بينظير في واشنطن... لكن لماذا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المشهد السياسي في باكستان بعد الانتخابات المقبلة
بينظير بوتو: حين أعود إلى باكستان
المحكمة العليا تستكمل النظر في دعاوى ضد مشرف
صدامات في اسلام اباد بين الشرطة ومتظاهرين ضد مشرف
باكستان: إعتقالات واسعة تستهدف قيادات المعارضة
باكستان: الحزب الحاكم واثق من فوز مشرف
بوتو ستعلن موعد عودتها إلى باكستان المشتعلة
الاتحاد الاوروبي ينتقد قرار باكستان بإبعاد شريف
عبد الخالق همدرد من إسلام أباد: وصلت بينظير بوتو زعيمة حزب الشعب الباكستاني إلى واشنطن بعد إجراء محادثات مع قيادات حزبها بدبي في حين تتعرض المعارضة في باكستان لضغوط شديدة من الحكومة وقد طالت الاعتقالات أبرز قياداتها قبيل موعد تقديم أوراق الترشيح للانتخابات الرئاسية إلى مفوضية الانتخابات. وقد نقلت الصحافة المحلية أن حزب الشعب قرر ترشيح رئيس حزب الشعب مخدوم أمين فهيم للمنافسة في الانتخابات الرئاسية.وتعد زيارات بناظير للولايات المتحدة ليست أمرا غريبا يتعجب منه؛ لكن زيارتها هذه ستكون ذات أهمية بالغة في إطار الوضع السياسي المشتعل في باكستان، ولا سيما في حالة محاولة بينظير كسب ثقة اللاعبين الدوليين لتكون خير خلف للجنرال مشرف. كما أن المخيم الرئاسي وحزب الشعب يركضان للوصول إلى صفقة لتقاسم الحكم بينهما. وعلى صعيد آخر يفيد تقرير لصحيفة (ذي نيوز) الباكستانية نشر في 9 من الشهر الجاري أن الأميركيين يتوقعون من الرئيس تشجيع بينظير على الوصول إلى تفاهم على الرغم من جميع العراقيل كما أنهم جادّون في تأييد الجنرال مشرف.
وأضاف التقرير أن مصدرا مقربا من المحاولات الأميركية أكد أن الأميركيين يريدون إعادة رسم المنظر السياسي في باكستان حسب رغباتهم. ولأجل ذلك أجرى مساعد وزيرة الخارجية الأميركي رتشارد باوتشر لقاء مع الرئيس مشرف أوائل شهر سبتمبر الجاري؛ بيد أن كلا من قصر الرئاسة والسفارة الأميركية بإسلام آباد لم تكشف عن محتوياته.
في حين كشف مصدر دبلوماسي أن السر المعروف هو أن الأميركيين يريدون صفقة بين بينظير ومشرف لتأمين مصالحهم المرتبطة بإسلام آباد. وأضاف المصدر أن الأميركيين أكدوا للحكومة الباكستانية ممارستهم ضغطا على بوتو أيضا من أجل كسب تأييدها لمشرف.
ومن جهة أخرى صرح المصدر بأن الأميركيين كرروا طلبهم إلى مشرف بأن يمنح لبوتو فرصة حرة للمشاركة في الانتخابات المقبلة لتمكين الأحزاب " الليبرالية المزعومة " التي تؤيد حرب واشنطن على " الإرهاب " من مواصلة الحكم في باكستان من خلال الحكومة القادمة. وأشار المصدر إلى أن الأميركيين جادون في فرض إرادتهم على إسلام آباد دون اعتبار لحساسية الأحزاب إزاء دور واشنطن في الشؤون السياسية الداخلية لباكستان.
وعلى صعيد آخر تبعت زيارة باوتشر زيارة نيغرو بونتي لإسلام آباد. ومن المعروف أن لنيغرو بونتي شهرة دولية لزعزعة الحكومات في أميركا اللاتينية خلال عمله هناك كسفير للولايات المتحدة. وفي هذا الإطار قال أحد قيادات الحزب الحاكم بعد زيارة نيغرو بونتي الأخيرة لإسلام أباد شريطة عدم الكشف عن اسمه "إنه الآن عليه مهمة زعزعة النظام الحالي في باكستان ". وأضاف أن الأميركيين لا يوالون أحدا ومن الصعب الاطلاع على حوافزهم الحقيقية.
وقد اعترف شودري شجاعت حسين رئيس الحزب الحاكم أخيرا بضغط " أصحاب الجلد الأبيض " دون تصريح باسم الولايات المتحدة لعقد صفقة مع بوتو. كما أن أحد المسؤولين الكبار أيضا أبدى انزعاجه من التدخل الأميركي السافر في شؤون باكستان الداخلية مضيفا أن الأميركيين يضغطون على إسلام آباد بكل بساطة من أجل قيامها بما يرونه أنسب لخدمة مصالحهم دون اعتبار للوضع في البلاد.
إلى ذلك فإن أحد أهم الوزراء الفدراليين الذي كان شريكا في التعامل مع الأميركيين ذكر أن واشنطن لديها أدنى شعور بالقلق تجاه إجراء انتخابات نزيهة حرة في باكستان. مضيفا أن كل التصريحات البلاغية عنها لا تهدف إلا إلى تسويق الولايات المتحدة لدى الشعب.
وكانت بوتو آنذاك نفت الوساطة الأميركية لعقد صفقة بينها وبين الجنرال مشرف إلى جانب رفضها لأي ضغط أميركي عليها إزاء عقد الصفقة مع مشرف.
أما الآن وعندما تستمتع بوتو بجو واشنطن اللطيف فإن تصريحاتها تشير إلى أن زيارتها هذه ليست إلا لأجل كسب ثقة إدارة بوش لها والوصول إلى صفقة مع الجنرال مشرف بأي شكلمن الاشكال، لكن حسب شروطها حتى تستطيع حفظ ماء وجهها أمام ناخبيها الذين دائما كانوا على طرفي نقيض مع الجنرالات والحكم العسكري.
وجددت تصميمها على تمكين الوكالة الدولية للقوة النووية من إجراء تحقيق مع أبي القنبلة النووية الدكتور عبد القدير خان لاكتساب مزيد من المعلومات عن أعماله غير المشروعة بشكل نشر القوة النووية. كما أنها أكدت أنها ستفتح تحقيقا برلمانيا حول شبكة عبد القدير خان لمعرفة هل كان وحيدا في أعماله أم كان له شركاء آخرون أيضا.
ومن هنا يتضح أنها قد أبدت رغبتها في خدمة المصالح الأميركية لأن الجميع يعرفون أن تمكين الوكالة الدولية للقوة النووية من التحقيق مع الدكتور عبد القدير خان لا يعني سوى تمكين المستجوبين الأميركيين من الجلوس معه.
وبالتالي فإن فتح الملف النووي الباكستاني من جديد سيكون أمرا خطيرا جدا على مستقبل البلاد، إذ لا يمكن لأحد أن يتمكن من بيع أجهزة تستخدم في مجال تخصيب اليورانيوم لوحده بل يحتاج الأمر إلى غفلة أو تجاهل الأجهزة المراقبة للمنشآت النووية.
ومن هذا المنطلق فإن بوتو تشير إلى ضم بعض الجنرالات إلى شبكة عبد القدير؛ لأن المنشآت النووية هي حكما تحت الرقابة العسكرية. وبالتالي فإن الأميركيين سوف يشنون حملة شرسة ضد القوة النووية الباكستانية ويبررون بأنها في أيدي غير مسؤولة. ويترتب على ذلك نزع تلك القوة من باكستان من أجل حماية العالم من دمار شامل تحت رعاية الأمم المتحدة.
فهل يمكن لباكستان في ذلك الوقت إذا جاء - لا سمح الله - أن تصمد أمام ذلك القرار مثل كوريا الشمالية لوقت حتى يتم تأمين توفير " الحنطة " لها فتتخلى مقابلها عن قوتها النووية أم تسلك طريق المجابهة مع شرطي العالم. وإذا كان زمام الحكم بيد بينظير فالخيار الأول يبدو أقرب إلى طموحها والرغبة الأميركية.