فضاء الرأي

وما قتلوه وما صلبوه – قراءة مسيحي (2/3)

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


الحلقة الثانية


أحبائي القراء، اترك لمن فاته متابعة الحلقة الاولى، قراءتها على هذا الرابط

وقد ختمنا الحلقة السابقة عند مناقشة مفهوم (الوفاة) التي تكلم عنها القرآن في ختام حياة السيد المسيح على الأرض، وقلنا: وللاختلاف الشديد بين المفسرين في تفسير ( الوفاة) هل هي وفاة الموت أم وفاة النوم، ننتقل الى نقطة اخرى لنرى هل (توفيتني) التي قالها المسيح هي ( وفاة النوم ام الموت)؟؟

ثالثا: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) (الزمر:42)

الاصل في اللغة الوفاة بمعني الموت ـ تقول القواميس اللغوية ان الوفاة هي الموت

المحيط:
الوَفَاة [وفي]: الموتُ؛ ج وَفَيَاتٌ.
أتعَبَني بَعْدَك البقاءُ وفي وَفاتي لكَ الوفاءُ

http://lexicons.ajeeb.com/html/1095134.html

الوسيط:
(تَوَفَّى) الله فلاناً: قَبَضَ روحَه. و- فلانٌ حقَّه: أَخَذَه وافيًا. ويقال: تَوَفَّيْتُ منه مالي: لم يبق عليه منه شيءٌ. و- المُدَّةَ: بَلَغَهَا واستكملها. و- عدَدَ القوم: عَدَّهم كلَّهم.
(الوَفَاةُ): الموتُ. (ج) وَفَيَاتٌ.


وَفَاةٌ - ج: وَفَيَاتٌ. [و ف ي]. "وَفَاةُ الرَّجُلِ": مَوْتُهُ. "كَثُرَ عَدَدُ الوَفَيَاتِ" "بَلَغَ مُعَدَّلُ الوَفَيَاتِ فِي البِلاَدِ كَذَا".

http://lexicons.ajeeb.com/html/4096331.html

وردت كلمة (الوفاة) في القرآن في 25 مرة جاءت كلها بمعنى (الموت) ولكن في آيتين جاءت الوفاة بمعنى (النوم) وهما: الآية الاولى:
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)

الاية الاولى تتكلم عن الوفاة هي الموت، وتقرر هذا صراحة بدون مواربة ( الله يتوفى الانفس حين موتها ) هذا تقرير لا يختلف عليه اثنان، نفهم منه صراحة وتلميحا ان الوفاة هي الموت، ثم تتكلم الآية ببساطة وتقول الانسان عندما ينام اما يستقيظ او يظل نائما الى الابد، وعلى هذا فقال المفسرون هنا ان النوم معناه الوفاة الصغرى او ما يسمونه في التفاسير الموت الاصغر، ففيه الروح تصعد الى الله ( هكذا يقول المفسرون - اي ان الانسان عندما يكون نائما تكون روحه عند الله وليس فيه )، اما بعد ذلك فالروح أما ان ترجع الى صاحبها النائم فيستيقظ ( فنعرف انه كان نائما )، واما ان يمسك الله الروح، فيظل النائم نائما الى الابد، ولكن بدون تنفس ولا حرارة الجسد ولا وظائف بيولوجيه، فيكون صاحبها ميتا في هذه الحالة. هذا ما تقوله الآية ببساطة وبدون تعقيد.
هل نفهم من هذه الآية ان وفاة عيسى كانت وفاة النوم او الموت؟؟؟ هل نام المسيح ثم استيقظ بعدها وصعد الى السماء، فأين موته الذي ورد في ( سورة مريم: 33) واين قوله ( لما توفيتني ) اجابة الى قول القرآن ( اني متوفيك ورافعك اليّ)؟؟


الآية الثانية هي: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأنعام:60)

وهي تتكلم عن وفاة الليل ( الموت الاصغر ) وسياق الاية واضح كل الوضوح ان المقصود هنا هو النوم، بل ذهب تفسير الجلالين ليقول ان الوفاة هنا هي قبض الروح صراحة:

( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ" يَقْبِض أَرْوَاحكُمْ عِنْد النَّوْم "وَيَعْلَم مَا جَرَحْتُمْ" كَسَبْتُمْ "بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثكُمْ فِيهِ" أَيْ النَّهَار بِرَدِّ أَرْوَاحكُمْ "لِيُقْضَى أَجَل مُسَمًّى" هُوَ أَجَل الْحَيَاة "ثُمَّ إلَيْهِ مَرْجِعكُمْ" بِالْبَعْثِ)

هل تصدقون ان النوم هو حالة وفاة يقبض فيها الله الروح ثم يعود يبعثها مرة اخرى قبل الاستيقاظ؟
هذا ما يقوله القرآن، ولن نناقش فيه، ولكن دعنا نقول انها اذا حالة تصيب كل البشر، بحسب قول القرآن، فليس فيها الان اي اختصاص معجزي وليس فيها اي اشارة الى عيسى في وفاته لا من قريب ولا من بعيد، بل هي تقول ان وفاة عيسى ( قبضت روحه ثم عادت اليه ورفع حيا ) انه الموت اذا وليس شيئا غير الموت.

ولذلك فالخلاصة: نؤكد بان المفسرين اختلفوا في الاتفاق هل الوفاة هنا هي النوم ام الموت، اختلفوا الى اكثر من اتجاه، ولذلك فلن نلتفت الى هذه الآية، لانها لا تتكلم عن حالتنا، وان كانت تخدمنا بشدة في قوله ( الله يتوفى الانفس حين موتها )

إن القرآن استخدم كلمة الوفاة بمعنى الموت 25 مرة، وبمعنى مجازي عن النوم مرتين فقط ( لم يستخلص منها معنى النوم الا من سياق الحديث ) الان يريد المسلمون ان نضرب صفحا ونسيانا عن 25 مرة ( الوفاة هي الموت ) ونحتكم الى مرتين استثنائيتين، احداهما تقرر ( الله يتوفى الانفس حين موتها )،

وقد قال ابن كثير في تفسيره ( لآية آل عمران: 55)


اختلف المفسرون في قوله تعالى " إني متوفيك ورافعك إلي " فقال قتادة وغيره: هذا من المقدم والمؤخر تقديره إني رافعك إلي ومتوفيك يعني بعد ذلك وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: إني متوفيك أي مميتك. وقال محمد بن إسحق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه قال: توفاه الله ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه إليه قال ابن إسحق: والنصارى يزعمون أن الله توفاه سبع ساعات ثم أحياه قال إسحق بن بشر عن إدريس عن وهب: أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ثم رفعها قال مطر الوراق: إني متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت وكذا قال ابن جرير توفيه هو رفعه.


رابعا:)بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:158)

يقول القرطبي في تفسيره:

بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ: ابتداء كلام مستأنف ; أي إلى السماء، والله تعالى متعال عن المكان ; وقد تقدم كيفية رفعه في " آل عمران ".
وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا: أي قويا بالنقمة من اليهود فسلط عليهم بطرس بن أستيسانوس الرومي فقتل منهم مقتلة عظيمة.
حَكِيمًا: حكم عليهم باللعنة والغضب.


وهنا نحن نتسائل: اذا كان الله انقذ السيد المسيح بالرفع، فلماذا ينتقم من اليهود في قتله او صلبه بتسليط من يقتل منهم مقتلة عظيمة. اذا لم يكونوا فعلوه هل الله ( عزيزا حكيما ) فيعاقب على شيء لم يفعله اليهود؟؟؟


رابعا: اختلاف المفسرين في اسم الشبيه

اختلف المسلمون في تفسيرهم لجزئية ( ولكن شبه لهم ) فقد اختلفوا الى اكثر من عشرة روايات متفرقة، ( جدير بالذكر ان البشيريون الذي سجلوا احداث الصليب على رغم اختلاف زمان كتاباتهم واماكن كتاباتهم وثقافة وجنسية المكتوب اليهم الا انهم اتفقوا في رواية واحدة واسم واحد للمصلوب.

وأدعو القاريء لقراءة التفاسير المتباينة وملاحظة شيئين في منتهى الأهمية، الاولى: اختلاف المفسرين بين قتل من قالوا انه الشبيه على باب البيت الذي أجتمع فيه المسيح مع تلاميذه، الثانية: اذا كان الله أنقذ عيسى من القتل على يد اليهود بالرفع، فما هي الضرورة الحتمية التي جعلت الله يلقي الشبهة على آخر بريء ليقتله اليهود؟؟


وسوف اكتفي هنا على سبيل المثال لا الحصر، بقراءة الاختلافات المتباينة في تفسير واحد فقط، نورد تفسير الطبري هنا كمثال

وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي صِفَة التَّشْبِيه الَّذِي شُبِّهَ لِلْيَهُودِ فِي أَمْر عِيسَى،

الرواية الاولى: (كل التلاميذ اصبحوا شبيها بيسوع المسيح، والقصة تنتهي بالقتل )
واختلف أهل التأويل في صفة التشبيه الذي شبه لليهود في أمر عيسى، فقال بعضهم: لما أحاطت اليهود به وبأصحابه، أحاطوا بهم، وهم لا يثبتون معرفة عيسى بعينه، وذلك أنهم جميعا حولوا في صورة عيسى، فأشكل على الذين كانوا يريدون قتل عيسى، عيسى من غيره منهم، وخرج إليهم بعض من كان في البيت مع عيسى، فقتلوه وهم يحسبونه عيسى. ذكر من قال ذلك

الرواية الثانية: (وهب ابن منبه يقول الحواريين 17، كلهم اصبحوا الشبيه، وتطوع احدهم فمات مصلوبا - جدير بالذكر ان الحواريين عددهم 12، وايضا وهب له اكثر من قصة مختلفة!!!!)
عن وهب ابن منبه، قال: أتى عيسى ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت، وأحاطوا بهم، فلما دخلوا عليهم صورهم الله كلهم على صورة عيسى، فقالوا لهم: سحرتمونا! لتبرزن لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعا! فقال عيسى لأصحابه: من يشتري نفسه منكم اليوم بالجنة؟ فقال رجل منهم: أنا فخرج إليهم فقال: أنا عيسى! وقد صوره الله على صورة عيسى، فأخذوه فقتلوه وصلبوه. فمن ثم شبه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى، وظنت النصارى مثل ذلك أنه عيسى، ورفع الله عيسى من يومه ذلك. وقد روي عن وهب بن منبه غير هذا القول

الرواية الثالثة: ( يحكيها ايضا وهب ابن منبه، ويقول ان شمعون (بطرس )انكر المسيح ويهوذا اسمله والقيت الشبهة على مجهول، ولطولها سوف نختصرها، ويمكن الرجوع الى المصدر لقراءتها كاملة )

سمع وهبا يقول: إن عيسى ابن مريم لما أعلمه الله أنه خارج من الدنيا جزع من الموت وشق عليه، فدعا الحواريين وصنع لهم طعاما، فقال: احضروني الليلة، فإن لي إليكم حاجة! فلما اجتمعوا إليه من الليل عشاهم، وقام يخدمهم، فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم ويوضئهم بيده ويمسح أيديهم بثيابه،...... ثم قال: الحق ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك ثلاث مرات، وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة، وليأكلن ثمني! فخرجوا وتفرقوا. وكانت اليهود تطلبه، فأخذوا شمعون أحد الحواريين، فقالوا: هذا من أصحابه، فجحد، وقال: ما أنا بصاحبه، فتركوه. ثم أخذه آخرون، فجحد كذلك، ثم سمع صوت ديك، فبكى وأحزنه. فلما أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود، فقال: ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح؟ فجعلوا له ثلاثين درهما، فأخذها ودلهم عليه، وكان شبه عليهم قبل ذلك، فأخذوه فاستوثقوا منه وربطوه بالحبل، فجعلوا يقودونه ويقولون له: أنت كنت تحيي الموتى وتنتهر الشيطان وتبرئ المجنون؟ أفلا تنجي نفسك من هذا الحبل؟ ويبصقون عليه، ويلقون عليه الشوك، حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها، فرفعه الله إليه، وصلبوا ما شبه لهم، فمكث سبعا. ثم إن أمه والمرأة التي كان يداويها عيسى فأبرأها الله من الجنون جاءتا تبكيان حيث كان المصلوب، فجاءهما عيسى، فقال: علام تبكيان؟ قالتا عليك، فقال: إني قد رفعني الله إليه، ولم يصبني إلا خير، وإن هذا شيء شبه لهم، فأمرا الحواريين أن يلقوني إلى مكان كذا وكذا! فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر، وفقد الذي كان باعه ودل عليه اليهود، فسأل عنه أصحابه، فقالوا: إنه ندم على ما صنع، فاختنق وقتل نفسه. فقال: لو تاب لتاب الله عليه! ثم سألهم عن غلام يتبعهم يقال له: يحنا، فقال: هو معكم فانطلقوا فإنه سيصبح كل إنسان منكم يحدث بلغة قوم، فلينذرهم وليدعهم.


الرواية الرابعة: ( الشبهة القيت على احد الحواريين، اسمه مجهول)
وقال آخرون: بل سأل عيسى من كان معه في البيت أن يلقى على بعضهم شبهه، فانتدب لذلك رجل، فألقي عليه شبهه، فقتل ذلك الرجل ورفع عيسى ابن مريم عليه السلام. ذكر من قال ذلك

الرواية الخامسة: ( قتاده يقول ان الشبهة القيت على احد الحواريين تطوع للموت بدلا عن المسيح، والاسم مجهول)
عن قتادة، قوله: { إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه }... إلى قوله: { وكان الله عزيزا حكيما } أولئك أعداء الله اليهود ائتمروا بقتل عيسى ابن مريم رسول الله، وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه. وذكر لنا أن نبي الله عيسى ابن مريم قال لأصحابه: أيكم يقذف عليه شبهي فإنه مقتول؟ فقال رجل من أصحابه: أنا يا نبي الله. فقتل ذلك الرجل، ومنع الله نبيه ورفعه إليه. * - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } قال: ألقي شبهه على رجل من الحواريين فقتل، وكان عيسى ابن مريم عرض ذلك عليهم، فقال: أيكم ألقي شبهي عليه له الجنة؟ فقال رجل

الرواية السادسة: (كان مع المسيح 19 من الحواريين!!!!، صعد المسيح الى السماء والقيت الشبهة عليهم فاحتار اليهود فيهم فقتلوا رجلا منهم )

عن السدي: أن بني إسرائيل حصروا عيسى وتسعة عشر رجلا من الحواريين في بيت، فقال عيسى لأصحابه: من يأخذ صورتي فيقتل وله الجنة؟ فأخذها رجل منهم. وصعد بعيسى إلى السماء، فلما خرج الحواريون أبصروهم تسعة عشر، فأخبروهم أن عيسى عليه السلام قد صعد به إلى السماء، فجعلوا يعدون القوم فيجدونهم ينقصون رجلا من العدة، ويرون صورة عيسى فيهم، فشكوا فيه. وعلى ذلك قتلوا الرجل وهم يرون أنه عيسى وصلبوه، فذلك قول الله تبارك وتعالى: { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم }... إلى قوله: { وكان الله عزيزا حكيما }


الرواية السابعة: ( الراوي لم يذكر عدد الحاضرين ومكانهم، ولكنه يقول ان المسيح طلب متطوع ليلقى عليه الشبهة ومات، الاسم مجهول )
عن القاسم بن أبي بزة: أن عيسى ابن مريم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني؟ فقال رجل من أصحابه: أنا يا رسول الله. فألقي عليه شبهه، فقتلوه، فذلك قوله: { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم }.

الرواية الثامنة: (ابن اسحق يقول كان هناك ملك لبني اسرائيل ( غير صحيح تاريخيا) و لا يعرف عددهم ولا اسم من القيت عليه الشبهة من الحواريين، فيقول انه رجلا غيرهم والعدد غير واضح 12 ام 13 فذكرا اسما غير متأكدا منه )
عن ابن إسحاق، قال: كان اسم ملك بني إسرائيل الذي بعث إلى عيسى ليقتله، رجلا منهم يقال له: داود، فلما أجمعوا لذلك منه لم يفظع عبد من عباد الله بالموت فيما ذكر لي فظعه، ولم يجزع منه جزعه، ولم يدع الله في صرفه عنه دعاءه ; حتى إنه ليقول فيما يزعمون: اللهم إن كنت صارفا هذه الكأس عن أحد من خلقك، فاصرفها عني! وحتى إن جلده من كرب ذلك ليتفصد دما. فدخل المدخل الذي أجمعوا أن يدخل عليه فيه ليقتلوه هو وأصحابه، وهم ثلاثة عشر بعيسى، فلما أيقن أنهم داخلون عليه، قال لأصحابه من الحواريين وكانوا اثني عشر رجلا: بطرس، ويعقوب بن زبدي، ويحنس أخو يعقوب، وأندراوس، وفيلبس، وأبرثلما، ومتى، وتوماس، ويعقوب بن حلقيا، وتداوس، وفتاتيا، ويودس زكريا يوطا. قال ابن حميد: قال سلمة: قال ابن إسحاق: وكان فيهم فيما ذكر لي رجل اسمه سرجس، فكانوا ثلاثة عشر رجلا سوى عيسى جحدته النصارى، وذلك أنه هو الذي شبه لليهود مكان عيسى. قال: فلا أدري ما هو من هؤلاء الاثني عشر، أم كانوا ثلاثة عشر، فجحدوه حين أقروا لليهود بصلب عيسى وكفروا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الخبر عنه. فإن كانوا ثلاثة عشر فإنهم دخلوا المدخل حين دخلوا وهم بعيسى أربعة عشر، وإن كان اثني عشر فإنهم دخلوا المدخل حين دخلوا وهم بعيسى ثلاثة عشر


الرواية التاسعة: (ابن اسحاق مرة اخرى يحكي قصتين متناقضتين هل الشبيه سرجس ام يهوذا )؟؟
عن ابن إسحاق، قال: ثني رجل كان نصرانيا فأسلم أن عيسى حين جاءه من الله { إني رافعك إلي } قال: يا معشر الحواريين: أيكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة حتى يشبه للقوم في صورتي فيقتلوه مكاني؟ فقال سرجس: أنا يا روح الله! قال: فاجلس في مجلسي. فجلس فيه، ورفع عيسى صلوات الله عليه، فدخلوا عليه فأخذوه، فصلبوه، فكان هو الذي صلبوه وشبه لهم به. وكانت عدتهم حين دخلوا مع عيسى معلومة، قد رأوهم فأحصوا عدتهم، فلما دخلوا عليه ليأخذوه وجدوا عيسى فيما يرون وأصحابه وفقدوا رجلا من العدة، فهو الذي اختلفوا فيه. وكانوا لا يعرفون عيسى، حتى جعلوا ليودس زكريا يوطا ثلاثين درهما على أن يدلهم عليه ويعرفهم إياه، فقال لهم: إذا دخلتم عليه فإني سأقبله، وهو الذي أقبل فخذوه! فلما دخلوا عليه، وقد رفع عيسى، رأى سرجس في صورة عيسى، فلم يشك أنه هو عيسى، فأكب عليه فقبله، فأخذوه فصلبوه. ثم إن يودس زكريا يوطا ندم على ما صنع، فاختنق بحبل حتى قتل نفسه، وهو ملعون في النصارى، وقد كان أحد المعدودين من أصحابه. وبعض النصارى يزعم أن يودس زكريا يوطا هو الذي شبه لهم فصلبوه، وهو يقول: إني لست بصاحبكم! أنا الذي دللتكم عليه! والله أعلم أي ذلك كان

الرواية العاشرة: (عن ابن جريج، الشبهة على احد الحواريين والاسم مجهول )
قال ابن جريج: بلغنا أن عيسى ابن مريم قال لأصحابه: أيكم ينتدب فيلقى عليه شبهي فيقتل؟ فقال رجل من أصحابه: أنا يا نبي الله. فألقي عليه شبهه فقتل، ورفع الله نبيه إليه.

الرواية الحادية عشر: (عن مجاهد، الشبهة على احد الحواريين والاسم مجهول)
عن مجاهد في قوله: { شبه لهم } قال: صلبوا رجلا غير عيسى يحسبونه إياه. * - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { ولكن شبه لهم } فذكر مثله. * - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: صلبوا رجلا شبهوه بعيسى يحسبونه إياه، ورفع الله إليه عيسى عليه السلام حيا

واكتفي بذكر هذا القدر من تفسير الطبري، ويمكن لاي قاريء ان يرجع الى المصدر الذي اشرت اليه، ونقلت عنه، فيقرأ ويستزيد بنفسه، جدير بالملاحطة ان الطبري نقل روايات مختلفة عن نفس الشخص الواحد كما رأيتم، وأختلفوا في الروايات، وأختلفوا في طريقة الموت ( قتلا ام صلبا ) وهذا يبين أن ( الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ) هم المسلمين انفسهم وليس المسيحيين الذي لم يختلفوا في طريقة الموت صلبا ولا شخص المصلوب.

وكما قلنا، فأن نظرية الشبيه لا تحل سؤالين، الاول: اذا كان الله نجح في انقاذ عيسى من القتل على يد اليهود برفعه حيا الى السماء، ما هي الضرورة الحتمية التي جعلت الله يقدم انسانا بريئا ليقتله اليهود بديلا عن المسيح؟؟ واذا كان من مات على الصليب هو الشبيه، فكيف نحل لغز القبر الفارغ الذي يشهد بقيامة الذي مات على الصليب وصعوده الى السماء؟؟

ولكن هناك ايضا من المفسرين من رفضوا التفسير بنظرية الشبيه، وهذا ما سوف نتناوله - ان شاء الرب وعشنا - في الحلقة القادمة والاخيرة، مع استمرار البحث في الاحاديث عن اقوال نبي الاسلام في هذا الموضوع.

خادم الرب:
ميلاد عبد المسيح

Melad_abdelmaseh@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف