الداخلية السعودية لن تسرّع جلسات المتهمين بالإرهاب

الأمير نايف : (991) إرهابياً سيكونون أول الماثلين أمام القضاء في تهم مختلفة
مصدر أمني لـ"إيلاف" : الداخلية لن تسرّع مواعيد الجلسات والمحاكمة ليست جماعية

بدء محاكمة المتورطين بالتفجيرات الإرهابية في السعودية اليوم

سعدون السعدون من الرياض: صرح مصدر رفيع المستوى في الداخلية السعودية ل"إيلاف" اليوم أن الوزارة لن تتدخل أبداً في التسريع بموعد جلسات محاكمة المتهمين بالإرهاب، أو تحديدها وكل ذلك يعود لتقدير اللجنة القضائية التي اختارتها وزارة العدل بعد التكليف الرسمي الموجه لها من الحكومة . المصدر نفى في حديثه ل"إيلاف" ما تردد عن أعداد معينة قدمت للمحاكمة يوم أمس الإثنين وقال: "لم يقدم أي عدد وكل ما ذكر من أرقام مجازفة, حيث لم تشهد المحكمة أمس حضور المتهمين لمقر المحكمة، حيث لا تزال اجراءات المحاكمة في بدايتها وتتطلب عددا من الإجراءات والاطلاع على لوائح الادعاء عليهم، ومن ثم تحديد مواعيد الجلسات التي سيحضرها المتهمون للمثول أمام القضاة. وأضاف: ما يحدث الآن استكمال أوراق وتقديم الملفات من قبل هيئة التحقيق والإدعاء العام للمحكمة ووزارة العدل ستكون مسؤولة تمام المسؤولية عن المحاكمة وإجراءاتها ولن تتدخل الداخلية السعودية سوى في توفير الحماية فقط ... القضاء له ثقته واستقلاليته في السعودية".

وتحدث المصدر الذي رفض ذكر اسمه بقوله "هناك اتهامات توجه للسعودية بانها تدعم الإرهاب وما حدث من قرار ذكي وحكيم من وزارة الداخلية يدحض كل هذه التهم بطريقة هي الاوضح للجميع,المحاكمة تتم في محكمة عامة وليست محكمة عسكرية مثلما يحدث في بعض الدول...بل تتم المحاكمة في محكمة عامة وأمام قضاة شرعيين من نفس الفئة التي يحاول الغرب لمز السعودية بأنها تدعم الإرهاب وهذا دليل على أن السعودية لا تقف مع الإرهاب أبداً ولا تؤيده".

وعن المحاكمة هل ستكون جماعية أم لأ قال المصدر "هذا ضرب من ضروب الخيال المستعجل الذي يقوم به البعض ليصنفه على أنه سبق صحافي مثلاً ... نحن لا نحاكم المتطرفين من الإخوان المسلمين مثلاً على قضية مظاهرة أو تحريض هناك إرهابيين متهمين في نفس القضية وهناك متهمين في قضايا تحريض إلكتروني وهناك آخرين في قضايا تفخيخ وكل له أقواله التي سيدلي بها وحتى الملفات الخاصة التي ستقدم للمحكمة فيها تفصيل كل شخص وارتباطه بالجريمة الأخرى أو اقتصار التهمة على نشاط واحد وجريمة واحدة".

الجدير بالذكر أن المحكمة العامة بالرياض خصصت دورين منفصلين عن الأدوار الأخرى بالمحكمة لتكون مقراً للمحاكمات والنظر في قضايا المتهمين بعيداً عن الأقسام الأخرى والمراجعين للمحكمة لضمان "الخصوصية". كما شهد مقر المحكمة تواجد عدد من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ووكالات الأنباء والصحف من أجل تغطية بدء إجراءات المحاكمات، فيما شهدت أروقةالمحكمة تواجداً أمنياً مكثفاً في السلالم حيث تم ايقاف المصعد الكهربائي عند الطابق العاشر فقط وذلك بعد تخصيص الطابقين (11) و(12) لجلسات المحاكمة وهي الطوابق الأخيرة من مبنى المحكمة.

من جهته، قال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن عدد الإرهابيين الذين اكتملت أوراق محاكمتهم وتم تحويل أوراقهم للقضاء للنظر فيها وبدء جلسات إصدار الأحكام في حقهم بلغ (991) إرهابياً شاركوا في تفخيخ السيارات أو محاولات الإغتيال والخطف أو التخطيط للتفجيرات في السعودية .

وأكد الأمير نايف في تصريحه لوكالة الأنباء السعودية قبل ساعات أن وذلك بعد أن هذا العدد ممن استكملت بحقهم قرارات الاتهام ولوائح الادعاء ، وسوف يتم تباعاً إحالة من تستكمل بحقه تلك الإجراءات من المتورطين في أنشطة الفئة الضالة.

يأتي تصريح وزير الداخلية بعد انقضاء أول يوم أعلن فيه أنه هو الموعد المحدد لبدء محاكمة الإرهابيين في السعودية والمتورطين في أعمال التفجيرات التي بدأت منذ 12 مايو من العام 2003م في المملكة وبدأت بتفجير 3 مجمعات سكنية شرق العاصمة الرياض ثم تبعها تفجير مجمع المحيا السكني وبعده تفجير مبنى الأمن العام ومن ثم هجوم على مجمع سكني في الخبر وكذلك شركات بترولية وبعده الهجوم على مصفاة بقيق,إضافة إلى أكثر من (30) عملية إرهابية متفرقة قام بها الإرهابيون في السعودية على مدى ثلاث سنوات متتالية .

ووجهت قوات الامن في المملكة ضربات استباقية كان حصليتها في الثلاث سنوات الأخيرة فقط ما يفوق (160) عملية استباقية جاء فيها إحباط لمخططات إرهابية لتفجير مناشط حيوية في المملكة واستهداف منشآت نفطية.

وفيما يلي النص الكامل لبيان وزير الداخلية وتصريحه لوكالة الأنباء السعودية :

في تصريح لوكالة الأنباء السعودية حول البدء بمحاكمة المنتمين لخلايا الفئة الضالة أوضح الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بأن المملكة العربية السعودية تعرضت في الأعوام الأخيرة لحملة إرهابية منظمة ترتبط بأرباب الفتنة والفساد في الخارج وتستهدف المجتمع السعودي في منهجه وثوابته واقتصاده ونمط حياته وتدعو لإشاعة الفوضى ولها ارتباط مباشر بالتنظيم الضال الذي يتبنى التكفير منهجاً والمسمى بالقاعدة ، وهذه الحملة الضالة الظالمة التي استهدفت المملكة العربية السعودية التي تحكم بشرع الله وتضم بين جنباتها البقاع الطاهرة ومهابط الوحي ويتشرف ولي أمرها ومواطنوها بخدمة الحرمين الشريفين لم يشهد لها العالم مثيلاً في وقتنا الحاضر فبالإضافة إلى تكفير المجتمع انطلاقاً من فكرهم المنحرف فقد نفذ القتلة المجرمون ما يزيد على ثلاثين عملية داخل أرض الوطن شملت صنوف الحرابة من تفجير واغتيال وخطف وترويع وما يرتبط بذلك من تهيئة وتدريب وتجهيز وتمويل كان في طليعتها انفجارات شرق الرياض الثلاثه ومجمع المحيا ومبنى الإدارة العامة للمرور ومقر وزارة الداخلية ومقر قوات الطوارئ الخاصة ومصفاة بقيق واغتيالات الخبر والتي استهدفت جميعاً المواطنين والمستأمنين ورجال الأمن والوطن في اقتصاده ومقدراته وقوت أبنائه وقد تمكنت قوات الأمن بتوفيق الله من إحباط ما يزيد على مائة وستين عملية كفى الله العباد والبلاد بلطفه شرها حيث كان لرجال الأمن شرف المواجهة مع هذه الفئة الضالة وقضى منهم في ساحات العز والشرف أربعة وسبعون نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء ، كما أصيب منهم ستمائة وسبعة وخمسون ، وقد وقع الأبرياء من المواطنين والمقيمين ضحية لتلك الاعتداءات الآثمة حيث بلغ عدد القتلى تسعين والمصابين أربعمائة وتسعة وثلاثين أما الدمار الذي خلفته تلك الحملة فمن الصعب الإحاطة بآثاره المادية والمعنوية خاصة تلك التي طالت سمعة الدين الحنيف والمنهج القويم والسنة المطهرة والعمل الخيري في العالم وإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين ، وزرع الفتنة من خلال محاربة الوطن بأبنائه وخدمة الأعداء في تحقيق مآربهم وطموحاتهم التي عجزوا عن الوصول إليها على مدى قرون طويلة .

ومن نظرة سريعة إلى ما تم ضبطه من أسلحة ومتفجرات تتضح الأهداف الحقيقية لهذا التنظيم الضال ومن يقف وراءه فقد تجاوزت كمية المواد المتفجرة التي ضبطت من مواد / آر . دي . أكس / و / سي .

فور / و/ تي . أن . تي / ثلاثة أطنان وما يزيد على خمسة وعشرين طناً من الخلائط المتفجرة ذات القدرة التدميرية العالية وكمثال على ذلك فقد استخدم منها نصف طن تقريباً في اعتداء مجمع المحيا هذا بالإضافة إلى الآلاف من القذائف باختلاف أنواعها وصواريخ متنوعة مع بطارياتها وقنابل مستوردة وأخرى مصنعة محلياً وكميات من سم الساينايد القاتل والآلاف من قطع الأسلحة الرشاشة والبنادق والمسدسات والوسائط المشركة يضاف إلى هذا كله نتاج فكري منحرف يتبنى تكفير المجتمع ويستبيح دم أبنائه ظهر على شكل مطبوعات يتداولونها عبر شبكة الإنترنت وامتلأت بها آلاف من أجهزة الحواسيب التي ضبطت بحوزتهم .

وفي هذه البلاد التي تحكم بشرع الله وتكفل أنظمتها حق التقاضي أمام المحاكم وفق الضمانات القضائية المعتبرة في نظام القضاء دون استحداث لآليات أو إجراءات جديدة فقد تم البدء بإحالة / 991 / متهماً من المتورطين في القضايا آنفة الذكر إلى القضاء الشرعي وذلك بعد أن استكملت بحقهم قرارات الاتهام ولوائح الادعاء ، وسوف يتم تباعاً إحالة من تستكمل بحقه تلك الإجراءات من المتورطين في أنشطة الفئة الضالة . والله المسؤول أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأن يرد كيد كل حاقد وحاسد وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان . إنه سميع مجيب .

المحكمة العامة في الرياض حيث تجري المحاكمات