أصداء

هل صفية السهيل عراقية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو السؤال ساذجا لاول وهلة لولا انه صدر من عراقي فرش بضاعته على الارض يبيع السكائر والعلكة.
جمال صفية يمكن ان يستمر اذا ماازالت مكامن الاغتراب عن الطبع العراقي فيه، واول الامر ترك حقائب المنفى والعيش بين العراقيات المظلوماتولعلي لم أخطا حين لم اجبه عن السؤال، وحق لي ان اقول له ان ابيها عراقي. ولكن هل هذا يكفي لان يصبح المرأ ممثلا لشعب في مجلس النواب؟
وحتى لا اكون حاقدا، أقول للمرة الاخرى ان هذا السؤال طرق الى مسامعي غير مرة. والتفسير السيكولوجي يعود الى أن السيدة صفية لم تكلف نفسها الاقتراب من صورة العراقية الاعتيادية، فمخرج ألفاظها ليست بعراقي، وهي التي عاشت في لبنان واوربا، كما ان سلوكها الاجتماعي والسياسي يوحي بانها تتتخبط بين الظهور في أضواء الماساة العراقية وبين الحنين الى دفء المنفى، وهي تجهل الكثير مما يتوجب على العراقية ان تعجنه في أناء الخبز العراقي.


وصفية هي من اكثر اعضاء مجلس النواب حضورا في الميديا، وأقلهم مكانة وحضورا في الشارع العراقي. وليس بغريب ان يصبح عضو مجلس النواب حقيبة متنقلة بين هذا البلد وذاك، لكن الغريب ان اعضاء كتلة باكملها قد هجعوا في المنافي منتظرين الفرج في ان يتغير اتجاه البوصلة بشكل يتيح له العودة مجددا لاضواء السلطة.

وعراقيون كثيرون يتندرون اليوم على مشهد صفية السهيل لحظة محاولة أغتيال ايادعلاوي في النجف، فقد سال علاوي صفية وقد وقفت خلفه عن عدد الطلقات التي وجهت الى الموكب، فكان جوابها، ربما اربع طلقات الى تسعة. وهذا يختزل شخصية السيدة صفية بمشهد أستثنائي لافت.

ولعلى لاأخطا في القول أن الكثيرين من اعضاء مجلس النواب وصلوا الى المجلس بالتزكية لا
بعدد الاصوات، ولا سيما النساء منهن، وصفية احتلت موقعها في المجلس بناءا على ذلك، وبناءا على قاعدة (..........الفتى من قال كان ابي ).

ولكن مايسر في صفية السهيل انها لم تنجر وراء موجة الحجاب الذي يعصف بفتيات العراق وهن يعانين من ضغط نفسي و لفظي و بدني، يتسم بالقسوة والفظاظة، يصدر فعلياً أو رمزياً، من جراء تكالب الميليشيات على مسخ صورة العراقية وتحويلها الى مشروع طالباني او ايراني قادم. فقد بقيت صفية على سياق هيئتها المعهود، لكنها لم تدخل الزقاق العراقي تتطبع فيه، مزيحة برقع الارستقراطية الذي يختبا خلفه سياسيو المنافي.

وجمال صفية يمكن ان يستمر اذا ماازالت مكامن الاغتراب عن الطبع العراقي فيه، واول الامر ترك حقائب المنفى والعيش بين العراقيات المظلومات، وثان الامر الاقتراب من اللهجة العراقية اكثر حتى يكتمل مشهد المرأة العراقية المتحضرة بمزيد من التالق!

عدنان أبو زيد

adnanabuzeed@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف