أخبار خاصة

الفلسطينيون منقسمون حول قمة الزعماء العرب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تفاؤل وإحباط وفرصة أخيرة لإسرائيل
الفلسطينيون منقسمون حول قمة الزعماء العرب

شرطي فلسطيني ينقل جثة طفلة شمال قطاع غزة سمية درويش من غزة : تباينت مواقف الشارع الفلسطيني وسياسييه في أحاديث منفصلة لـ"إيلاف" ازاء القمة العربية التي ستنطلق اليوم في العاصمة السعودية الرياض، فهناك من بدا متفائلا بخروج قمة الرياض بقرارات تخدم الشعب الفلسطيني، في حين يشعر البعض الأخر بالإحباط لعدم وجود آليات وقوة لتنفيذ ما قررته القمم السابقة، وهناك من يرى بتلك القمة فرصة أخيرة لبقاء إسرائيل السلمي بالمنطقة.

الباحث والمحلل السياسي عبد الجواد عدوان، أعرب عن أمله بنجاح قمة الرياض، غير انه لم يخف شعوره بالإحباط من عدم وجود آليات وقوة لتنفيذ ما قررته القمم السابقة.

وتمنى عدوان خلال حديث خص به "إيلاف"، على الزعماء العرب أن يحافظوا على السقف الذي تم الوصل إليه رغم انه اقل من التوقعات، منوها في السياق ذاته، إلى أن التحركات الأميركية في المنطقة عشية انعقاد القمة، قد تعطي مؤشرات لنتائج تلك القمة والتي يرى أنها لن تخرج عن المقررات السابقة للقم العربية المتلاحقة.

وقد كشفت معطيات فلسطينية جديدة، بان غالبية كبرى من الفلسطينيين يؤيدون مبادرة السلام العربية التي تنص على إنشاء دولة فلسطينية بحدود 67 مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث تبين من استطلاع المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات، أن 72% من المستطلعة آراؤهم يؤيدون المبادرة العربية، في حين أيد 63% من المستطلعين اعترافا متبادلا بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني.

وأشار المحلل السياسي عدوان، إلى أن التمسك بالثوابت والحقوق العربية الفلسطينية من خلال موقف موحد وواحد ربما يشكل رسالة واضحة للعالم ما يدفع بالتسوية قدما.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية احد زعامات حركة حماس، قال خلال تقديمه أعضاء حكومته للبرلمان، بان حكومته الحادية عشر تحترم قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التي وقعت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، حيث قراها البعض بأنها رسالة اعتراف بإسرائيل.

متابعة متواصلة

وتتابع الحاجة الستينية أم فوزي في إحدى مخيمات اللجوء جنوب قطاع غزة عبر مذياعها عن كثب ما يدور حاليا في العاصمة السعودية، معربة عن أملها بان يتمكن الزعماء العرب في هذه القمة من اتخاذ قرارات جادة لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني الذي أنهكه الفقر والجوع، وتوحيد صفوفه بعد جولات العنف الدامية.
ويرى مراقبون وسياسيون، بان عوامل الانهيار المتوفرة في داخل إسرائيل وفي داخل السلطة الفلسطينية، تبدو أكثر مما كان متوقعا، لاسيما وان السلطة عاجزة ومشلولة، فيما إسرائيل تعاني من التخريف السياسي.

المحلل السياسي منذر ارشيد يرى، أن القمة العربية هذه تختلف تماما عن القمم العربية السابقة، موضحا أن قمة الرياض هي جزء من تركيبة ما اسماها بـ"الطبخة الأميركية" التي تعد وبشكل سريع.

ثقافة الخطر

وقال ارشيد لـ"إيلاف"، "بعد أن كانت منطقتنا وقضية فلسطين على نار هادئة أو لربما على شمعة، الآن أصبح الأمر ملحا لواشنطن، خاصة في ظل الخفاقات والهزيمة في العراق والتحضير لأمر قادم في إيران"، موضحا بان تسارع الحراك الأميركي في المنطقة لم يكن لولا الحاجة الملحة لإنتاج ثقافة جديدة في المنطقة، وهي ثقافة الخطر الإيراني "الشيعي" بدل الخطر الإسرائيلي "الصهيوني".

ولفت إلى أن التعجيل في تسريع المفاوضات مع إسرائيل، وتبني المشروع العربي للسلام إنما جاء لإرضاء العرب كصفقة مقابل السكوت عن مخططات أميركا في المنطقة، منوها لذا كان الإسراع في جمع حماس وفتح في مكة، وإنهاء الخلاف بينهما وتشكيل حكومة، ما سيتيح لأميركا إدخال ثقافة الخطر الإيراني بدلا من الخطر الصهيوني.
وبحسب ارشيد، فان مؤتمر القمة سيكون رافعة لتسويق الخطط الأميركية مقابل ثمن ربما لن يتحقق لا في فلسطين ولا في لبنان ولا في سوريا، معتقدا بان الفائز الوحيد سيكون إسرائيل، حيث سيقر تطبيع العلاقات معها، ما يتيح لها التوسع الاقتصادي والثقافي وكل ما يهيئ لها تطورا وتمكنا في الشرق الوسط.

الفلسطينيون ضحية سياسيات عقيمة

من جهته لم يعلق المواطن أبو إسماعيل، أماله على تلك القمة، مشيرا إلى القمم السابقة وما خرجت به، وعدم تنفيذ أي من بنودها. وقال أبو إسماعيل العاطل عن العمل منذ تشرين ثاني "أكتوبر" العام 2000 أي عقب اندلاع الانتفاضة، بان الفلسطينيين أصبحوا ضحية سياسيات عقيمة لا ترى الأمور إلا من منظارها الخاص، داعيا في الوقت ذاته، الزعماء العرب إلى الاستيقاظ، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من الكوارث التي لحقت به على مدار عقود من الزمن.

وتوقعت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، صدور عدة قرارات تخص القضية الفلسطينية عن القمة العربية، أهمها تأكيد الدعم المالي للشعب الفلسطيني، والدعوة للاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية، إضافة إلى فك الحصار المفروض على الحكومة.

فرصة أخيرة لإسرائيل
من جانبه أكد المحلل السياسي ناصر اللحام، بان القمة العربية في الرياض ستكون الفرصة الأخيرة لبقاء إسرائيل السلمي في المنطقة، ولن يكون هناك أي جيل عربي قادم يثق بأي حل سياسي لمعضلة وجودها العسكري القسري.

وقال اللحام الذي يرأس تحرير وكالة معا الفلسطينية ، "الأمر لا يحمل تهديدا مباشرا على وجود إسرائيل فحسب، وإنما يحمل تهديدا شاملا وكاملا على النظام السياسي السائد في المشرق العربي كله"، مبينا ليست إسرائيل لوحدها التي تحمل عوامل الفناء السياسي، وإنما سيكون لفشل قمة الرياض كبير الأثر على النظام السياسي العربي السائد، بحسب تعبيره.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف