أصداء

أعوذ بالله من كلمة أنا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إنني لا استطيع مناقشة قضية العراق كما يناقشها الاخرين لامرين مهمين: اولهما كوني امرأة عاشت طفولتها في العراق و هذ ا يعنى ان هناك روابط عاطفية بيني وبين داربين بغدادي التي حملتها بين طيات ملفات داكرتي ولست على استعداد لنسيانها، وثانيها إنني لا اريد ان اجد تحاليل وفلسفات تاريخية وقومية وكونفوشية لانني لست بصحفية وظيفتها ملئ عمود يحمل بين طياته الاستهجان والمقارنة واللوم والتشفي واثارة النعرة الطائفية اكثر واكثر ولن يوفر حتى كلمة حيادية.

فالكتابة عما يدور في عراقنا واجب وطني يجب ان يكون بعيدا عن التشفي والهجوم واللطم والبكاء والانتقامات الدائرة وتحليل او بالاحرى، إيجاد تبريرات للاحتلال الامريكي الذي حطم العراق وخلع ابوابه وجعله ساحة يلعب بها من تفَه الدهر فاشلا متسكعا عاطلا يقتل ابناء وطني باسم الجهاد، واي جهاد نتكلم عليه في زمن الدولار والديمقراطية المستوردة و الانتخابات الوردية والمروحيات ورجال المرينز اصحاب الاح ذ ية الثقيلة التي ترفس اي باب بها ولا يهم من يكون خلفها إن كان امراءة او طفلة او رجل عجوز.

كلنا نصرخ من خندق واحد وهو العراق، إن ما حصل في البوليسخانة في الكرادة لهي كارثة اودت بحياة من حمل في قلبه بارقة امل بادخال البهجة على قلبه عند المعاناة من حالة نفسية ومصيرية، فجازف الجميع وخرج يتبضع، فحصل ما حصل، ووصلت الايدي القاتلة إلى المخلوقات الناعمة الى الحيوانات الاليفة والطيور الوديعة.


لنكن نحن العراقيين الخلطة السحرية الواراثية والتمازجية بحاجة لجمعة ( اجتماع ) سلام بين القارئ والكاتب ودعوة من احتلوا مجالس الحكم للمشاركة بعصف ذ هني يهرش فيه قادة العراق ومجلس نوابه في البحث عن وسائل للخروج من الازمة او المأساة التي زجوا العراق فيها لاغراض خاصة بهم، ورموا الشعب العراقي باكمله باجواء دموية مليئة بالازمات والفوضى وبالتالي سيعود على المنطقة بالويل والثبور.


لو كان لدينا نيلسن مانديلا عراقيا ينقل العراق من حكم باطش الى حكم سلام واعمار دون اهدار قطرة دم من الشعب الدي عاني لعقود كثيرة، لكننا على العكس ما حصل في العراق مثل الثور
عندما يسقط ويتسارع الكل بحمل سكاكينه لتقطيعه بدون رحمة كي ياخذ كل حصته ناسين الفقراء والمحتاجين. إن ما حصل في العراق لهو قصور امريكي بحت ناتج عن عدم دراسة هده الامة الفتية تاريخ العراق القديم والحديث، ولا العراق ولا شعب العراق. لقد ادخلت في ا ذ هاننهم المحشوة بالاعلام المنظم بان هناك عصابات تريد ذ بح الامريكي، فسكت على جريمة بوش واتباعه من كوندليسا رايس التي وقعت ضحية تحت مطارق الكونجرس الامريكي وبوش ال ذ ي خرج عن قاعدة القادة ال ذ ين وجدوا الضحك على ذ قون العرب باسم الديمقراطية، واصر على أنه صاتع القرارات في بلادي" سؤال بسيط يلفه التعقيد يوجه لاصحاب السيادة ال ذ ين يحكمون ولا يحكمون في بلادي" من يا تُرى صاحب صنع القرار في بغداد؟"


هل يعلم البرلمان العراقي بان خطة بوش مهاجمة من قبل الشعب الامريكي الذي خرج شرقه وغربه محتجاً على خططه الفاشلة، وهل يعلم البرلمان العراقي بان الكونجرس وجه انتقادات لخطة بوش بشأن العراق؟ وهل يعلم من جعل القضية العراقية القبلة الاخيرة لامريكا في العراق بإن امريكا وضعت نفسها في هده المأساة عندما لم تدرس تاريخ العراق ونوعية الشعب العراقي العنود؟


أعو ذ بالله من كلمة انا عندما قال بوش" انا صانع القرارات في العراق ناسيا ان هناك رئيس جمهورية منتخب ورئيس وزراء منتخب!!!!! ورئيس برلمان منتخب!!!! يمثل السيادة للبرلمان الدي يترأسه!!!!! لكن رغم كل المنتخبين بالديمقراطية الامريكية لا قرار لهم.

إن الرئيس بوش بحاجة لجلسة نقاش طويلة يُشارك بها الكونجرس لتجريده من كل صلاحيتاته وإحالته لمكحمة تنزع عنه كل صلاحيته كما اردوا فعلها مع كلنتون من اجل موظفة فكيف بشعب بعيد عن امريكا يفنى من اجل ان يفوز بوش باحلام وهمية ناتجة عن تخرفات سياسية يعتقد بانها الفائزة لان ما زال يبحث عن الانتصار ال ذ ي ضاع منه في العراق.


هل يعرف بوش ما حصل في الكرادة ( البوليسخانة)، وهل يعرف بوش اين تقع البوليسخاتة المكتظة بالمتسوقين؟ وهل يعرف بوش اين يقع سوق الغزل بعصافيره وطيوره المنوعة وحيواناته الاليفة التي كنت ازورها مع خالي لحبي للحيوانات الاليفة؟


إن الخسارة التي سببه الغزو للعراق وامريكا والتي لم تعرف اهدافها ليومنا هدا، جعل الشارع الامريكي يخرج محتاجا والشارع العراقي محمولا بتوابيت الى مثواهم الاخير.
كفانا وفودا تحقق في الحرب، و كفانا قرارات لا تحلب ولا تبيض لاننا والشعب الامريكي يدرك عواقب الفشل الدي سيكون كارثة على الولايات المتحدة والعرق والشرق الاوسط رغم اصراره على صنع القرارات والوسائل التي يمضي بها قدما الى الامام والتي تمنع حدوث الكوارث كما يتصور. إن الاصرار على النجاح الموهوم الغالي المصاحب بالتهديدات المستمرة التي تقتل ديمقراطيته من جدورها. والدي يتعارض مع الاسلوب اللا منطقي لسياسي يقود اكبر قوة على الارض عندما يقول" أن من المنطقي انه اذا حاول شخص ما ايذاء قواتنا أو منعنا من تحقيق اهدافنا او قتل مدنيين ابرياء في العراق اننا مسنوقفهم."انه الزام ان نحمي جميعا قومنا وان نحقق اهدافنا."وقال بوش ان اي عمليات ضد الايرانيين ستنفذ داخل العراق فقط."


سؤال جديد وبطبعي الاكاديمي احب طرح الاسئلة " فكيف عمليات تنفدها داخل العراق؟ " صدق المثل القائل حتى انت يا بروتس؟ ولو انك تفوقت على بروتس ليش بعضلاته بل بحب الجريمة واسحق الشعوب من اجل تنفيد مخططات صهيونية لخلط الاوراق وحقن اسرائيل بجرعات قوة كي تكون هي السيد الثاني في المنطقة المنكوبة برمتها.


ان التصعيد العسكري ليس بصالح امريكا ولا بصالح بوش وطاقه لان بلغ السيل الزبى وضاعت الامور عليه في العراق بعد ان قامت مليشيات الاحزاب الاسلامية بتصفية دموية لرجالنا ونسائنا واطفالنا تاخد بالثار لشئ لم يرتكبه بشر منهم.


ان ذكري لمنديلا في بداية مقالات يجعلني احلم لو كان هناك منديلا ثاني عراقي الاصل من هده المجماميع التي جاءت بدبابات عفوا مروحيات امريكية بعيدة كل البعد عن مصلحة العراق بل اخد الثأر والرقص على الدقون ونهب ما بقي من مال وحلال. فنسي وزير الطاقة مسؤليته بتوفير الكهرباء ونسي وزير النفط توفير النفط والغاز ونسي وزير الاكل بمراقبة السوق السوداء والتجار بقوت الناس، اسميته وزير اكل لان الشعب يعاني من الغلاء الفاحش في قوته. ونسي وزير التربية بان التعليم الزامي في العراق لعمر 16، ويعنى هدا ملاحقة المتغييبين وجلبهم للصفوف ومنعهم من بيع السجاير وصبغ الاحدية والعمل لدى تجار المخدرات الدين زاد عددهم، ناهيك عن المليشيات والتي تصب كلها في المليشيات الاسلامية الايرانية.
ليحكم من يحكم هدا شعارنا ولكن ليخاف الله في كل خطوة يخطوها، وليلجم الافواه المنادية بالطائفية والتمايز السكاني وظبط الامن وبناء المدارس والمستشفيات وحماية اطفالنا من الشوارع، وليحكم من يحكم شريطة ان يمنع قطرة دم عراقية شريفة تهدرعلى يد القتلة الدين يهربون من الحدود المدفوع ثمنها مسبقا على كل راس كرؤس الخراف من جهة ايران وسورية. ليحكم من يحكم بعد ان يحمي ولدي في سريره وان يطمئمي بان زوجي عائد لنا بعد ان يقضي حاجاته في الخارج ان اخي وعمي وجاري يمشون على ارصفة شوارعنا المهدمة.


ليحكم من يحكم بعد ان يبني مدراسنا المهدمة ويملئها بالطاولات والكتب والمكتبات واجهزة الحاسوب والمعلمين المؤهلين وان يضمن عودة ولدي وبنتي من المدرسة، وان يثقف اجيالنا التي اصيبت بنكسات رعب وارهاب يفرح مرضى النفوس التي جاءت لتحل كرسيا لكنها احبت الدفئ فيه فنست الهدف الدي جاءت من اجله فازدادت ثراءا وكفرا واهمالا للدم المراق. ولا يهمنا من يحكم شريطة ان لا يكون لعبة بيد امريكا وبوشها وكوندليستها وكل طاقمها الدي يحل ويربط بمصيرنا، واخيرا لا يهم من يحكم العراق لو تخلى اصحاب الاحلام الطويلة العريضة بالديمقراطية الامريكية البائسة الدين يريدون الباسها للشعب العربي والدين يتصورون ان دبح بوش لواحد وعشرين الف مجند امريكي قبلة اخيرة لامريكا من اجل العراق وليس اخر بسمار يدقه بوش في نعش فشله السياسي والاقتصادي والعسكري وحتى الانساني.

الدكتورة خولة الزببدي
استادة جامعية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف