خطابان لبوش الأربعاء يغسل يديه فيهما من المالكي
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خطابان للرئيس بوش يلقيهما الأربعاء يغسل يديه فيهما من المالكيبوش: درجة من خيبة الامل بالقيادة العراقية الاندبندنت: بوش يدير ظهره للحكومة العراقية بوش سيشير الى فيتنام للدعوة الى الالتزام بالعراقزيد بنيامين: حينما وقف الرئيس الأميركي جورج دبيلو بوش الى جانب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الاردن في تشرين الثاني (نوفمبر)الماضي اختصر بوش الكلام في جملة واحدة "انه الرجل الصحيح للعراقيين" ولكن مع حلول الثلاثاء الماضي كان واضحا ان كل شيء قد تغير بالنسبة الى الرئيس الاميركي حيث لم يستطع بوش اعادة تلك الجملة من جديد في مؤتمر صحافي! بدل ذلك اشار بوش الى "مستوى معين من الاحباط" بسبب الحكومة العراقية وفشلها في تحقيق الوحدة الوطنية حيث يقترب العراق من التقسيم الطائفي وانسحاب الولايات المتحدة بحسب وصف صحيفة النيويورك تايمز الصادرة الاربعاء. تصريحات (الاحباط) هذه جاءت على هامش قمة اميركية لقادة اميركا الشمالية استضافتها كندا وبعد ساعات فقط من تصريحات للسفير الاميركي في بغداد رايان كروكر الذي وصف التقدم السياسي في العراق بانه "مخيب للامال الى ابعد الحدود" محذرا في الوقت نفسه من ان الدعم الاميركي لحكومة المالكي لن يكون "صكا على بياض الى الابد!". البيت الابيض يحاول جاهدا الابتعاد عن المالكي قبل سبتمبر المقبل حيث ستبدأ المحاسبة البرلمانية على قرار بوش زيادة القوات الاميركية في العراق في الكابيتال هيل وبالتالي فان الوقت ليس في صالح الجميع. الشكوك في قرار غزو العراق وصلت الى الحزب الحاكم في الولايات المتحدة وهو الحزب الجمهوري الذي يتزعمه بوش، كما ان المواجهة المحتدمة بين الجمهوريين والديمقراطيين في هذا الملف ليس لها نهاية ويبدو من الواضح ان الرئيس بوش يستعد لارسال رسالة جديدة مفادها "لقد قمنا بكل ما علينا في العراق، لا تلومونا على عدم قيام العراقيين بما عليهم!". يقول المحللون ان بوش على استعداد للتخلي عن العراق في القريب العاجل، ففي اول خطابين له تعليقا على الحرب في العراق من المتوقع ان يليقهما اليوم فان بوش سيشير الى اولئك الذين يحاولون إنهاء المهمة الاميركية في العراق بالفشل ويتوقع ان تتضمن تحذيرا شديد اللهجة لهم وفي قمة القائمة (نوري المالكي)! الخطاب قد يتضمن السطور التالية "ان قواتنا تحقق تقدما على الارض في العراق، حيث يأخذون المبادرة بيدهم على حساب اعدائهم الان ، لكن لديهم سؤال يطرحونه: هل قادتهم المنتخبون في واشنطن سيسحبون البساط من تحت اقدامهم رغم امتلاكهم انتصارهم وتقدمهم ويحاولون تغيير الديناميكية الجارية في العراق". ويقول الخبراء ان بوش لا يريد الضغط على المالكي بصورة علنية ولكن الاخير لم يترك خيارا الا هذا، ويعتقد ان خطاب الرئيس التالي سيكون موجها بشكل خاص الى الشعبين الاميركي والعراقي بدل المالكي نفسه، بعد ان كان بوش في كانون الثاني (يناير) الماضي يسوق لزيادة عدد القوات الاميركية في العراق وذلك بهدف "خلق متنفس حر يستطيع القادة السياسيون العراقيون الحوار من خلاله" حيث يجلس الشعية والسنة والاكراد معا ويقدمون حكومة وحدة وطنية، ولكن بوش يعي ان العامة في اميركا والعراق يعرفون الان ان (خطة الجمع هذه لم تعد تعمل). يقول جون الترمان احد مدراء برنامج الشرق الاوسط في مركز البحوث الاستراتيجية الدولية "يذهلني ما يقوم به الرئيس بوش، فبدلا من ان يغسل يديه من هولاء يصر على زيادة قواته في العراق، لا اعتقد ان القرار قد حفز المالكي على التقدم واعتقد ايضا ان الرئيس بوش يجب ان يضع نفسه في هذا الحوار الجاري حول العراق الان على كل الاصعدة". مسؤولو البيت الابيض ظهروا في اكثر من لقطة وهم في توتر بسبب تفسير وسائل الاعلام العالمية لتعليقات بوش الاخيرة التي اشارت الى الاحباط ويصرون على ان الولايات المتحدة ما زالت تدعم المالكي ويعتقدون ان بوش لن يشير الى المالكي بالاسم في خطاب الاربعاء بل سيستخدم مصطلح الحرب القادمة من خلف الحدود بالاضافة الى الاشارة الى الانشغال الاميركي في حروب اسيا حيث يعتقد ان بوش سيساوي بين التورط الاميركي في العراق مع النجاح الاميركي العسكري في كل من كوريا الجنوبية واليابان حيث كان من نتائج ذلك انشاء حكومتين ديمقراطيتين في هذين البلدين على عكس العراق. كما سيشير بوش الى ان الانسحاب من العراق سيكون كالانسحاب من فيتنام الامر الذي قد يؤدي الى قتل الملايين كما حدث على يد الخمير الحمر القادمين من كمبوديا " مهما كان موقفك من الحوار الدائر حول العراق فان انسحابا خاطئا من العراق قد يعني ما حصل نفسه في فيتنام حينما انسحبت الولايات المتحدة وكان الثمن ملايين من السكان الابرياء الامر الذي ادخل الى قواميسنا تسميات جديدة كحقول الدم" . لكن كل هذه الجمل التي قد ترد في خطابات بوش كانت في الايام الماضية مدار انتقاد من قبل الديمقراطيين في مجلس النواب ومنهم هاري ريد والمؤرخ روبرت داليك الذي اصدر كتبا عديدة عن حياة العديد من رؤساء اميركا ككندي وجونسون ونيكسون حيث قال كلاهما ان الرئيس بوش يهمل الفروق الاساسية بين القضيتين العراقية والفيتنامية وقال روبرت داليك "سبب مجيء الخمير الحمر الى فيتنام وقتلهم للملايين هو لاننا ذهبنا واعتدينا عليهم وتسببنا في زعزعة الوضع في كمبوديا". لكن يصر بوش على العديد من النجاحات التي حققها في العراق من بينها وجود اكثر من 60 حزبا في العملية السياسية العراقية الجارية بالاضافة الى قيام العراقيين بتشريع قانون لتوزيع عادل لعائدات النفط وكذلك قيام القبائل السنية في العراق في مقاتلة القاعدة في العراق وبالتالي انضم السنة الى الولايات المتحدة في قتال المجموعات الخارجة عن القانون في مناطق مثل محافظة الانبار. كما كرر بوش في خطابه الاخير ان الديمقراطية العراقية وحرية العراقيين تستحق الصبر خصوصا وان الشعب العراقي عانى من ضغوط ودكتاتورية تواصلت على مدى عقود و لا يمكن تغيير كل ما تأثر به المجتمع العراقي وتطبع به في غضون اعوام وهي امور لا يريد الكثيرون الاستماع اليها.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف