حظائر الأبقار فوق جثث الموتى الفلسطينيين في إسرائيل
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حظائر الأبقار فوق جثث الموتى الفلسطينيين في إسرائيل
تبعد البروة مسافة 10 كيلومترًا عن مدينة عكا الجليلية، وبلغ عدد سكانها عشية التهجير حوالي الـ 1700 نسمة، حيث لجأ أهلها الى قرية جدّيدة- المكر القريبة، واليوم يبلغ عددهم نحو 6000 لاجئ، بينما هناك الافٌ مؤلفة من القرية يعيشون في الشتات. وفي حين هُدمت مدرسة القرية والجامع والكنيسة في العام 1950، بقيت المقابر الاسلامية والمسيحية تنغّص على المستوطنين استقرارهم، حتى بدأت سلسلة التضييقات على زوار القرية من الفلسطينيين، وجلهم من أبنائها الأصليين، وعندما تطاول المستوطنون على حرمة المقابر، وعاثت الأبقار في المكان خرابًا، شُكّلت لجنة شعبية لأهالي البروة، ولجأوا لمؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، فتقدموا بشكوى الى النيابة العامة، وتحولت قضيتهم الى المحاكم، وأخيرًا جاءَ القرار ليطال مقابر عائلة درويش تحديدًا، وقبران تابعان لعائلة عيد. للوقوف على هذا المشهد الإنساني غير العابر، زارت مراسلة "ايلاف" عائلة درويش وعيد، حيث التقت بعائلة الشاعر محمود درويش، والتقت ايضًا بنزار عيد رئيس اللجنة الشعبية لمهجري البروة، وخلال اللقاء أظهر المتحدثون معاناة الفلسطينيين كجزءٍ من مسلسلٍ لا تنتهي حلقاته. الأديب أحمد درويش: "مهمتنا الأكثر إلحاحًا اليوم، تذويت روايتنا الشفهية" يقول الأديب أحمد درويش: "لا استغرب السماح لأبقار المستوطنين بالتجول فوق قبور آبائنا وأجدادنا، فقد اعتادت مديرية دائرة أراضي اسرائيل سلب أرضنا بطريقةٍ او بأخرى، على اعتبار أنها أملاك لاجئين، وبعد أن سكن مستطنون احيهود مداخل القرية، زحفوا نحو الشرق أكثر، ليقيموا مزارع الأبقار فوق أشلاء موتانا". ويتابع: "أنا شخصيًا كنتُ واعٍ لمعالم البروة، هنا بيتنا (دار درويش) و(دار سعد)، خارطة القرية ما زالت في ذهني، معالم حيّة ناطقة. ولا زلنا على العهد، نزور المكان، ونصلي على أرواح الأهل، ونستكشف ونكشف تاريخ الآباء والأجداد، فكل فلسطيني دفن في الأرض، له حكاية فصولها يُكوِّن قاموس فلسطين بكامله... أما الغرابة في الأمر بأنهم يعتقدون أنّ محو قبورنا ونسف معالمنا، سيمحو التاريخ، ويطوي صفحات الذاكرة الجماعية، لكنني أراهن على الأجيال الشابة، التي تفوق الكبار انتماءًا وحرصنا على المكان".
"لأن القبور جزءًا من التاريخ ومن الذاكرة الجماعية ومن الارتباط بالمكان، لذا هناك حاجة للقيام بثلاثة امور مستعجلة: اولاً يجب تذويت الرواية الشفهية وأرشفتها، وثانيًا يجب تكثيف الزيارات للبلدات المهجرة، وثالثًا على الاعلاميين ان يتحملوا مسؤوليتهم، فالمطلوب إثارة الضجة حول مسألة القبور، ومثلما جاء في الحديث النبوي الشريف: ذلك أضعف الإيمان". نزار عيد: "لن نرضى بنبش القبور، مهمًا كان السبب"
"بلدنا العالية ام الشبابيكِهدوها وانهدوا الشبابيكِ
ساق الله ترجع شبابِكويرجع الزمان اللي مضى"
يا ربي ترجع اصحاب الدواوينونرجع ع الزمان اللي مضى" تتوقف وتقول: "كان والدي رحمه الله يقيم ديوان للرجال، يلتقون فيه ويحتسون القهوة السادة، ويحكون حُلوَ الكلام".... ثم بكت ام طارق... بحرقة... وقالت: "رغم أنني وصلتُ الى السبعين من عمري، الا انني احتفظتُ بصحةٍ أحمد الله أنها كانت على ما يُرام، لم أمرض الا عندما رأيتُ حالَ البروة، منظر تقشعر له الأبدان، أرى أهلنا طمسوا تحت التراب، مَن يرى الحال اليوم في البروة، لن يصدق انه كانت هناك قبور... من شدة حزني لم تطأ قدماي هذه السنة أرض الأهل، أتحسر على فراق أحبتي وعلى قبورهم التي أهينت بهذا الشكل". تابعت ام طارق: "إنها جريمة لا تغتفر... فهل يُعقل أن يقام فوق قبور اهلنا الذين اعتدنا على زيارتهم منذ ستين سنة، أن نرى "المواشي والبقر ترتع فوقها؟!"، هل يعقل أن تطمس معالم المكان بأحجار الكركار، لتختفي كل معالمنا عن سطح الأرض؟!...". وتختم ام طارق حديثها بالتوعُد على الظالمين فقالت: "يا ويلهم من الله... ظلمونا حكام اسرائيل!!!". وكان لقاؤنا الأخير مع الوالد محمد العيد (مواليد عام 1934)، وهو أحد الذين أدلوا بشهادة مكتوبة، بأنه كان شاهدًا على إقامة القبور في قرية البروة قبل عام التهجير 1948، وهو يشير أنه كان حاضرًا ومشاركًا في جنازة والدته التي توفيت عام (1943). ويؤكد أبو نزار أنه عاشَ فترة جميلة في قرية البروة، حيث تعلّم حتى الصف الرابع في مدرسة القرية، واستكمل تعليمه سنة اضافية في الصف الخامس في قرية كفر ياسيف المجاورة...
ابو نزار ورغم أنّ الكِبَر أخذ منه الكثير من الحيوية إلا انه ما زال يحتفظ ببعض الذكريات التي تُنسى، فهو يُسمي البروة "سُكّرة الجليل"، لأنها كانت مركزًا تجاريًا هامًا، يربط الشاغور بكافة مناطق الجليل، اعتمد الاهل على الزراعة، وكان وضعهم الاجمالي على ما يرام... ويعترف أبو نزار بأنه لم يذق راحة البال منذ أن رحل عن دياره... وهو الذي قادته رجلاه الى مدينة حلب ليقضي هو وبعض الرجال نحو شهرين، ليعودوا متسللين الى الوطن، وليسكن هو في قرية كابول الجليلية... حزينًا بدى هذا الرجل الذي عايش النكبة وذاق الجراح... ولوّعته قصص الموتى والراحلين... لكنه اليومَ حزين أكثر لانتهاك قبور الموتى... كما حزن قبل فترةٍ وجيزة لاقتلاع شجيرات السرو، وارفة الظلال، التي كان يحتمي الاحفاد تحت أفيائها، هاربين من حر الصيف وأمطار الشتاء.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من يهن الله فماله من
فهد بن محمد السنيدان -جزاءً وفاقالهذا الذي أريد زوراً أن يرتفع اسمه مع انحرافه وعمالته وجرأته فكان هذا هو قدره ومايستحق نعوذ بالله من الخذلان
حسبي الله ونعم
لا حول ولا قوة إلا -لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم دمر اعداءك أعداء الدين اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم وانصرنا عليهم يا أكرم الأكرمين
رحمة للعباد
سليمان شراري -اتق ربك يا رقم 1
أنت في واد آخر
آدم -ألى السيد رقم 1 مما تبين من تعليقك أنك تعيش في واد والأمة في واد آخر فمن المؤسف أن تسمع أن هناك أناس لايعرفون ولم يسمعوا حتى بمواقف الأهل في ال 48 التي عجز عنها كثيرون من مواقف تشرف الأمة وترفع راسها ورؤوس كانت وما زالت في التراب أنصحك لوجه الله تعالى الذي تعبده أن تستغفر ربك لأنك قد أغتبت مليوني مسلم ومسلمة