إستراتيجية تحرك أقباط مصر 2
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
2
لازلنا نحاول تحديد من يسمع له الأقباط، أو من له أن يتكلم باسم الأقباط. قلنا أن البابا هو ممثل أقباط الداخل إلا قليلا منهم، وأن كثرة تتنازع تمثيل أقباط الخارج سياسيا بعضها مدع وبعضها فعلا له جمهور وتأثير. نستدرك ونقول أن جهد أغلب أقباط الخارج موجه لصالح اقباط الداخل كهدف مباشر ولصالح أقباط الخارج الذين لا زالوا يحلمون بعودتهم من الشتات للأرض التى ينتمون إليها منذ آلاف السنين ويعز عليهم الإبتعاد القسرى عنها كهدف غير مباشر قابع فى دائرة اللاوعى. وهذه العودة لن تكون إلا إن صارت مصر أفضل مكانا مما كانته يوم رحلوا عنها من الناحية السياسية والإجتماعية، وإلا إن أعترف بهم كمواطنين مصريين كاملى الحقوق والواجبات أمام القانون والدولة والمجتمع، وهذا ما يجتهدون وينشطون لبلوغه.
ويوجد أيضا جهد لقلة نادرة من أقباط المهجر دافعه الإنتقام من مآسى وتمييز عنيف حدث ضد أشخاصهم يحملون الإسلام والمسلمين المصريين مسؤليته. وهؤلاء الأخر مع بعض من يشاركونهم تجارب مؤلمة هم أصحاب الآراء المنفلتة التى تطفو أحيانا على الساحة الإعلامية القبطية، وهى الآراء التى تتلقفها الصحف المصرية ذات الغرض –حكومية أو صفراء- لكى تنعت أقباط المهجر بأوصاف تنال من وطنيتهم وإخلاصهم للأرض المصرية. وهذه القلة ينحصر جهدها فى النشاط الدينى الذى يحاول أن يجد ثأره فى النيل من الإسلام كعقيدة يحملونها مسؤلية معاناتهم، وليس لدى هؤلاء أى مشروع سياسى بناء وإن إدعوا غير ذلك.
أول واجبات مؤتمر الإقباط أو المصريين –أيا كان الإسم المختار- والمزمع عقده فى واشنطن هو محاولة تجاوز هذا المعطى السالب. مطلوب تشكيل هيئة من منظمى المؤتمر ومن المنظمات المشاركة فيه تكون لها إختصاصات وظيفية أو جغرافية تعمل متعاونة على توحيد خطاب الخارج القبطى. مطلوب من القيادات التى نظمت ذلك المؤتمر ودعمته بالجهد والمال، والتى ستجلس على منصة المنظمين، أن تتحاور فيما بينها أولا... ثم مع المسلمين الحاضرين ثانيا، فهؤلاء سفراء المؤتمر للداخل المصرى. مطلوب منها أيضا أن تعرض مطالب لا يستطيع احد ذو حس إنسانى أن يمارى فى عدالتها وإستحقاقها الفورى. مطلوب من تلك القيادات ألا تصدم النظام المصرى ولا المجتمع المسلم بخطاب دعائى فج يتضمن أحلام وتخيلات، أو يستخدم لغة تهديدية، وإنما بخطاب موضوعى يأخذ حسابات الداخل المصرى فى الإعتبار.
لتقريب هذه النقطة الحساسة للأذهان فلنسائل أنفسنا عما كان يستطيع المهندس عدلى أبادير فعله لو كان قدر له أن يتولى سدة الرئاسة المصرية. هل كان يستطيع مثلا إصدار دستور علمانى صرف فى اليوم التالى لتوليه الرئاسة؟ هل كان يستطيع مثلا أن يأمر بتعيين ما نسبته عشرة فى المائة من الأقباط بمجلس الشعب؟ هل كان يستطيع أن يأمر بتعيين مئات الأقباط بمراكز الدولة التى يمنع الأقباط من التعيين فيها بما فى ذلك السفراء وضباط المخابرات وأمن الدولة والوزارات السيادية؟ هل كان يستطيع القضاء على الفساد بجرة قلم؟ هل كان يستطيع المهندس عدلى أبادير أن يمنع الإعلام المغرض من إنتهاك أعراض الشرفاء وسب الأقباط وزرع الكراهية فى نفوس الشعب المصرى؟ هل كان يستطيع القضاء على الأخوان المسلمين والجهاد والتكفير والهجرة والفرقة الناجية الخ الخ؟ هل كان يستطيع أيضا إطلاق الحريات ومنع التعذيب والرقى بالأداء الإقتصادى وتشغيل العاطلين؟
الشىء الوحيد الذى كان يستطيعه المهندس عدلى أبادير فى مواجهة كل تلك الإستحقاقات هو أن يبدأ الطريق... وهذا ما ينبغى أن يطالب به مؤتمر الأقباط الدولة أو رئيسها... المطلوب هو البداية فى طريق كل تلك الإصلاحات والإستحقاقات... مطلب بسيط ومنطقى وواقعى وعادل. لتكن صيحة المؤتمر للإدارة المصرية واضحة وواقعية...
مطلوب أول كل شىء إصلاح الإعلام وتمكين المخلصين من أبناء مصر منه ولا داعى للألعاب البهلوانية المكشوفة، فلسنا فى مباراة حذاقة وحيل وألاعيب لأن الرهان الراهن هو مصر والضحايا أولادنا جميعا. (بالمناسبة كيف تمت تخطية علامة إعلامية رائعة كالسيد/ محمد السيد السعيد من رئاسة مجلس إدارة الأهرام؟)
المطلوب إعادة ضخ الماء للمنابع التى جرى تجفيفها فى سلم الدولة الوظيفى وفتح باب الترقى دون تمييز. العالم كله يحارب التمييز على أساس اللون والجنس والعقيدة ولكننا لسوء أدبنا إخترعنا اساسا جديدا للتمييز هو الفقر أو الحالة الإجتماعية، وهذا المطلب يصب لصالح جميع المصريين مسلمين واقباط وجدير بأن يتبناه مؤتمر الأقباط المصريون.
المطلوب تنفيذ القوانين – السارية حاليا- بكل حزم وشفافية وعلى الجميع بعدالة عمياء حقيقية وليست مزاجية، عدالة لا تنظر لعقيدة المتقاضين، ولا تفتش فى صدورهم.
يستطيع المؤتمرون أن يعرضوا نماذج للظلم الفادح والتى هى سند المطالبة بهذه المطالب العادلة والتى لا يستطيع أحدا أن يختلف عليها أو يمارى فيها...
وإلى تكملة...
عادل حزين
نيويورك