء السابق. معتمدًا على مطالب زعماء كتل سياسية وقادة عشائر بأن يكون علاوي رئيسًا لحكومة بديلة عن الحالية.
لكن بعد يومين من نشر الخبر، زارني صديق قادمًا من بغداد، وكان قد إلتقى برئيس الوزراء نوري المالكي قبل ايام من زيارته لي، وأكد لي على ثقة المالكي بنفسه ولقاءاته بالاميركيين في بغداد، وعدم ملاحظته خلال فترة وجوده ببغداد وقربه من صناعة القرار العراقي في المنطقة الخضراء اي بوادر تشكيل حكومة جديدة. وزاد ذلك لقاء المالكي عبر دائرة فيديو مع الرئيس الاميركي جورج بوش وفترة الهدوء التي حصلت مؤخرًا في العراق وبغداد خاصة، وتبني المالكي لها ابعدت تشكيل حكومة انقاذ بدعم اميركي ولم يكن ما وصلني سوى تسريب لحلم احد الطامحين برئاسة الوزارة بالعراق. ولم يظهر اي تحقق لما وردني من مصدري في بغداد. فكان رد فعل ذلك اقل من رد فعل خبر مقتل عناصر الحرس الثوري الحديث عن تشكيل حكومة عراقية بديلة لحكومة المالكي لم يتوقف وان اختلف شخص البديل.
ومن اظرف الاخطاء التي حصلت معي وبسببي في العام 2007 هي تغيير اسم كاتب مقال من دون قصد. اذ حصل اكثر من مرة اتابع تجديد المقالات في قسم اراء في نفس الوقت الذي اكون فيه منشغلاً بإعداد تقرير عن الوضع السياسي بالعراق، او اتابع مؤتمرًا صحافيًا من على شاشة احدى الفضائيات، فاختار اسم كاتب غير كاتب المقال بسبب وجود اسماء الكتاب في قائمة منسدلة داخل لوحة التحكم ومنظمة ابجديًا، ويكون الانتباه عادة فوريًا من كاتب المقال الاصلي بعيد النشر ولم يحصل ابدًا ان ينبه لهذا الخطا الكاتب الذي يكون اسمه ظهر على مقالة لم يكن هو كاتبها!
هذه الاخطاء التي تكررت لاربع او خمس مرات خلال عام 2007 جلعتني أؤخر اظهار النشر في الاولى حتى اعمل نظرة اخيرة على المقالات واسماء كتابها في نهاية كل مقال. وهو جهد اضافي لكنه مطلوب في صحيفة محترفة مثل إيلاف. واخيرًا كان الاعتراض الاكثر ظرافة ما وردني من احد الكتاب، كان اسم كاتب آخر ظهر مكان اسمه، يقول فيه ان ما حصل جزء من مؤامرة ضده، فاعداؤه كثيرون!
*عبد الرحمن الماجدي نائب مدير التحرير
التعليقات
يزداد إحترامى
Amir Baky -المصداقية هى رأس مال أيلاف وهذا المقال يجعلنى متمسك بها.
كفو عليكم
اسراء الماجد -كفو عليكم يا ايلاف بيضتو الوجه... هذي الصراحة الي تبني العقول
هذا هو المطلوب
الايلافي الخامي عشر -نعم هذا هذا هو المطلوب من الفسحة التي اتاحتها ايلاف للمحررين فيها ان يكون هناك وقائع شء ملموس اخطلء نقد انفسهم وليس كتابات معلقات المديح والاخوانيات فهذه يمكن ان يرسلها المحرر لصاحب العلاقة ايميل وما ذنبنا ان نتحمل &; مجاملاته&; وطموحاته واطماعه... نريد ان نعرف خفايا اسرار اشياء لم ننتبه لها ان نقرأ ما لم نقرأة في الواجهة... شكرا للكاتب عبد الرحمن لقد انقذ الموقف.. فقد توقعت ان يكون المسلسل مثل الحلقة الاولى
تحية
د. الماجدي -الاخ عبدالرحمن تحية لكم من الاعماق لهذة الجهود.
اعتراف ايلاف
مداح القمر -تجربة الاعترافات بالاخطاء العربية لم تكن ايلاف سباقة لها بل كانت الشرق الاوسط بشكل شهري.. وهي تجربة في مكان بالعالم تظهر مصداقية الجريدة.. وفي نفس الوقت قد تسعى الجريدة من ذلك باظهار نفسها ذات مصداقية لتمرر علينا اخبار على انها صادقة ونتقبلها.. عينا الحذر دائما
فضيلة
عاصم -الاخ عبد الرحمن الماجدي له الشكر ، وضعه الأستاذ عثمان العمير أمام مهمة صعبه و هي نقد الذات ، و هو هنا يعترف باخطاء حصلت في صدق مع النفس ، عملاً بالحديث الشريف (الاعتراف بالخطأ فضيلة)، و فضيلة ايلاف هي انها تخضع لنقد ذاتي و تقييم دائم لمسيرتها. غير انني استاذي الكريم و من موقعي كقاريء دائم أقضي مع ايلاف كل دقيقة تسمح ظروف عملي بها، و لشغفي بها اسارع الى التنبيه عن اي خطا اراه سواء في الخبر او في تعليق خرجبه صاحبهعن المالوف و ادب الخطاب . و نحن ايضاً نرى اخطاء في تركيب ايلاف او توزيع المواد فها،و منها ما صار قبل اسبوعين و هو اقتصار القسم الفني و نساء ايلاف على الاخبار التي يمكن ان نجدها في اي مطبوعة او موقع مع ان اخبار ايلاف بمعظمها حصرية ، و نقل المقالات النقديه في الفن الى قسم آراء اعتبره و غيري خطا نامل ان تعودوا عنه ، فنحن نستعمل عقولنا بما في المقالات من افكار ، و ليس في الاخبار .. لكم المحبة الدائمة.
فنون
نجوانة -اتفق مع الاخ عاصم في كلامه وازيد ان القسم الفني يحتاج لاجراء لقاءات وتحقيقات فنية مثل مانراه في كل الصحف والمجلات الفنية.. وليت ايلاف لاتخضع لمحاباة ومح هذه المطربة او غيرها ممثلة كما كان الامر متكررا فقد قرانا في ايلاف مديحا رخيصا على شكل مقالات لمطربات وشتائم على انها مقالات نقد.. شكرا لصراحة ايلاف
استعراض
متابع -هذا كله استعراض لاعلاقة له بالحقيقة وبما يحصل.. فكفاية كذب يااخينا
متابع
صابر -كيف يكون استعراض و لا علاقة له بالحقيقة؟ فلماذ لم تقل الحقيقة ؟، اما القول (فكفاية كذب يا اخينا ) ففيه من نفسك لنفسك ، الم يكن من الأفضل و الخلاق ان تتحلى بأدب الخطاب و تقول ما تريد .. هذه لغة زقاقية..
على عاصم ونجوانه
ايلافي للعظم -انا متابع مدمن ايلاف لم اشاهد اي نقل لخبر من صفحة فنون الى كتاب او اراء.. متى حصل؟ لم اشاهد اكيد انت تحلم .. اترك ياعمي ايلاف تسير فهي ملاذنا الاخير في زمن الادعاءات
عذرا يا (غير) متابع
أكثم التل -من أهم أصول الحديث الأدب في المخاطبة و لست هنا في مجال توجيه درس في ذلك لكن أسائني قراءة ما كتبه الأخ الذي لم يجروء على ذكر إسمه صراحة و ذكر بأنه "متابع"، لكن أستميح القراء عذراً لأقول من الواضح أنه غير متابع لما يكتب هنا، و لا داعي لقول "كذباً" فهذا ليس من الأخلاق الطيبة.مع تحياتي و تقديري و إحترامي لإيلاف و كل المشرفين عليها و أخص هنا أيضا الأستاذ عبد الرحمن على هذه الشفافية و المصداقية و الحرفية في العمل الصحفي
لذا احببناها
السيناوي -لما ذكرتة ياماجد احببنا ايلاف وتماهينا معها هناك اخطاء اخري مثل رفع مقالات بعد نشرها ومنع ردود من النشر وغيرها لكن النتيجة هي ماقلتة عام جديد سعيد لايلاف واهلها قراء ومحررين
مغربي
احمد -لمادا تركز ايلاف دائما على نشر مقالات الليبراليون الجدد ومثقفي المارينز ثم ان هناك ردود لاتقومون بنشرها رغم انها خالية من لغة الشتائم عكس تعليقات بعض الطائفيين وشكرا
الخطأ الفادح
نورا -الى الان لم يتم ذكر كيف في مرحلة ما تحولت ايلاف من خلال مراسلكم ايلي الحاج الى صوت لفريق ما على حساب فريق اخر.وانحياز اخر سجل في تغطية البحرين حيث كان المراسل مهند سليمان صوت السلطة بعيدا عن اي رأي اخر. والى ان يتبادر الى ذهني اخطاء اخرى اكتفي الان بهذا القدر.
ايلافي للعظم
صقر السلايطه -اما و قد اخترت اسم (ايلافي للعظم) فهذه مزايدة لا محامد فيها و لا مكارم ، و كان من الأفضل ان ترى بنفسك قبل ان تعلق . عاصم و نجوانه لم يتكلما من فراغ يا استاذ . و يبدو انك لا تعرف التمييز بين الخبر و المقال ، فعاصم و الصديقه نجوانه تكلما عن المقالات النقدية في الفن لا عن الاخبار.البعض يفكر بلسانه فقط و ليس بعقله .
الى الأمام
عاطف العزي -من لا يخطىء لا يعمل. لأن الانسان ليس كاملا فلا يجب ان نتوقع منه الكمال. وكما يقال: الاعتراف بالخطأ فضيلة والاصرار عليه رذيلة. وما أقل الأخطاء فى ايلاف وما أعظم جهود العاملين فيها. تحياتى واعتزازى للاستاذ عبد الرحمن الماجدي وجميع العاملين فى ايلاف العزيزة ، وكل عام وانتم بخير.