عزيز: صدام كلفني في الطائرة بإعادة العلاقات مع أميركا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طارق عزيز.. رجل الدبلوماسية والسيكار (4/8)
عزيز: صدام كلفني في الطائرة بإعادة العلاقات مع أميركا
لعنة "رياض ابراهيم" تلاحق رغبة العراق في إسترجاع أميركا!
طارق عزيز: معاهدة جبر- بيفن صنعته سياسيًا ووجد في البعث ضالته!
الطريق الى مجلس قيادة الثورة .. وأسباب قطع القمح عن العراق
زيد بنيامين من دبي: شكلت استضافة العراق لمؤتمر دول عدم الإنحياز عام 1982 محطة مهمة في أجندة صدام حسين ولذلك أعد قصر المؤتمرات الذي سيكون أحد معالم بغداد في وقت صدام ووقت من سيأتي بعده، ويعلق طارق عزيز في إحدى مقابلاته بالقول " في عام 1979 في مؤتمر دول عدم الإنحياز الذي عقد في هافانا كان من المقرر أن يستضيف العراق القمة التالية عام 1982، وحينما كنا في طريق العودة من العاصمة الكوبية، كنت أجلس إلى جانب الرئيس، وقال لي "طارق، سنتزعم دول عدم الإنحياز ولا اعتقد أنه من المناسب ألا تكون لدينا علاقة مع القوة العالمية الثانية، لدينا علاقة جيدة جداً مع الإتحاد السوفييتي، وعلينا أن ننظر بعين عديمي الإنحياز، لدينا إختلافاتنا مع الولايات المتحدة بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي ولذلك علينا أن نعد لهذا الأمر بكثير من الحذر، من دون تسرع، أريد إعادة العلاقات العراقية الأميركية".ويكمل عزيز حديثه بالقول "لم يكن دوري وزيرا للخارجية وقتها، ولكن كما قلت لك فيما بعد وباعتباري نائباً لرئيس الوزراء كنت مسؤولا عن تقديم استشارات في ما يخص السياسة الخارجية، عمل بعض المهمات الخاصة ومتابعة بعض الملفات الخاصة ايضاً، بدأنا في ذلك الوقت التفكير في اعادة العلاقات ولم يكن هناك اي تسرع، لانه كان امامنا ثلاث سنوات قبل ان نكون قادة دول عدم الانحياز، ثم بدأت الحرب، فقلنا ان اعدنا علاقاتنا في بداية الحرب فان السمعة السيئة ستلحق بها، سيقولون ان العراق ارتمى في حضن الولايات المتحدة من اجل ان يواجه ايران وهذا لم يكن حقيقة الامر، لم نكن بحاجة الى مثل هذه القفزة لاننا كنا مستعدين ان نحمل المسؤولية عن انفسنا".
ويضيف "لم نجر اي اتصالات حتى العام 1982، قبل ذلك لم تكن تجمعنا اي علاقات مع الادارة الاميركية، في عام 1982 تم تقديم طلب الى وزارة الخارجية العراقية من قبل مسؤول رعاية المصالح الاميركية في العراق طالباً رفع مستوى اتصالاته بنا، كان يتصل بوكيل وزارة الخارجية ويلتقيه لانه كان مسؤولاً عن علاقاتنا بالغرب وخصوصا اوروبا الغربية والولايات المتحدة، وكان هناك استقبالات واستماع للمسؤول الاميركي متى ما طلب ذلك، ونقل ذلك الى الوزارة متى ما كان الموضوع مهماً".
ويؤكد عزيز ان الرئيس صدام رد على طلب المسؤول الاميركي بفتح الابواب امامه قائلاً " يستطيع ان يراني متى شاء، وبدأت انا استقبله، واناقش معه الوضع بصورة عامة، بخصوص المنطقة والعلاقات الثنائية، في ذلك الوقت ايضاً استقبلنا عددا من اعضاء الكونغرس الاميركي في مهمة كشف حقائق في العام نفسه 1982 وقد التقيتهم وفتحت نقاشات مطولة معهم عن العلاقات الثنائية والصراع الاسرائيلي العربي، ايران، الخليج، والعديد من الموضوعات، وادركنا فيما بعد أن هؤلاء الناس فهموا لماذا نريد استئناف علاقاتنا بهم، علينا ان نؤكد لهم قدرتنا في صد ايران، بعد ان مرت سنتان على بدء الحرب، لذلك لو فتحنا الخط معهم لن يتم فهم تلك العلاقات بصورة خاطئة".
ويواصل عزيز روايته بالقول " في تلك الايام تحديداً أرسل الرئيس ريغان مبعوثاً الى بغداد والى العديد من عواصم الشرق الاوسط لبحث وضع المنطقة، وفي خريف 1983 خلال اجتماع الجمعية العامة بحثنا مسألة إعادة العلاقات وقد تم تعيين حمدون باعتباره نائباً لوزير الاعلام، وقد اخترناه انا والرئيس لكي يقوم برعاية المصالح العراقية في واشنطن، وارسلناه الى العاصمة الاميركية، وبدأ الاتصالات مع الحكومة الاميركية، ومسؤولين على اعلى المستويات في الادارة، وتدريجياً تم استئناف العلاقات، ولم يكن للامر علاقة بايران، لان الموضوع ورد على اذهاننا منذ سنوات سابقة قبل استئناف العلاقات فعلياً واعتقد ان الامور تجري في مسارها الطبيعي" ويضيف "اريد ان اقول شيئاً هنا لم تكن حكومتنا هي التي قطعت العلاقات مع الولايات المتحدة بل الحكومات العراقية التي سبقتنا، ورغم اننا فعلنا ذلك في عام 1991 وقطعنا العلاقات مع الولايات المتحدة وبريطانيا والدول التي شاركت في (العدوان) على العراق لكننا لم نكن نؤمن في مسألة قطع العلاقات لانها ليست في فلسفتنا او في دبلوماسيتنا ان نقطع علاقات مع دول لدينا اختلافات معها او حتى مع اعدائنا، لاننا في النهاية بحاجة الى الحديث، حتى مع اعدائنا، وفعلنا ذلك ونجحنا حتى وان كان العلاقات مع اميركا قد عادت لفترة وجيزة وقتها".
كان الهدف الاميركي من دعم العراق واضحاً، فالعراق مثل لواشنطن طريقا لحل الخلاف العربي الاسرائيلي بدل مصر التي لم تكن مهيأة بعد لذلك الدور بخروجها من الحضن العربي حيث تقول وثيقة نشرتها صحيفة (النيويورك تايمز) عام 1992 ويعود تاريخها الى 9 نوفمبر 1989 وهي موجهة من وزير الخارجية الاميركية جيمس بيكر الى نظيره العراقي طارق عزيز يؤكد فيها بيكر قيام الولايات المتحدة الاميركية بالموافقة على خطة تموين حبوب جديدة للعراق سعياً لان تمارس بغداد تأثيرها على الفلسطينيين ليشاركوا في محادثات سلام مع اسرائيل، وهو ما يؤكد ان واشنطن استخدمت مسألة تموين القمح للعراق من اجل الحصول على تنازلات فلسطينية عن طريق العراق، وكان تجميد هذا التموين في 1990 احد اسباب التصادم الذي وقد في الثاني من اغسطس 1990 وغزو الكويت.
وقد جاء الكشف عن الوثيقة من ضمن وثائق نشرتها اللجنة الزراعية في الكونغرس الاميركي عام 1992 من ضمن تحقيقات اجريت لقضايا داخلية حيث اتخذت هذه الوثيقة كدليل ضد ادارة بوش التي تعاونت مع الرئيس العراقي صدام حسين وقدمت له العديد من التسهيلات.
كانت ابريل كلاسبي هي التي سلمت الرسالة من بيكر الى عزيز حيث تضمنت الرسالة جملة نصها انه (اي بيكر) "سعيد لاخبارك ايها السيد عزيز بقرب وصول فريق وزارة الزراعة الى بغداد من اجل التفاوض حول صفقات جديدة من ضمن شروط مقبولة بالنسبة إلى العراق" مضيفاً "ان هذا القرار يعكس مدى اهمية العلاقات التي تربطنا بالعراق من وجهة نظرنا "
ويؤكد بيكر في الرسالة التي اتت بعد شهر واحد من لقاء جرى بين طارق عزيز وبيكر في واشنطن ان الولايات المتحدة الاميركية "قد وصلت الى مرحلة حرجة في دبلوماسيتها، حيث تعمل الحكومة المصرية بشكل ايجابي مع الفلسطينيين من اجل ان يستجيبوا الى اتفاق مبادئ من خمس نقاط من اجل البدء بحوار اسرائيلي فلسطيني، وسيكون من المفيد ان يستخدم العراق وزنه مع كلا الطرفين من اجل ان يستجيب الفلسطينيون بايجابية للمقترحات المصرية" مضيفاً "نأمل للسياسة العراقية ان تبتعد عن التصريحات العلنية".
وكان اللقاء الذي جرى بين عزيز وبيكر في 6 اكتوبر 1989 قد تم الحديث فيه عن مخاوف العراق من الحديث المتصاعد عن ترسانة العراق من الأسلحة المحظورة حيث قال بيكر لعزيز "بالنسبة الى التكنولوجيا، فإن وزارة الخارجية الاميركية تعترف ان الولايات المتحدة لديها بعض المخاوف من انتشار الاسلحة النووية، وان هذه المخاوف هي من كل دول العالم وليست من العراق" بحسب الملاحظات السرية التي سربتها صحيفة النيويورك تايمز للقاء الذي جرى بين الرجلين.
المصادر:
مجلات (التايم، فورين افيرز، نيوزويك) الاميركية
ارشيف صحيفة النيويورك تايمز
ارشيف صحيفة لوس انجلوس تايمز
لقاء لطارق عزيز مع برنامج (الفرونت لاين)
في الحلقة الخامسة:
"لقد تصرف الكويتيون باهمال وبصورة تنم عن عدم المسؤولية وهو ما قادنا الى ما وصلنا اليه فيما بعد"
طارق عزيز في 1998 اثناء استذكاره لاحداث اغسطس 1990
التعليقات
رحمة الله عليك
عمر العراقي -رحمة الله عليك فأنك كنت تعلم جيدا من هم الاكراد
فعلا
ابن كركوك الاصيل -فعلا ما قلته يا ايها الاخ فهولاء يريدون نهب العراق كله
رحم الله صدام حسين
الشحي -رحم الله صدام حسين المجيد التكريكي ورحم من هم استشهدو معه والله أكبر والله أكبر وعاشت أمتنا المجيدة