أصداء

نقص الإرهابيون واحدا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُون

خبر المليون دولار كان مقتل الزرقاوي في عملية جريئة. على أهمية هذا الخبر وخطورته كان هناك أصوات حاولت التشويش على هذا الانتصار الكبير الذي أنجزه العراقيون على احد رموز الإرهاب.

قتل هذا الإرهابي كشف العديد من الحقائق. أول هذه الحقائق أن الزرقاوي شخصية حقيقية موجودة على الأرض العراقية وليست مجرد وهم أو شخصية وهمية خلقتها الولايات المتحدة. ويحق للعراقيين الآن ولكل محبي السلام ومحبي الحياة أن يفرحوا للخلاص من هذا الإرهابي.

خبر مقتل الزرقاوي نزل كالصاعقة عل أنصاره ومشايعيه ومريديه كما يحلو للبعض تسميتهم. ودليل نزول الخبر كالصاعقة على هؤلاء ما قاله مراسل الجزيرة في عمان وما قاله منتصر الزيات من القاهرة وما قاله محمد القبيسي من هيئة علماء السنة العراقيين.

من الواضح أن قتل الزرقاوي كان بالفعل ضربة صارخة قوية للإرهاب ومناصريه وخصوصا أولئك الساكنين بعيدا في لندن والقاهرة وعمان وبيروت.

لقد حاول هؤلاء الأنصار التقليل من أهمية مقتل الزرقاوي. وبداوا في التحليل و التقييم والقول انه لم يكن رقما كبيرا في تنظيم القاعدة وانه كان مطرودا من القيادة السياسية للتنظيم وانه ليس وحده وما إلى ذلك. ومهما يكن الأمر سواء كان ضمن قاعدة بن لادن أم خارجها، فلا فرق، فالاختلاف خارجي فقط والتشابه بين الجانبين أكيد في الجوهر.

وفي الوقت نفسه ظل هؤلاء يمجدون بهذا الإرهابي ووصفه بالمجاهد والشيخ وصاحب الطريقة بل بلغ الأمر بمنتصر الزيات أن يترحم على الزرقاوي ويدعو له بالمغفرة.

نعلم انه لا تجوز على الميت إلا الرحمة ولا شماتة في الموت. ولكن هل يعتقد الزيات أن الله يمكن أن يغفر للزرقاوي ما اقترفت يداه؟ كيف يمكن للإنسانية أن تنجب أنذالا يترحمون على الإرهابيين ويطلبون لهم المغفرة ويبررون لهم أعمالهم الدموية؟

لقد ثبت أن الإرهابيين جبناء يجتمعون في الجحور والأماكن المهجورة كالغربان والخفافيش. كما أنهم يحتمون بالنساء والأطفال. تحدثوا قبل مدة عن مجزرة حديثة والاسحاقية. ومن قبلها الفلوجة ومن يعرف هؤلاء الإرهابيين يعرف كيف أنهم يختبئون بين النساء والأطفال. بل لا يتورعون عن قتل النساء والأطفال وإلصاق التهمة بغيرهم وعوام شعبنا العربي ودهمائه يصدقون ذلك ولا يمكن إقناعهم بالعكس.

على أي حال، ما يثير الاستغراب هو أن يكون هناك بين المثقفين والصحافيين والإعلاميين من يبرر للإرهاب أعماله الدموية. ومقتل الزرقاوي اليوم كشف الوجوه وكشف المستور. كيف يمكن لأي إعلامي لديه شيء من الإنسانية أن يصف أعمال الزرقاوي الإرهابية في العراق بأنها مقاومة باسلة ويصفه بأنه مجاهد؟

كيف لهؤلاء أن يقولوا أن ما قام به الزرقاوي كانت أعمالا موجعة للاحتلال؟ هل تفجير مواكب الزائرين للعتبات المقدسة أعمالا جهادية موجعة للاحتلال؟ هل قتل الأطفال وطلاب المدارس والمجندين العراقيين أعمال مقاومة ضد الاحتلال؟ كيف يمكن أن نفسر لأجيالنا القادمة مجازر الزرقاويين وغيره من العصابات الإرهابية؟

أن الذي قوى من عزيمة الإرهابيين في العراق وشدد من أزرهم موقف المثقفين أو لنقل أشباه المثقفين العرب الذين يفرحون لكل عملية إرهابية في العراق. لماذا؟ لان نجاح الإرهاب يعني فشل العملية الديمقراطية وبالتالية تهيئة الأجواء لعودة الديكتاتورية. أو لنقل إقامة إمارة إسلامية ظلامية كما كان الأمر في أفغانستان. كان هدف القاعدة في العراق أن تنتشر الفوضى ويعم الخراب فيدخلوها كما دخلوا كابول عام أربعة وتسعين.

أن مقتل الزرقاوي حدث كبير سيكون له تأثيره الملموس على الساحة العراقية. سيكشف الكثير من الحقائق. سيعري الكثيرين ممن يستترون ويحاولون تبرير الإرهاب. وقد كشفت العملية عن طيبة أهل العراق ووطنيتهم حيث كانت المعلومات التي نقلوها إلى قوات التحالف عنصرا هاما في الوصول إلى الزرقاوي وتوجيه الضربة القاضية له.

وتعاون العراقيين في هذا الأمر رسالة إلى الأردنيين والعرب الذين ما زالوا يحلمون بإمارة ظلامية على طريقة طالبان: لا بد للأغلبية الصامتة من أن تقول كلمتها. لا بد للشعب أن يستيقظ ويتخلص من الأوهام ويلتفت لمصلحته ويتخلى عن الأحلام وإذا كان المثقفون أو الصحفيون الذين كانوا يقبضون من نظام صدام وبعضهم صار لهم شقق وبيوت في بعض العواصم أقول إذا كانوا يقبضون من نظام صدام أو كانوا متعامين عن الحقائق، إذا كان هؤلاء مصرون على المضي في غيهم والتعامي عن الحقائق ورفض المنطق السليم فان على الأغلبية الصامتة أن ترفع صوتها بالحق وتعلن رفض المنطق الأعرج. لان الكلمة يجب أن تكون للأغلبية وليس للأقلية ذات الصوت العالي.

ومهما يقال عن هذه العملية وبغض النظر عمن شارك فيها فإنها تدل على أن هناك تطورا مهما في مقاومة الإرهاب في العراق وسيأتي اليوم الذي ينعم فيه العراقيون بالأمن والسلام ويتجهون نحو البناء والتعمير.

حسين عبدالله نورالدين
كاتب صحفي
عمان الأردن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف