أصداء

نقد المبالغات غير المُبَرَّرة لعلي سيريني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أية قراءة متأنية للمقال الذي كتبه الأخ علي سيريني في موقع إيلاف بعنوان ( الإعلام الحزبي الكُردي قياساً للانحطاط ) تؤكد لنا أن كاتبنا علي سيريني وقع في مطب مطلقات و مبالغات كبيرة لم نكن نتوقعها منه بالذات لأنني أعرفه و أعلم أنه - بقدرمعاشرتي له في لقاء جمعني وإياه - بأنه شخص محبذ للرؤية و التقييم العلميين و عدم الوقوع في فخ التصورات الإرتجالية، كما أنه لاينظر الى القنوات الإعلامية الحزبية بهذه النظرة الشمولية و هذه السوداوية التي وصلت الى حد تشبيه الإعلام الحزبي في كردستان العراق بإعلام حزب البعث المنحل. وقد يكون أبسط دليل على هذه المقارنة أوالتشبيه المتهافت و الخاطيء لسيريني هو موقفه العملي، عنيت هنا طلبه شخصياً، ذات مرة، بعد زيارته لصحيفتنا (كوردستاني نوي/ كوردستان الجديد) أن نجري معه لقاءاً أو نفتح له زاوية أو محوراً في الصحيفة يكتب فيه بين حين و آخر آراه عن مسألة القومية و القضايا الأخرى في الوقت الذي كان يعلم كاتبنا جيداً بأن كوردستاني نوي هي صحيفة شبه حزبية أو- على الأقل - ممولة من قبل الأتحاد الوطني الكُردستاني و هي من كبريات الصحف الكُردية، و كنا على علم بدورنا أيضاً بأن سيريني مثقف إسلامي و متعاطف مع أشد التيارات الإسلامية تطرفاً في السابق و لكن مع ذلك رحبنا به بعادتنا الكردية الأصيلة كضيف كريم و مثقف محترم دون أخذنا بنظر الأعتبار أية إعتبارات سياسية أو آيديولوجية تجعلنا نقاطعه ونتلافى أستقباله في مقر الصحيفة.


من جانب آخر، يجعلنا المقال أن نذكر كاتبه بأن أصل المبالغة في الصورة القاتمة التي قدمها عن الأعلام الحزبي في كردستان يكمن في عدم تمييزه بين القنوات المختلفة عن البعض أيديولوجياً و سياسياً و حتى مهنياً، فالصحيفة المذكورة ( كوردستاني نوي) على سبيل المثال لا الحصر و منذ صدورها (1992) وحتى الآن نشرت لقاءآت و مقالات لاتعد و تحصى كانت أغلبها محتضنة لإنتقادات لاذعة موجهة لطالباني و قيادة الأتحاد لحد الشتم و حتى التشهيرأحياناً دون أن تعترض الصحيفة عليها أو تهمشها بهواجس حزبية في الوقت الذي كان بإمكانها فعل ذلك لأن الصحيفة كانت محسوبة على الحزب مما يعني آلياً أن إحدى وظائفها هي عدم قبول من ينتقد الحزب أو قياداته بلغة غير موضوعية أو بعقلية الإسقاطات الباطلة على الأمور و الأحداث. و هنا يمكن لكل قاريء باحث عن الحقيقة أن يتفضل و يطلع على أرشيفنا و يؤكد بنفسه على ما نذهب اليه و يرصد النماذج التي تؤكد إلتزام الصحيفة بقيم حرية التعبير و النقد حتى و إن كانت تطال أحياناً سمعة الحزب و قياداته و أمجاده في بعض القضايا و المسائل، نقول هذا حتى لايكون رأينا في هذا المضمار إدعاءاً باطلاً أو ضرباً من الدعاية الحزبية.


ثم ياأخي سيريني، أنك تعلم أن الحزبين ينفقان عن طريق حكومتهما سنوياً ملايين من الدولارات على حقل الأعلام الحر، و تعلم جيداً أن أول من بادر بذلك في البداية كان د. برهم صالح نائب الأمين العام للأتحاد الوطني، وكذلك تعرف بأنه صدرت منذ ذلك الحين حتى اليوم مئات الصحف و المجلات المستقلة و الأهلية نتيجةً لهذا الدعم المادي و التمويل الملحوظ، و تعي تماماً أن أغلب تلك الصحف و المجلات و حتى المؤسسات المستقلة التي يمولها كل من الحزبين تمارس حرية التعبير و النشر الى أقصى حد بل الى حد القذف و التشهير الذي لايُسمح به مهنياً و قانونياً في أية دولة متحضرة و متقدمة فما بالك في الدول المتخلفة ثقافياً و حضارياً و ذلك حفاظاً منها على كرامة المواطن إن كان مواطناً بسيطاً أو مسؤولاً حكومياً أو حزبياً.


كما أنك حينما تعمم الصورة و تفتقر الى الدقة و التمييز تحجب و بكل سهولة أمجاد الصحف الحزبية الكُردية أو على الأقل نماذجها المبدعة و الفريدة. فمثلاً أنكم تعلمون بأن صحيفتنا التي طلبّت منا شخصياً أن تكتب فيها، تساهم فيها رموز كبيرة من المفكرين و العلماء العالمين و العرب و النخب المثقفة في الوسط الثقافي الكُردي و لها صفحات خاصة بنقد الظواهر والمظاهر التي نعتقد معاً بأنها غير لائقة بصيت الشعب الكُردي و نضاله السياسي المشروع. كما أنها أجرت حتى الآن الكثير من الحوارات الفكرية و الفلسفية مع ألمع المفكرين في العالم الغربي و العربي و التي بينوا فيها وجهات نظرهم و أنتقدوا من خلالها أنتقاداً لاذعاً الحركة الكردية أو القيادات السياسية أو التجربة التي نخوضه في أقليم كردستان في بعض الجوانب دون أن يصل الأمر مع أي منهم لدرجة منطوقاتك و تشبيهاتك التي لم تكن منصفاً فيها للأسف بل عممت الصورة دون أي برهان أو بيّنة سوى الإعتماد على القيل و القال أو القاءآت الإرتجالية مع بعض الناس دون سواهم أو على التحدث المتصادف مع بعض الأشخاص و الذي لايرتقي في آخر الأمر أبداً الى مستوى طموح الكُتاب الذين يشتغلون على الأمور و الأحداث بروح الدارس و الجامع للمعلومات و الوثائق أو السامع للرأي والرأي الآخر أو المُمَيّز بين الأشياء و المعطيات، الذي هو من أبسط شروط القراءة و المقاربة العلمية لعالم الأشياء..


يؤسفنا جداً دون شك أن يكون كُتابنا الذين يجيدون اللغة العربية يوظفون هذه اللغة لتقديم صورة الكُرد وتجربته، التي لاتخلوا كتجارب الشعوب الأخرى من الشوائب و الإشكاليات و المشاكل، بهذه النظرة النمطية التي يقف لها بالمرصاد كل من يبحث عن إستغلال المرحلة الإنتقالية للتجربة الكُردية الديمقراطية لتشويه صورة الكُرد مثلما يستغلون اليوم معاناة الشعب العراقي بسبب إنعدام الأمن و الأمان و العميات الإرهابية التي تستهدف إرادة العراقيين في بناء تاريخهم الجديد و تجاوز الحقبة البعثية التي كانت قائمة على العنف والدكتاتورية و القمع و المقابر الجماعية.

عدالت عبـدالله

* سكرتير تحرير صحيفة كوردستاني نوي اليومية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رد هاديء..
ابو عامر -

اعتقد ان هذا هو رد هاديء وجميل على کاتب يفتقر الى الموضوعية..ان السيد علي سيزيني هو من نوع الکتاب الذين نشهد الکثير منهم هذه الايام من على صفحات الانترنت ممن يتصورون بانهم يمتلکون الحقيقة بل الحقيقة کلها . فهو ،کما کفيت انت و وفيت، يبالغ کثيرا في انتقاداته لدرجة يسيء هو بنفسه‌ الى الجوانب الايجابية العديدة من طروحاته..على اية حال هو حر فيما يکتب وشکرا لك

اوافقك الرأي
جرجيس -

المشكلة في كتابات علي سيرين انه يجزم كل الاقوال وكانها كلها واقعة وهذا نقص موضوعي كبير نشكر الاخ عجالت على هذه اللفتة المهمة

نادرا ما يكتب
برجس شويش -

ان السيد علي سيريني نادرا ما يكتب مواضيع عن القضايا التي تهم الشعب الكوردي للجمهور العربي فمعظم ما يكتبه هو التهجم على القيادة الكوردستانية والمبالغة في تجسيم السلبيات هذه نقطة مهمة جدا فبالتاكيد يوجد نواقص وسلبيات في ادارة كوردستان كنتاج للظروف الموضوعية ويغيب عن باله وبال الكثيرين بان الكورد استلموا كوردستانا مدمرا بالكامل من النظام البائد و على كل الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وانهم في باياتهم الاولى وسط ظروف صعبة للغاية فعلى سبيل لا زال الوضع في العراق غير مستقر والذي يؤثر على الساحة السياسية في كوردستان، و الى جانب السلبيات يوجد الايجابيات والانجازات الكبيرة والهامة ولكن السيد سيريني فقط يتكلم بصوت عالي عن السلبيات ويصمت لانجازات الشعب الكوردستاني وقيادته، وهنا ايضا المفارقة

رد معقول
هيرو كريم -

ليت كل الكتاب يكتبون بهذا اللغة الهادئة، تحية لكاتبها

التمسوا الاعذار!!
ريبوار مصطفى -

لقد شكّل كتابات الكاتب (علي سيريني) منذ البداية دورا ايجابيا كبيرا وفعالا لبناء العقول وارساء المباديء الانسانية لدى المكنون الكوردي لايجاد هويته المجهولة عبر التاريخ الاّ انه وبسبب بعض الافعال الشنيعة والبهلوانيات العجيبة التي تقوم بها ثلّة من ابطال الفساد والكساد من المسئولين الحزبييّن وبالاخص مسئولي الحزبيْن الرئيسيْن من هناك وهناك تحوّل قلم هذا الكاتب ويراعه الحاذق الى انقلاب حادّ وقساوة الـ (غير) المعهود والمئلوف لدى كتابات سيريني.انّ عدم الخبرة واللامبالات او الحقد والحسد قد حال دون كسب هكذا أقلام مع الأسف الأسيف! نعم لم تكن عندكم – اخي عدالت – الخبرة الكافية في كسب الاقلام الواعية. وهذا ديْدن طبائع الاحزاب الكوردية وقياداتها دون فرق بين التوجهات!! منذ أزمان يخدم الاتحاد المتملقين وكذا الديموقراطيّون والاسلاميون يفعلون ما يؤمرون وهكذا دواليك- يخدمون المتملّقين المتطبّلين لا المتمدّنين المتعمّقين؟؟ على ايّ حال شكرا لك عزيزي الكاتب على ادبك الرفيع وحوارك الهادي والمتّزن في نقدك لـ علي سيريني والذي سرعان ما انقلب قلمه وبغى عليكم كردة فعل انْ تتبّعت. انّ ما قام به (علي سيريني) ضد اجهزة اعلامكم (الحزبيْن الرئيسييْن) ما هو الاّ ردة فعل انتم صنعتموها باديء ذي بدء! والبادي دون شك وريب هو الأظلم.. كيف؟ اقول لك: إنّ منْ يتتبّعْ كتابات سيريني على صفحة ايلاف يظهر له جليا انّ ما قام به هذا الكاتب خاصة اثناء اقامته في كوردستان – كما جاء في طيات ما كتبه من مقالات على ايلاف – وما قدمه من مشروع لإنعقاد مؤتمر او مهرجان حول شخصية (فاضل رسول) الذي اغتالته يد آثمة في العاصمة النمساوية، لم يتلقّ الكاتب ايّ موافقة لعقد ذلك المؤتمر الذي قدّم بخصوصه خططا عريضة الى الجهات العليا من المؤسسات الحكومية. ولمعرفة المزيد حول المشروع المقدَّم ذلك، انقر على هذا الرابط (في ذكرى اغتياله بالنمسا - فاضل رسول المفكر الكردي المنسي). نعم لم يتلق الكاتب من لدن المؤسسات تلك، مبشرات او بوادر خير في الافق بعد الجهد الجهيد الذي بذله من اجل ذلك. بعد كل الزيارات الكثيفة ثم التجوال والترحال بين المؤسسات والمنتديات والمقرات الحزبية وغير الحزبية كما اشار اليه في جل المقالات منْ على هذا المنبر، يا تُرى ماذا يدور في الخلَد - يا عدالت- آنئذٍ؟؟؟ كيف يكون الموقف؟؟ ماذا تكون النتيجة؟؟ ايش تتصور؟؟ قلْ لي كيف؟ اقول

برجس
ئازاد هةوليري -

ليس الامر كما قلت يا استاذ برجس. تحدثت عن استلام كردستان مدمر من قبل النظام البائد فبالله عليك اين محل المعامل الستة في مدينة اربيل (معمل السجاد اليدوي، معمل النسيج، معمل السجائر، معمل الطابوق، ومشوع سد بيخمة الشهيرة... الخ) اين محل هذه المشاريع والمعامل في ساحة كردستان المدمّرة كما تفضلت به يا سيد برجس؟؟ اتدري عندما جاءت البيشمركة البواسل كانت الكهرباء في اوج قوتها ولكن قصرت عمرها واختفت اثرها الى الآن وذابت المعامل كلها في جعبة اجياب السلطة الكوردية!!!

دعوه في احلامه
Azadi REHA -

سلمت يداك يا اخ عدالت، لكونك هاديء وبقدر هدوءك في مقالك احسست بالهدوء وثقافة الحوار، التي يفتقر اليها الاخ سيريني. انه فعلا من النوع الذي لا يعرف ماذا يريد. انه كان مرحب به في الاوساط الكوردية، ولكنني علمت من بعض الاخوة هناك بانه لما يئس من حصوله علی اي منصب رفيع يئس ايضا من كورديته، لانه بكل بساطة نشا تحت ضل ثقافة اخری متطرفة.انا لا اؤيد كثير من السياسات التي تنتهج من قبل الحزبين الكورديين ولكني سئمت من هذا النهج الذی يری نفسه فقط من اجل نفسه. انا لحد الان ومع الاسف لا اعرف ماذا يريد الاخ سيريني في هذا الكم الهائل من المقالات التي لا تغير حالا ولا يصنع مجدا