غسان سلامة : فرص التقارب العربي الإيراني كبيرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وسيم الدندشي من الرياض: اعتبر غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني السابق والأكاديمي في جامعة السوربون أن الأزمة الإيرانية النووية لن تجد طريقها للحل كما هو الحال في الأزمة الكورية الشمالية، التي بدأت أولى خطوات الحل. مبينا أن في الداخل الإيراني انقسامًا حول العديد من القضايا بين تيارين رئيسين، إنما نجد التكاتف والاتفاق واضحاً حول مسألة إنتاج الطاقة النووية. وأضاف في محاضرة ألقاها مساء أمس على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب أن الإدارة الأميركية ستستمر في استخدام الملف النووي لأنه الحجة الأقوى في كسب التأييد الدولي في حصار إيران سياسياً والضغط عليها.
وبين غسان سلامة أن العلاقات الإيرانية الأميركية متوترة وسيئة منذ سنوات، وليس موضوع الملف النووي الإيراني إلا جزءا واحدا من هذه العلاقة الممتدة منذ قيام الثورة عام 79م، وليس هو امتداد لعلاقة كانت جيدة، إنما هو امتداد لعلاقة متوترة منذ زمن بعيد. وأوضح سلامة أن فرص التقارب بين العرب والإيرانيين، والوصول إلى حلول لمشاكل المنطقة المشتركة بين الطرفين هي أقرب من فرصة الوصول إلى حلول بين الأميركيين والإيرانيين.
من جهة أخرى وعند سؤال سلامة حول رؤيته لآخر التطورات على الساحة اللبنانية لم يخف تشاؤمه من الوضع الحالي، معتبراً أن النظام السياسي اللبناني هو نظام منتج للأزمات، قائلا" نحن بحاجة إلى نظام سياسي قوي لا يتيح لأي طرف مهما كان أن يتجاوز الدولة"، مبينا أن مشاكل لبنان تبرز باستعانة كل الأطراف اللبنانية "ولا أكاد أستثني أحداً" بأطراف خارجية لها أجندة خاصة بها، مبينا أن الاستعانة المادية ليست المشكلة الأساسية إنما أن تكون هذه الاستعانة والمساعدة في صورة تنفيذ أجندة لجهات خارجية فهنا تكون المشكلة.
وقال سلامة إن الأمل بإنهاء التوتر الحالي يأتي على عاتق الدول العربية ومن أبرزها السعودية للوصول بمختلف الأطراف المختلفة إلى حل شامل، موضحاً أن التدخل العربي الإيجابي بات ضرورة لتفادي وضع قد يكون أشدّ سوءا في لبنان، مختصراً الأزمة اللبنانية بموضوع المحكمة الدولية التي يرفضها السوريون رفضاَ قاطعاَ.
بين الثقافة والسياسة
محاضرة غسان سلامة شهدت حضوراً رسمياً رفيع المستوى حيث فاجأ وزير الإعلام السعودي إياد مدني الحضور بعد بدء المحاضرة بعشر دقائق، إضافة إلى عدد من ممثلي الوزارة والأكاديميين والأمراء من أبرزهم الأمير عبدالعزيز بن سلمان مساعد الوزير لشؤون البترول، وقد شهدت حضورا امتلأت به القاعة.
سلامة وفي محاضرته التي جاءت بعنوان (بين الثقافة والسياسة) أبدى قلقه من تحول المنتج الثقافي إلى سلعة تنتشر دون ضوابط صارمة، خاصة في ظل عدم وجود مثقفين لديهم الخبرة المعرفية والالتزام بالمواقف، موضحاً أن الصادرات البريطانية كنموذج، وصلت الثقافية منها إلى المرتبة الأولى من حيث ترتيب الصادرات.
وأكد سلامة أن الحضارات لا تتصارع إنما تتفاعل، مبينا أن ردّ المثقفين على نظرية صراع الحضارات كان ضعيفاً، ومن أكثر تلك الردود ضعفاً من يقول إن على الحضارات أن تتحاور، لأنه بذلك يعطي للآخر إقرارا ضمنياً بأن الحضارات بالفعل تتصارع، موضحاً أن الحضارات هي أدوات تستخدم، متسائلا " وإلا فمن يمثلها، جورج بوش لا يمثل الحضارة الأميركية، وبوتين لا يمثل الحضارة الروسية، والرئيس الصيني لا يمثل الحضارة الصينية".
وحذر سلامة في محاضرته ممن يعتبر التنوع الثقافي وتعدد الطوائف داخل البلد الواحد هو سبب كاف للحرب الأهلية، مذكراً بأن أبرز حرب أهلية خلال القرن الماضي كانت الحرب الأهلية الأميركية بين البيض أنفسهم، حين اختلفوا حول وضع السود في البلاد، واستشهد أيضا بالحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 75، وأن ذلك لا يلغي عقودا من التعايش العميق، معتبراً أن الحل يكمن في مدى تقبلنا لهذا التنوع والاختلاف وبأن لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة.