حقوقيون: الاتهامات كيدية وهدفها الحقيقي كبت الصوت

لليوم الثاني الأهرام تواصل التحقيق مع صحافي مصري:
حقوقيون: الاتهامات كيدية وهدفها الحقيقي كبت الصوت

التحقيق مع صحافي مصري بتهمة الظهور عبر "الجزيرة"

الأهرام ترفض التعليق على قرار منع صحافييها من الكتابة خارجها

محمد حميدة من القاهرة: تواصل اليوم الشؤون القانونية في مؤسسة الأهرام لليوم الثاني على التوالي التحقيق مع الزميل نبيل شرف الدين الذي يعمل محررا سياسيا بإحدى مطبوعات المؤسسة، والذي مثل الساعة الثانية بعد ظهر الثلاثاء أمام مستشار من النيابة الإدارية بالأهرام لسماع أقواله بشأن الاتهامات الموجهة إليه من قبل عبد العاطى محمد رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي التى يعمل بها الزميل. وتضمن التحقيق معه فى حزمة من الاتهامات أبرزها ظهوره عبر قناة الجزيرة فضائية بدون إذن او علم المؤسسة، ورد نبيل شرف الدين في التحقيق مؤكداً أن كافة هذه الإتهامات كيدية وعلل تلك الإتهامات بما سبق أن أبداه من ملاحظات وإنتقادات حول أوضاع المجلة المهنية التي أدت إلى انهيار توزيعها، وتراجع مستواها على نحو واضح.

وسبق حضور الزميل شرف الدين الى مبنى الإدارة القانونية عشرات من الصحافيين والمحاميين وممثلي المنظمات الحقوقية ومعنيين بقضايا حرية الرأي والتعبير، أكدوا أنهم حضروا لمؤازرته وتضامنا معه، خاصة انه لا يوجد أي قانون يمنع ظهور الصحافي كضيف على الفضائيات، بل هو عرف يتكرر يوميا عبر الفضائيات العربية والأجنبية من قبل الصحافيين العاملين بالمؤسسات الصحفية فى مصر وفي مؤسسة الأهرام ذاتها.

على هامش التحقيق
وشهدت الساعة التي سبقت مثول نبيل شرف الدين أمام هيئة التحقيق، حالة من الشد والجذب عندما منع رجال الأمن بالأهرام دخول الكاميرات التابعة للقنوات الفضائية التى جاءت لتغطية الواقعة إلا بإذن او تصريح من رئيس مجلس إدارة المؤسسة مرسي عطالله، وهو ما اضطر الزميل شرف الدين الى إجراء لقاءاته مع هذه الفضائيات خارج جدران المؤسسة في الشارع. وحضر التحقيق مع شرف الدين كل من جمال فهمي ممثلا عن نقابة الصحافيين طبقا للائحة، والمستشار نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، وجمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان, والمحامى وائل حيدر.

وقد حاول عدد اخر من المحامين المتضامنين وممثلي المنظمات الحقوقية المعنية بالدفاع عن قضايا الحريات العامة وحرية التعبير الحضور معه، لكن رفضت الإدارة السماح لهم بدعوى تطبيق اللائحة، مما أثار ذلك خلافا حادا بين اللجنة والإدارة حول نص اللائحة استمر لعدة دقائق انتهى بعد ان تمسكت الإدارة بموقفها، ولم يبدأ التحقيق إلا بعد إخلاء الغرفة. أما المحامي وائل حيدر فقد صرح للصحافيين لدى انتهاء التحقيق "الاتهامات المنسوبة الى شرف الدين كيدية " واضاف مستغربا "الاتهامات ليست موجودة فى لائحة المؤسسة وليس لها محل"، وتوقع ألا ينتهي التحقيق الى شئ.

تصعيد متبادل
وفى حالة استمرار وإصرار مؤسسة الأهرام على توقيع الإيذاء ضد شرف الدين فمن المتوقع ان تدخل المؤسسة فى معركة مع الحقوقيين ونقابة الصحافيين ، هذا ما قاله المستشار نجيب جبرائيل مؤكداً أنه سيلجأ إلى القضاء المصري وتصعيد الأمر الى المنظمات الدولية وأيضا منظمات صحفيين ومراسلين بلا حدود والمجلس الدولى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالإضافة الى مطالبة مصر بتفعيل التزاماتها التى وقعت عليها فى المواثيق الدولية ومنها احترام حرية الرأى والنشر والفكر. وتساءل جبرائيل عن سبب عدم اتخاذ الأهرام نفس الإجراءات مع شرف الدين وتحول كتابها الكثيرين الذين يتناوبون فى الظهور على شاشات الفضائيات العربية والدولية.

ووصف الدكتور نجيب جبرائيل ما يحدث مع نبيل شرف الدين بأنه "حالة فريدة وغريبة وتبدو كأنها متعمدة، وأن الهدف الحقيقي منها هو كبت الصوت الليبرالى الحر الذى خرج من منظومة عباءة سياسية حكومية " على حد قوله. واضاف انه موقف مؤسف للغاية من جريدة الأهرام ان تحيل احد الصحافيين واحد كتابها البارزين للتحقيق معه لمجرد ظهوره فى قناة فضائية.

ووصف جبرائيل قرار الإحالة بأنه "انتهاك لحرية التعبير والرأي وتقويض لحرية الفكر ويهدد المؤسسة بفقدان مصداقيتها، بهدف إجباره وخضوعه لسياسة يؤسف ان الأهرام اليوم قد اتبعتها وهى سياسة حكومية بعد ان كنا نرى الأهرام فى قالب أخر ". ودعا جبرائيل نشطاء حقوق الإنسان للوقوف ضد ما وصفه بالهجمة الشرسة ضد شرف الدين, لان ما يتعرض له اليوم سيتعرض له كبار الصحفيين غدا واعرب عن أمله فى إصدار بيان من جموع صحافيي الأهرام يدين ما يتعرض له شرف الدين.