أخبار خاصة

غالبية عربية لا تتوقع نجاح بلير في الرباعية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


73% في استفتاء "إيلاف" في مقابل 24 % و3 % لا تعرف
غالبية عربية لا تتوقع نجاح بلير في "الرباعية"

الياس يوسف من بيروت : رأت غالبية ساحقة من المشاركين في استفتاء "إيلاف" الأسبوعي أن تعيين رئيس الحكومة البريطانية الاسبق توني بلير مبعوثاً للجنة الرباعية الدولية الخاصة بمتابعة سلام الشرق الأوسط لن يعطي دفعاً لمساعي السلام بين العرب وإسرائيل. وقد بلغت نسبة أصحاب هذا الرأي 73 في المئة أي 2461 من أصل 3350 مشاركًا، في حين توقع 24 في المئة أي 813 النقيض ، أي أن يتمكن بلير في مهمته من المساهمة إيجاباً في التوصل إلى حل ، بينما صوتت نسبة 3 في المئة أي 111 مشاركاً في خانة "لا أعرف".

وواضح من الإستفتاء ، كما من ردود فعل كثيرة صدرت بعد تعيين بلير أن غالبية العرب تعتبره متحيزًا جدا لاسرائيل والولايات المتحدة، علماً أنه كان قد أعرب عن رغبته في تولي هذا المنصب، وقال في تصريحه الأخير رئيسا للوزراء ان "الاولوية المطلقة تكمن في محاولة تطبيق ما يشكل الان توافقا لدى المجموعة الدولية على ان الطريقة الوحيدة لاحلال الاستقرار والسلام في الشرق الاوسط هي عبر حل يقوم على اساس دولتين. وذلك يعني "دولة اسرائيلية آمنة ومطمئنة إلى أمنها، ودولة فلسطينية قابلة للاستمرار ليس فقط من حيث الاراضي بل وايضا من حيث المؤسسات والحكم . واعتقد ان تحقيق ذلك ممكن سيتطلب قدرة هائلة على العمل والتركيز. وان كل من يهتم بالسلام والاستقرار في العالم يدرك أهمية التوصل الى حل نهائي ودائم للصراع الاسرائيلي -الفلسطيني، وسأبذل كل ما بوسعي للتوصل الى هذا الحل".

وتثير شخصية بلير الجدل في الشرق الأوسط، بسبب دوره أساساً في حرب العراق حيث وقف ولا يزال بقوة بجانب إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش وقرر مشاركة الجيش البريطاني في الهجوم على العراق واحتلاله. كما انه تعرض لانتقادات شديدة في المنطقة بسبب رفضه إدانة القصف الإسرائيلي للبنان العام الماضي ورفضه كذلك الدعوة إلى وقف مبكر لإطلاق النار.

وقد لاحظ مراسل "بي بي سي" في القدس تيم فرانكس إن المسؤولين الإسرائيليين اظهروا حماسة لمكانة بلير وخبرته لدى تعيينه مبعوثا للجنة الرباعية ، بينما أبدى الفلسطينيون تشككا أكثر في قدرته على إحداث اختلاف دائم في الوضع. وعلقت حركة "حماس" على هذا التطور بالقول: " إن تجربة شعبنا مع بلير سيئة " وان تعيينه "قد يؤدي الى تدهور الاوضاع".

ولكن المبعوث الخاص السابق لبلير في الشرق الاوسط لورد ليفي قال إنه ينبغي التركيز على إيجابيات بلير. وأضاف: "أعرف أن القيادة الفلسطينية تكن له احتراما عميقا كما ان له علاقات ممتازة مع الرئيس المصري حسني مبارك والملك عبد الله بن عبد العزيز وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني وفي دول الخليج".

وثمة فعلاً في المقلب الآخر من وجهة النظر العربية رأي يعتبر أصحابه أن الفضائيات وبعض الصحف العربية التي تمالئ "أصحاب الأحلام اليسارية والقومية والإسلاميين المتشددين الذين يرفضون السلام " شوهت صورة بلير، وأن إيجابيات الرجل تفوق سلبياته كثيراُ. في هذا الصدد كتب عادل درويش في "الشرق الأوسط" يوم 30 حزيران/ يونيو الماضي: "اتهموه زورا بالمسؤولية عن دمار لبنان، دون ذكر انتهاك "حزب الله" للهدنة ودوره في تقويض الدولة القومية اللبنانية لحساب جهات اجنبية. إن ايجابيات بلير كمفوض، هي إضعاف لسلبياته التي يضخمها نعيق الفضائيات ( ...) لعشر سنوات تزعم بلير اعرق الديمقراطيات وأكثرها صداقة مع العرب. ومن مدعاة فخر الفلسطينيين والإسرائيليين ان يقبل رجل دولة كبلير المهمة الصعبة التي سيواجه من يحملها على كتفيه الكثير من الجحود والإنكار والنادر الشكر والتقدير، على غرار ما اختبر المفوضون ابتداء من الكونت برنادوت منذ ستة عقود".

وأضاف: "الراعي ايان بيزيلي، الوزير الاول لشمال ايرلندا في توديعه بلير في مجلس العموم، اشاد بدور بلير وصبره، وقدرته الفائقة على التفاوض بأدب جم وبمنطق عقلاني، واحترام الجميع حتى من يخالفونه الرأي والسياسة، في احلال السلام في الاقليم المضطرب بين البروتستانت الموالين للتاج البريطاني وبين الكاثوليك ذوي الاتجاهات الجمهورية. والصراع الايرلندي يشبه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ويسبقه بقرون، ولذا فإشادة الراعي بيزيلي تعني توقعه ان يعمل بلير على تكرار النجاح نفسه في فلسطين(...)".

وذكر بإعلان بلير مبدأه الدوليBlair Doctrine للتدخل الاستباقي لأغراض انسانية مثل منع كوارث كالتطهير العرقي، ولنصرة الشعوب على الدكتاتوريات وحماية الشرعية الديمقراطية من الانقلابات العسكرية، قبل عدوان "القاعدة" على الولايات المتحدة بثلاثة اعوام في محاضرته للاميركيين، والتي اتبعها عمليا بعد بضعة اشهر بقيادته للتدخل في كوسوفو لتخليص مسلمي البوسنة من طغيان سلوبودان ميلوسوفيتش ومنحهم حق تقرير المصير. ولم يجبن عن التدخل في غرب افريقيا عام 2000 لحماية الشرعية الديمقراطية، ثم في افغانستان لتخليصها من ارهاب شراكة "الطالبان" و"القاعدة".

وخلص إلى أن "بلير نجح في اختبار التزامه بالتطبيق العملي لدعم الخيار الديمقراطي للشعوب، وبالتالي سيستخدم دراسته القانونية كمحام، وكممارس في أم البرلمانات لـ18 عاما لمساعدة الفلسطينيين على بناء المؤسسات الديمقراطية لنواة الدولة المستقلة، خاصة أن احد اهم اسباب تدهور اوضاع الفلسطينيين هو عدم النضج السياسي من التطور من ديناميكة واضطرابات مرحلة الثورة الى وضعية استقرار الدولة ".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية وزعت في 27 حزيران يونيو الماضي، وهو اليوم الذي غادر فيه بلير 10 داونينغ ستريت مذكرة حددت مهمته في اللجنة الرباعية، التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، على النحو الآتي: "( ...) بصفته ممثلاً للرباعية، سوف:

- يحشد المساعدة الدولية للفلسطينيين، عاملاً من كثب مع المانحين والكيانات المنسقة الموجودة حاليا؛

- يساعد في تحديد الدعم الدولي المناسب، ويؤمّن توافره، لمعالجة حاجات الدولة الفلسطينية المرتبطة بمؤسسات الحكومة، مركزاً على سيادة القانون كمسألة تتسم بالإلحاح؛

- يضع خططاً لتعزيز التنمية الاقتصادية الفلسطينية، بما في ذلك شراكات القطاع الخاص، وتعزيز الأطر التي كان قد تم الاتفاق عليها والبناء على أساسها، خاصة في ما يتعلق بالقدرة على التنقل والوصول؛

- يقيم ارتباطات مع دول أخرى، في الشكل المناسب، دعماً لأهداف الرباعية المتفق عليها".

وأضافت : " بوصفه مندوبا للرباعية، سيجلب توني بلير استمرارية وكثافة تركيز على أعمال الرباعية الداعمة للفلسطينيين، ضمن إطار جهود الرباعية الأوسع للتشجيع على إنهاء النزاع طبقاً لخريطة الطريق. وسوف يمضي وقتاً لا يستهان به في المنطقة عاملاً مع الطرفين المعنيين ومع آخرين للمساعدة على إيجاد مؤسسات حكومية دائمة وقادرة على البقاء تمثل جميع الفلسطينيين واقتصاد نشيط وجو من النظام والقانون للشعب الفلسطيني.

وسوف يساعد بلير في عمله هذا فريق صغير من الخبراء، مقره في القدس، تنقل الدول والمؤسسات الشريكة موظفين منها للعمل فيه في صورة موقتة. وسوف يرفع ممثل الرباعية التقارير إلى الرباعية ويتشاور معها في شكل منتظم ويعمل حسب توجيهاتها عندما يقتضي الأمر".

وكان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس رحب بتعيين بلير مبعوثا للجنة الرباعية، على ما أعلن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي أوضح أن "الرئيس الفلسطيني سيعمل جنبا الى جنب مع بلير لتحقيق الهدف المشترك للتوصل الى السلام على اساس مبدأ الدولتين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف