الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية؟ ( الحلقة العاشرة)
في "الحلقة التاسعة" من الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية؟ ذكرنا بعض المعلومات ويمكن تلخيصها في مايلي: أحلام قادة الجماعات المتطرفة حول سيناء التي تعتبر حجر زاوية مهم في مستقبل المنطقة العربية، أحلام وزير الإسكان الإسرائيلي، حلم إيران الذي صرح به مؤخراً أحد قادتها هو محو إسرائيل من الخارطة، إسرائيل مرتبطة بسيناء قديماً وحديثاً إبتداء بقصة الخروج والتيه والتي مازالت ماثلة أمام من يدرس التاريخ، ما الذي تريده "إسرائيل" إذن من سيناء والذي تعبر عنه تصريحات وزير الإسكان وغيره؟rlm; وماهي قصة إجتماعات وزير الدفاع الإسرائيلي والقيادات المصرية؟ وماهي حقيقة أهداف إسرائيل تجاه سيناء؟ وهل إعادة إحتلالها هدف مطلوب يمكن تحقيقه في المدى المنظور أم هناك مخططات على المدى البعيد؟ rlm;أسئلة يصعب الإجابة عليها في عجالة دون الربط بين الكثير من العناصر المختلفة، وعليه يخطر على بالنا السؤال التالي هل تصلح سيناء لإشباع ما تحتاجه "إسرائيل" من نفط أو مياه أو ثروات أخرى؟
وفي هذه الحلقة سنتحدث بإيجاز عن أحداث مدينة دهب والتي مازالت الأخبار متضاربة بشأنها ولعل الأيام القليلة القادمة ستفرز معلومات جديدة وسنبدأ بأقوال محافظ سيناء الذي أكد أنه لا علاقة بين تفجيرات طابا وشرم الشيخ مع التفجيرات الثلاث التي ضربت مدينة دهب، كما أن الأنباء تحدثت عن أكثر من 30 قتيلاً ومائة وخمسون جريحاً، أما فيما يتعلق بالتوقيت فإنه يتم عشية الإحتفال بأعياد شم النسيم وأعياد تحرير سيناء من إسرائيل.
ومعظم الخبراء الأمنيون يتحدثون عن ثغرات أمنية واضحة لاسيما انه حدثت ثلاث عمليات إرهابية خلال الفترة الماضية، ومثل تلك العمليات تحدث أضرار جسيمة بالإقتصاد المصري وبالسياحة المصرية، وكانت أول ردود الفعل على الحادث من الرئيس المصري الذي ذكر إنه عمل إرهابي ومن إرتكبه سينال جزاءه بقوة القانون، ومن خلال المشاهدات يتضح أنه هناك تعتيم أمني على ماجرى من تفجيرات في مدينة دهب، وأيضاً يتضح أن التلفزيون الإسرائيلي أنه أكثر نشاطاً من التلفزيون المصري الذي ذكر أن هناك تعزيزات أمنية كبيرة إنتشرت عقب الحادث.
والسؤال المطروح الآن هو هل هناك علاقة بين القبض على أعضاء تنظيم جديد وبين ماحدث في مدينة دهب، وفي كل مرة يحدث فيها عمليات إرهابية يتطرق العديد من الكتاب والصحفيون وخبراء الأمن عن قانون الطواريء الذي مازال العمل به جارياً منذ أكثر من خمسة وعشرون عاماً والذي فرض في أعقاب مقتل الرئيس السادات، وهناك تكهنات بقيام الأمن المصري بحملة إعتقالات واسعة كما هو متبع في مثل تلك الحالات، وبالمقارنة بين ماحدث في مدينة دهب والطوق الأمني الذي فرض على المنطقة من أجل منع اي حالات هروب كما حدث في طابا وشرم الشيخ.
ولايستبعد أن يكون هناك إرتباط بين الفاعلين وبين بعض الجهات الأمنية أو من أبناء المنطقة، وبعد أحداث طابا وشرم الشيخ حدث إتفاق أمني بين شيوخ القبائل وبين الحكومة المصرية لتسليم المطلوبين، ووصفت التفجيرات في مدينة دهب بالبدائية والصغيرة ولكن لا أحد يستطيع تفسير العدد الكبير للضحايا من قتلى وجرحى وخسائر مادية كبيرة في ظل تلك التصريحات، وهناك تعليقات متعددة بخصوص التصريحات الأمنية الخاطئة والمتسرعة وغير دقيقة، ويأتي هذا الحادث كسلسلة من أحداث متتالية أهمها غرق العبارة المصرية السلام 98، وأحداث الفتنة الطائفية في الأسكندرية بين الأقباط وبين المسلمين.
ومما يجدر الإشارة إليه أن هذا الحدث يأتي في أعياد شم النسيم وأعياد تحرير سيناء من إسرائيل، وأيضاً الأحداث السابقة في طابا والتي حدثت في أعياد ثورة 23 يوليو، أما ماحدث في شرم الشيخ فيأتي في ليلة عيد المظلة الإسرائيلي، أي أن هناك جهات تخطط لمثل هذه التواريخ، ولابد من الشفافية في نقل الأخبار وعدم التهوين من شأن ماحدث، والسؤال الآن هو كيف ستتعامل الحكومة المصرية مع الحدث بإعتباره إدارة أزمات وليس حدثاً عرضياً فإذا ماتم إتباع نفس الأسلوب السابق فإن هذا يعني مزيد من الفشل في علاج العمليات الإرهابية.
لذا لابد من معالجة الأمور من واقع إستراتيجية مختلفة وذات مصداقية وشفافية عالية، ويأتي هذا الحادث بعد إسبوعين من التحذيرات الإسرائيلية لرعاياها بعدم التوجه الى المنطقة، ولابد من مراجعة إتفاقية كامب ديفيد والتي تنص في أهم بنودها على التحديد الدقيق لعدد القوات المصرية في منطقة سيناء، ولهذا قد يعزى القصور الأمني الواضح لعدم تمكن الحكومة المصرية من توفير عدد أكبر من قوات الأمن بموجب الإتفاقية السالف الذكر.
ومن يتدبر هذا العمل الإرهابي الجبان يتضح له أن هناك نقلة نوعية في طبيعة منفذي الهجمات فقد يكون من التيار القريب من فكر القاعدة أو هو على علاقة وثيقة بهذا التنظيم، أو أن هناك تنسيق إرهابي لما يحدث في مصر والسعودية والأردن والعراق، ورغم الإستنفار الأمني في المنطقة إلا أننا نجد أن الإستنفار قد يكون كاف في المدن الكبيرة أو المناطق التي حدثت فيها عمليات إرهابية سابقة أما قدرة الأمن على التنبؤ بالأحداث والإستعداد للتكثيف الأمني في مناطق قريبة ومستهدفة قد لا يكون ذو جاهزية، ثم نود أن نتساءل أين هو دور الإستخبارات المصرية التي تستطيع أن تفشل المخططات الإرهابية قبل حدوثها؟ مثل ماحدث بشأن التنظيم الأخير "الطائفة المنصورة" الذي ألقي القبض على بعض عناصره في القاهرة قبل أيام وهذا يدل على التركيز فقط داخل المدن، ويبدوا من تفجيرات دهب أنها نفذت بطريقة منظمة واحترافية بحسب آراء المراقبين خاصة وأنها تزامنت مع احتفال مصر الرسمي بذكرى تحرير سيناء، مثلما حدث في تفجيرات شرم الشيخ التي تزامنت مع الاحتفال بذكرى حركة يوليو/ تموز 1952.
ويرى مراقبون أمنيون أن بعض هذه الهجمات قد يكون ردا انتقاميا على أسلوب تعامل أجهزة الأمن المصرية مع سكان شبه جزيرة سيناء منذ تفجيرات طابا في أكتوبر/تشرين الأول 2004، وما أعقبها من حملات اعتقالات واسعة أثارت سخطا على السلطات وهي تعبير عن مشاعر الإحباط السائدة، ولتوجيه ضربات موجعة للحكومة تستهدف بشكل أساسي الاقتصاد المصري.
والآنrlm;،rlm; تقف "إسرائيل" على الحدود عاجزة عن إرسال سياحها الى سيناء الذين إرتادوها كثيراًrlm;،rlm; وعاجزة عن تشغيل المنفذ المؤدي الى مصر في سيناء بعد إنسحابها من قطاع غزة أوعبر ميناء إيلات حيث لعب العامل الأمني وكراهية العرب للإسرائيليين الدور البارز في طرد السياح الإسرائيليين من شبه جزيرة سيناء rlm;.rlm;
لهذا جاء بيان قيادة وحدة مكافحة الارهاب قبل إسبوعين بمطالبة السياح الاسرائيليين بمغادرة سيناء لأنهم مهددين من ثلاثة منظمات: خلايا القاعدة، وخلايا مرتبطة بمنظمات فلسطينية، وخلايا محلية تابعة لاسلاميين مصريين يجندون عناصرهم بين بدو سيناء، الأمر الذي يجعلنا بحاجة الى المزيد من القراءة والتحليل لندرك الإجابة على سؤال: هو مازال ماثل أمامنا: الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية؟
مصطفى الغريب
شيكاغو