مراسلات بين صايغ وبولص
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إنه يوم بلا سركون. شيء لم يطرأ لحظة على ذهني، فهو حاضر حتى لو لم أره لسنوات. هناك عشرات النقاط التي تستحق ان يكتب عنها، لا أعرف من أين أبدأ وأين انتهي. وبسبب تراكم الندب عندما يموت شاعر، فكرت وفاة سركون بولص
في مطلع فترة اسميها "غياب السلطة"، أي بعد انقلابعبدالسلام عارف (تشرين الثاني 1963)على البعثيين، وبروز انفتاح ليببرالي نسبي قصير (1964 - 1968)، طفق عدد من الشعراء العراقيين الشباب آنذاك يبحثون عن مجالات يعبرون من خلالها عن أحاسيسهم الشعرية الطليعية آنذاك، أولا في الصحف العراقية اليومية، وثانيا في مجلات لبنانية. ولم يكن هناك مجلات تقبل جديدهم الشعري المختلف عما كان ينشر في "الآداب"، سوى "حوار" توفيق صايغ و"شعر" يوسف الخال. ومن بين هؤلاء الشعراء سركون بولص، فأخذ يرسل قصائده الى "شعر" والى "حوار" وقصصه أحيانا الى "حوار" و"الآداب". لدي مجموعة من رسائل متبادلة بين سركون بولص وتوفيق صايغ، انشر منها، هنا، رسالتين من سركون بولص وجواببن من توفيق صايغ.. على أمل أن تنشر "إيلاف" كل الرسائل حتى تلك التي كان يتبادلها القاص عبدالرحمن الربيعي مع توفيق صايغ.
8/4/ 1964
حضرة الشاعر توفيق صايغ المحترم
تحية مخلصة
كانت طفرة جارفة، "حوار".
اندلعت بثقة وبشيء من المرح الذي لا يصدّق بين أشباح من ثلج. وبالطبع، كان هذا ضبطا تطويريا لساعة أدبنا المتراخية العقارب. إن الوجوه الكئيبة تراقب الراقصين المهرة حول النار المصيرية بكثير من الحسد المزعج. ولكن، يا لحوار من عصفور فينيقي شجاع؛ لقد الهبتم رماد ألف سنة.
انتم تقودون حصان الأدب الجيد عندنا (هذا الصاهل المتضور) نحو مرعى مثير للاهتمام: عصري، ولكن غير مقيد؛ طليق، حقيقي.
حوار بوتقة الجديد.
لذا، فهي الملجأ.
المخلص
سركون بولص
5 ايار 1964
عزيزي الأستاذ سركون بولص،
تحية وإكراما، وشكرا على رسالتك بتاريخ 8 نيسان الفائت وما جاء فيها من كلمات طيبة بخصوص مجلة "حوار"، التي آمل أن تظل تحظى برضاك ورضى امثالك من قرائها الواعين.
وأشكرك أيضا على تكرمك بإرسال قصيدتك "شقاء خاص" ليجري نشرها في المجلة. وقد قرأتها بكثير من العناية والاهتمام ووجدت فيها عناصر عديدة جيدة وواعدة، وأرجو ألا يسؤك اعتذاري عن نشرها في "حوار".
وتقبل تحياتي وتقديري.
توفيق صايغ
عزيزي الاستاذ توفيق صايغ.
تحية حارة وبعد.
أبعث اليك بقصيدة "سيرة ناقصة" وأحب أن اوشر إلى شيئين منها: أولا، انني أقول في المقطع الخامس: "ومما امتلكت وأحببت: صارٍ عجوز". وأنوه أن كلمة "عجوز"، حسب رأيي، أعمق وأكثر أصالة من كلمة "قديم"، في هذا المجال. فالصاري والحالة هذه، عجوز كما يكون إنسان ما. وثانيا، ان تعبير "سفينة موتي" قد تكون له صلة بقصيدة د. هـ. لورنس "سفينة الموت"، التعبير فقط وحسب، لأنني لا اذكر من قصيدة لورنس أي شيء، سوى عنوانها. ولا توجد ثمة علاقة أخرى. لا ادري، ولكنني لم أكن لأرتاح لو لم اشرح ذلك؛ ويبدو أنه لا حاجة لذلك.
ولكن لا بأس على كل حال. وتقبل تقديري.
29/11/1965
المخلص سركون بولص
27 كانون الاول 1965
عزيزي الأستاذ سركون بولص،
تحية طيبة، وشكرا على رسالتك بتاريخ 29 من الشهر الفائت، وعلى تكرمك بإرسال قصيدتك "سيرة ناقصة" ليجري نشرها في مجلة "حوار".
ويسرني أن انشر القصيدة في احد الأعداد القريبة القادمة - وان كان يصعب علي منذ الآن أن أعين بالضبط تاريخ العدد الذي ستظهر فيه. واني أكون شاكرا إذا أرسلت لي عما قريب نبذة عن حياتك ونتاجك ومشاريعك، للاستفادة منها في باب "في هذا العدد".
ولك تحياتي وإكرامي.
توفيق صايغ
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية